"البرجس": لهذه الأسباب تُعتبر أرامكو الشركةَ الأكثر موثوقية بالعالم

قال: المملكة أبهرت العالم حينما تعافت بسرعة من الهجمات الإرهابية على الشركة
"البرجس": لهذه الأسباب تُعتبر أرامكو الشركةَ الأكثر موثوقية بالعالم

تُعتبر المملكة -بلا منافس- المصدر الأكبر للنفط الخام، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها إمكانات لزيادة الإنتاج في أي لحظة بأكثر من مليونيْ برميل يوميًّا لأقصى فترة ممكنة، وهذا ما لا تستطيع عمله أكبر الدول الأخرى المصدّرة للنفط (مجتمعة)، كما تعتبر بشركتها «أرامكو السعودية» وتسمى «الأكثر موثوقية بالعالم»؛ نظرًا لبرامجها العملاقة واستثمارها في أعمالها وكوادرها البشرية.
لذلك كانت هناك مخاوف عدة من تأثر إمدادات النفط في العالم بعد الهجمات الإرهابية على معامل بقيق وخريص؛ لكن بأسرع مما توقع العالم وبطريقة أبهرت الجميع؛ استطاعت المملكة العربية السعودية -ولله الحمد- التعافي من توقف جزئي لأعمالها النفطية، بعدما انخفض الإنتاج بمقدار النصف.
كيف استعدت المملكة لذلك؟ ولماذا يطلق على أرامكو «الشركة الأكثر موثوقية بالعالم»؟.. الكاتب الصحفي برجس حمود البرجس يجيب.
أجاب عن هذا التساؤل في مقاله بصحيفة "مكة"؛ مشيرًا إلى أنه عندما تحدّث المهندس أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية لـ«CNN بالعربية» تحدّث عن تَمَيّز أرامكو واختصره بكلمة «MSC»، وهي مختصر لـMaximum Sustained Capacity، والمقصود بها «الطاقة الإنتاجية القصوى للشركة»، والتي تفوق 12.5 مليون برميل يوميًّا، وهذه لغة -أو شيفرة- تعرفها جيدًا وتعيها سياسات الدول وشركاتها التي تحرص على سلامة الإمدادات النفطية، وأضاف أن «موثوقية الإنتاج والقدرة على زيادته»، ارتفعت من 99.7% إلى 99.9% خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وأضاف "البرجس": يبقى لنا السؤال المهم: لماذا تطلق الدول والشركات المستوردة للنفط على أرامكو السعودية «الشركة الأكثر موثوقية بالعالم»؟
وأجاب: تتسابق أكبر الشركات النفطية العالمية على الشراء من السعودية؛ فالعميل المميز يحرص على الشراء من المصادر الآمنة والموثوقة، وكذلك دول شرق آسيا الكبيرة (الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية) تتسابق على استيراد النفط من المملكة. وفي الوقت نفسه تحرص الدول الأخرى (الولايات المتحدة وأوروبا الغربية) على استمرارية الإمدادات النفطية من المملكة لآسيا، ولأوروبا وأمريكا أيضًا؛ فنقص الإمدادات النفطية من أي مكان في العالم؛ يؤثر على وفرة وأسعار النفط في جميع دول العالم.
ودلل الكاتب على أهمية النفط لدول العالم؛ مشيرًا إلى أن سكان العالم يستهلكون يوميًّا نحو 96 مليون برميل من النفط بقيمة 8.2 مليارات دولار عند نقاط الشراء؛ أي 3 تريليونات دولار سنويًّا. وتابع البرجس: النفط عنصر أساسي في حركة النقل والحياة اليومية، وهو ليس كالسلع الأخرى؛ حيث إنه مُعرّض لنقص بالإمدادات بين الدول لأسباب كثيرة؛ ولذلك شَهِدنا أسعاره تتفاوت بين 30 دولارًا وأكثر من 100 دولار للبرميل في السنوات الأخيرة، والأسباب دائمًا نقص في الإمدادات النفطية أو زيادة بها.
