لماذا يقرع "بوتين" طبول الحرب على أوكرانيا؟ إجابات مذيلة بـ"لا" أمريكية!

بينما ينفي المتحدثون الروس يوميًّا وجود أي نية للغزو تقبع "مشكلتان رئيسيتان"
لماذا يقرع "بوتين" طبول الحرب على أوكرانيا؟ إجابات مذيلة بـ"لا" أمريكية!

مع ارتفاع منسوب التوتر في أزمة أوكرانيا واقترابها من حافة الحرب، طرحت صحيفة "الجارديان" البريطانية سؤالًا بسيطًا: ماذا يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أوكرانيا؟

تقول الصحيفة إن المتحدثين الرسميين في روسيا ينفون يوميًّا وجود أي نية لدى موسكو لغزو أوكرانيا، وفَعَل ذلك أيضًا "بوتين" عندما استقبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، وعندما تحدث عبر الهاتف مع نظيره الأمريكي جو بايدن، السبت.

لكن هناك مشكلتين في هذا الأمر: الأولى أن قلة من الحكومة الغربية تصدق هذا النفي، والثانية أن "بوتين" لم يشرح لماذا حشد أكثر من نصف القوات المسلحة الروسية، بما يزيد على 130 ألف جندي على حدود أوكرانيا؛ هذا إن كانت نواياه سلمية.

وللإجابة عن السؤال الرئيسي، ووفق ما نقلته "سكاي نيوز عربية"؛ لا بد من الإجابة عن الأسئلة التالية:

ما الذي يحرك "بوتين"؟

هناك العديد من النظريات، منها أن "بوتين" يريد إعادة بناء دائرة النفوذ الروسي في شرقي أوروبا، وخاصة في الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل إستونيا ولاتفيا وبيلاروسيا وجورجيا وليتوانيا وأوكرانيا، ولقد تحسر "بوتين" كثيرًا على خسارة هذه الدول بعد انهيار الاتحاد السوفيتي؛ بحسب "الجارديان" البريطانية.

ويأمل "بوتين"، أن يُظهر للغرب وللروس أيضًا أن روسيا لا تزال قوة عظمى، رغم أنها -بحسب معظم المقاييس (مخزونات الأسلحة النووية والجغرافيا)- قوة متوسطة الحجم وفاشلة.

لماذا أوكرانيا؟

يخشى "بوتين" من اندماج أوكرانيا المهمة استراتيجيًّا، لكونها تسيطر على الجناح الجنوبي الغربي لروسيا، أكثر فأكثر مع الغرب، ويعترض على اقترابها المتزايد من الناتو، كما يعارض تطوير كييف لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.

والأسوأ من ذلك، من وجهة نظره، أن أوكرانيا ديمقراطية، وتتمتع بحرية التعبير وحرية الإعلام.. وفي المقابل، لا يتمتع الروس بمثل هذه الحريات؛ لذلك فإن حَذَوْا حذو جيرانهم، فلن يستمر "بوتين" طويلًا في الحكم.

والحنين إلى الماضي جزء من فكر "بوتين" الذي يعتبر أوكرانيا جزءًا لا يتجزأ من روسيا التاريخية، وفقدانها هزيمة لروسيا في الحرب الباردة.

لماذا الآن؟

يشعر "بوتين"، أن الغرب أصبح أضعف، وخاصة بعد تعرض حلف "الناتو" للإذلال العام الماضي في أفغانستان، كما يرى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن شن حملة لإنهاء الحروب، وليس بوارد الانخراط في حروب جديدة.

ولاحظ "بوتين" أن "بايدن" أعاد تركيز السياسة الخارجية الأمريكية والموارد العسكرية لمواجهة الصين، وليس لأوروبا.

وعلى المستوى الداخلي، يريد "بوتين" انتصارًا كبيرًا لتعزيز وضعه الداخلي، وصرف النظر عن الفساد المستشري في النظام وتبرير المصاعب التي يعاني منها الروس نتيجة العقوبات الغربية المفروضة بعد هجومه الأول على أوكرانيا في عام 2014.

ما مطالب بوتين؟

حتى ينزع بوتين فتيل الأزمة، يريد تعهدًا من الغرب بعدم قبول أوكرانيا (أو جورجيا ومولدوفا) أعضاء في حلف "الناتو" إلى الأبد، كما يريد أن ينسحب الحلف من البلدان التي يسميها بـ"المواجهة" مثل بولندا ورومانيا وبلغاريا، والتي كانت في السابق ضمن حلف وارسو البائد.

كما يريد من كييف قبول وضع الحكم الذاتي لمنطقة دونباس، والتخلي عن مطالبتها بشبه جزيرة القرم (كجزء مما يسمى باتفاقات مينسك)، كما يريد الحد أو وقف عمليات نشر صواريخ أمريكية متوسطة المدى جديدة في شرق وجنوب أوروبا.

أما الأهداف الأكثر طموحًا فهي إعادة تصميم "البنية الأمنية" في أوروبا؛ لترسيخ نفوذ روسيا وتوسيع نطاقها الجيوسياسي، وكانت إجابة الولايات المتحدة على غالبية هذه المطالب بـ"لا"؛ لذلك اشتعلت الأزمة الحالية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org