روى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، قصة مهمة كانت من أهم أسباب إنشاء برنامج تنمية القرى التراثية بوصفه مشروعًا اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً يساهم في توفير فرص العمل للمجتمعات المحلية ويعزز من قيم المواطنة والانتماء، عندما طالب أحد المواطنين بهدم وإزالة إحدى القرى التراثية القديمة.
يقول الأمير سلطان بن سلمان في كتابه "الخيال الممكن: "أتذكر زيارة لإحدى القرى التراثية وكان هنالك حشد من الجمهور، وفيما كنت أتحدث حول أهمية قريتهم التراثية وضرورة المحافظة عليها، نهض أحد الحضور، وقال: أنا أتمنى أن تزيلوا هذه القرية؛ لأننا نشعر بكثير من الخجل عندما يستضيف أبناؤنا بعض زملائهم في الجامعة، أو يفاجئنا بعض الضيوف من الخارج، ويدركون أننا كنا نسكن في هذه المباني القديمة والمهدمة".
وأضاف في رده على طلب المواطن: "كان من الواجب يا أخي أن تفخر بقريتك، وتاريخها، وتراثها، بدلاً أن تطالب بإزالتها، فلولا هذه المباني القدمية وأهلها الذين سكنوها وكابدوا الحياة رغم قسوتها، وساهموا في توحيد وبناء هذا الوطن العظيم لما تعلم ابنك، وتخرج في الجامعة ولما تحقق هذا التطور الكبير والازدهار الذي ننعم به اليوم ولله الحمد".
ويؤكد الأمير سلطان أن هذا الموقف كان أحد الأسباب التي دفعته لتبني إنشاء مشروع القرى التراثية بصفته منتجًا ثقافيًا سياحيًا يعرض الموروث الشعبي للأجيال الشابة بطريقة شائقة وجذابة، جعلتهم يعيشون تاريخ الأجداد المجيد، ويعاصرون من خلالها تلك المواقع التي خرجت منها سرايا وحدتنا المباركة.
يشار إلى أن برنامج تنمية القرى التراثية ساهم في إعادة تأهيل وإحياء العديد من القرى التراثية في مناطق المملكة حتى أصبحت وجهات سياحية رئيسة يقصدها المواطنون، وساهم في توفير الآلاف من الفرص الوظيفية للمواطنين في المجتمعات المحلية واستضافة آلاف الفعاليات التراثية والسياحية والأنشطة المتنوعة.