تتربع الآثار التاريخية وتراث منطقة تبوك على قائمة الإرث الثقافي الذي تعتز به المملكة، ويحكي قصصاً وحكايا إنسانية عن حضارات متعاقبة سكنت المنطقة، وعاشت في قراها، ولاسيما محافظة تيماء، أهم المناطق التي سكنوها قديماً.
ويزور تيماء الآلاف من السياح في كل عام، للتعرف على كنوزها التاريخية، حيث يشبهها الآثاريون والمرشدون السياحيون بالمتحف الشامل، وأبرزها "بئر هداج" التي لا تزال تضخ مياهها منذ الألفية الأولى قبل الميلاد، وأعيد ترميمها لاحقاً، وباتت مزاراً سياحياً ومتنزهاً للقادمين إلى المحافظة العريقة.
ويتعرّف السياح خلال رحلتهم على معلومات قيمة تختص بالبئر، من ناحية كيفية بنائها، وتاريخ البئر العتيق، وطريقة ترميمها بنفس تفاصيلها القديمة، يقدم هذه المعلومات مرشد سياحي مرخص من قِبل وزارة السياحة، وتشير المعلومات الجغرافية إلى أن محيط البئر يبلغ 65 متراً وعمقها يصل إلى 12 متراً.
وإلى جوار بئر هداج، يقف قصر الرمان الأثري المبني منذ أكثر من 100 عام، إذ يجد الزائرون في نواحي القصر قصصاً يرويها المرشد السياحي حول أحداث القصر وساكنيه، وتم بناء القصر من الطين والحجارة وأبوابه من الخشب المتين، وزوّدت منارات القصر بحجرات تطل على اتجاهاته الأربعة، ويحيطه سور من ثلاث جهات يتصل بسور القصر من الجهة الرابعة.
وخلال زيارة السياح، يسيرون إلى وسط "الرمان" حيث يتعرّفون على تقسيمات القصر، فتوجد ساحة داخلية وأخرى خارجية، وغرف كثيرة في كل طابق، وغرفة رئيسة لتجهيز الطعام، وبئر داخلية وأخرى خارجية، وتقدر مساحة القصر بـ 6 آلاف متر مربع، ويجذب هذا القصر في بنائه الكثير من الزوار لتحصينه المنيع ومكوناته الداخلية، وتحيطه النخيل والمزارع من كل الاتجاهات، ويجري ترميم الأجزاء المفقودة من القصر بسبب عوامل التعرية الطبيعية.
وكانت تبوك ضمن قائمة توّجتها الهيئة السعودية للسياحة ضمّت 11 وجهة سياحية رئيسة غنية بالتنوع الطبيعي والأجواء الرائعة، وأعلنت مساراتها وباقاتها وتجاربها السياحية من خلال برنامج صيف السعودية 2021، الذي انطلق تحت عنوان "صيفنا على جوك" الذي يستمر حتى نهاية سبتمبر المقبل، ويقدم البرنامج ما يزيد على 500 تجربة سياحية، وعبر أكثر من 250 شريكاً من القطاع الخاص.