وأكمل: المملكة -ممثلة في شركتها «أرامكو السعودية»- تعتبر وتسمى «الأكثر موثوقية بالعالم»؛ نظرًا لبرامجها العملاقة واستثمارها في أعمالها لاكتشاف النفط وصيانة المعامل والآبار وبقية أعمالها؛ لضمان تأمين النفط لدول العالم، وتأمين أي نقص من أي دولة منتجة ومصدرة للنفط.
ولفت إلى أن المملكة من المنتجين الكبار للنفط، وهي -بلا منافس- المصدر الأكبر للنفط الخام، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها إمكانات لزيادة الإنتاج في أي لحظة بأكثر من مليونيْ برميل يوميًّا لأقصى فترة ممكنة؛ وهذا لا تستطيع عمله أكبر الدول الأخرى المصدّرة للنفط (مجتمعة).
وحول السر في ذلك، أجاب البرجس، بأن السعودية لا تستمد قوتها النفطية فقط من هبة النفط ولا من هبة سهولة إنتاجه مقارنة بالدول الأخرى؛ بل تستمد قوتها أيضًا من سياسات الأعمال في أرامكو؛ حيث إنها تحرص كثيرًا على برامج عملاقة واستثمارات في اكتشاف النفط المستمر سنويًّا والاستثمارات في صيانة المعامل والمرافق النفطية طوال السنة بأفضل وأقوى المعايير العالمية، وبرامج واستثمارات كبيرة على توزيع وتنويع مصادر النفط من داخل المملكة وتفاصيله الأخرى، واستثمارات كبيرة على الاستعدادات للتعافي من الأزمات والكوارث، واستثمارات عملاقة أيضًا على أعمال خطوط أنابيب نقل النفط ومخازن النفط فوق سطح الأرض والموانئ، وكذلك الخزن الاستراتيجي داخل المملكة وخارجها.
وأضف أن أرامكو تُولي أهمية كبيرة لاحتياطيات كل عنصر وجزء من أعمالها. وتقوم بأعمالها بأفضل وجه ممكن وبأفضل المعايير العالمية؛ بل تفوق بذلك مقارنة بشركات النفط العالمية.
وتابع: لن أتجاهل عنصرًا مُهمًّا، وهو أن أرامكو أيضًا تستثمر في كوادرها البشرية وتنمية مهاراتهم العلمية والمعرفية، وتستخدم شهادات الاعتماد الإدارية والمهنية والفنية في جميع أعمالها وعلى جميع كوادرها، وتستثمر في أقسام التخطيط والهندسة والبيئة وإدارة المشاريع وفي ذلك تفاصيل دقيقة لا يمكن سردها.
ولفت إلى أن أرامكو تستثمر في تقنيات المعلومات وتطبيقات عالمية؛ حيث إنها تستخدم أفضل الأجهزة المركزية للكمبيوتر وأفضل تطبيقات السوبر كمبيوتر للتنقيب والاكتشاف وإنتاج النفط والغاز والمشاريع والهندسة والبرامج المالية وبقية أعمالها، وجميع ما ذكرت ليس إلا مختصرًا صغيرًا لحرص أرامكو على تأمين استقرار الإمدادات النفطية للعالم.
وأضاف "البرجس" في مقاله: السعودية ممثلة في شركتها النفطية أرامكو السعودية -على عكس بقية دول وشركات العالم النفطية- أسرار كبيرة ترتقي لأعلى المعايير والأعمال والاستثمارات، ولا يمكن وصفها هنا. شركات النفط العالمية تعلم ذلك جيدًا؛ حيث إنها تتعامل مع أرامكو في شراء النفط وشراكات في معامل النفط بالداخل والخارج، والشركات العالمية لبناء معامل ومخازن ونقل النفط أيضًا تعلم ذلك جيدًا. جميع من يتعامل مع أرامكو، سواء الشركات العالمية أو سياسات تلك الدول العالمية يعلمون ذلك جيدًا، ويطلقون على أرامكو السعودية مسمى «الشركة الأكثر موثوقية بالعالم».

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org