مر الدوري السعودي بالعديد من المنحنيات والمراحل حتى استقر على نظامه ومسماه الحالي، حيث بدأ في بدايات الكرة في المملكة تحت مظلة حكومية قبل إنشاء الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبعد إنشاء الاتحاد مر بالعديد من التقلبات حيث أقر بنظام نقطي، ومن ثم تم تغييره إلى دوري بنظام المربع الذهبي بنظامين مختلفين في المربع.
واعتمد النظام النقطي بعد ذلك ليتم إقراره مرة أخرى ليستمر عاماً واحداً ومن ثم تحويله إلى " الدوري المحترف" بالكامل مع بقاء النظام النقطي، وبهذه المتعرجات التاريخية اكتسب الدوري السعودي سمعة واسعة على الصعيدين الإقليمي والعربي حتى بات أفضل دوري عربي وثالث أفضل دوري آسيوي.
وتعمل الهيئة العامة للرياضة وفق خطة طموحة تهدف لوضع الدوري السعودي ضمن أفضل عشرة دوريات عالمية كانت بدايات هذا الحراك بدعم الأندية لإبرام أفضل الصفقات في تاريخ الدوري وبأرقام فلكية لصناعة منتج رياضي يضاهي الدوريات العالمية.
وترصد "سبق" خلال هذا التقرير أهم مراحل الدوري السعودي :
قبل إنشاء الاتحاد
قبل إنشاء الاتحاد السعودي لكرة القدم كانت تقام بطولات بين أندية منطقة مكة المكرمة وقد حصل نادي الاتحاد على أول بطولة رياضية تحت مظلة حكومية عام 1954م، حيث كانت تنظم تحت مظلة الإدارة العامة للرياضة والكشافة السعودية التابعة لوزارة الداخلية وكانت تحمل مسمى كأس وزير الداخلية، وكانت بنظام خروج المغلوب.
الدوري التصنيفي تم
بدأ الدوري السعودي بإقامة مسابقة أولية لفرز أندية الدرجة الأولى وأندية الدرجة الثانية بناء على النتائج خلال هذه التصفيات والتي أقيمت عام 1974م -1975م بمسمى الدوري التصنيفي من 16 فريقاً من كافة مناطق المملكة، على أن تقسم إلى مجموعتين كل مجموعة تضم 8 أندية ويتأهل الأربعة الأوائل من كل مجموعة إلى الدرجة الممتازة، فيما يتأهل البقية للدرجة الأولى استعداداً لبداية الدوري الفعلية عام 1975-1976م.
وتأهلت أندية الهلال والأهلي والوحدة واليمامة والنصر والاتحاد والشباب والقادسية للدرجة الممتازة، وانضمت الأندية الثمانية الأخرى إلى دوري الدرجة الأولى وحصل النصر على بطولة الدوري التصنيفي بفوزه على الهلال بنتيجة ٣-١.
بداية الدوري النقطي
بعد الانتهاء من الدوري التصنيفي بدأ الدوري النقطي عام 1975م وبعد حوالي الشهر من انطلاقته تقرر الإلغاء بعد اغتيال الملك فيصل - رحمه الله -، لتعود الانطلاقة الفعلية في العام الذي يليه 1976م ويستمر حتى العام 1990 م وقد حقق الهلال أول بطولة بعد اعتماده بالنقاط.
وفي الموسم الثاني من اعتماد أول نسخة نقطية تم رفع عدد أندية الدوري من ثمانية أندية إلى عشرة أندية وذلك موسم 1977م، وفِي الموسم الثالث 1978م تم إقرار مشاركة اللاعبين الأجانب، وفِي الموسم الخامس من أول نسخة تم تغيير الدوري لظرف استثنائي وتسميته الدوري المشترك، وذلك بدمج أندية الممتاز مع الأولى ووصل عدد الأندية لـ ٢٠ فريقاً وتم تقسيمها إلى مجموعتين وحصل نادي الاتحاد على تلك النسخة.
نظام المربع الذهبي ( 1990-2007م)
نص النظام أن يلعب صاحب المركز الأول مع صاحب المركز الثالث، وصاحب المركز الثاني مع صاحب المركز الرابع، ويلعب الفريقان الفائزان مباراة نهائية من مباراة واحدة على كأس الدوري بدلاً من درع الدوري القديم.
وحصل نادي الشباب على البطولة بفوزه على النصر في المباراة النهائية في جدة بنتيجة 1–0، بعد ذلك طرأ تغيير على نظام المربع الذهبي ليتم تغيير نظامه إلى أن يلعب صاحب المركز الرابع مع صاحب المركز الثالث على أرض الأخير، ويلعب الفائز منهما مع صاحب المركز الثاني على أرض الأخير، ويلعب الفائز منهما مع المتصدر على أرض المتصدر ويحسم الدوري بنتيجة هذه المواجهة.
وفي الموسم (2007م) أقيم الدوري بنظام المربع الذهبي لآخر مرة، حين فاز نادي الاتحاد صاحب المركز الثاني على الهلال متصدر الدور التمهيدي في المباراة النهائية في الرياض بنتيجة 2–1.
عودة النظام النقطي ٢٠٠٧م
أقيمت أول نسخة بعد إعادة الدوري النقطي موسم (2007-2008م ) وقد تصدر الاتحاد بطولة الدوري حتى الجولة الأخيرة ليتوج الهلال بعد فوزه على المتصدر على أرضه وبين جماهيره بمدينة جدة بهدف ياسر القحطاني، والذي حسم الدوري لصالح فريقه بسبب المواجهات المباشرة بين الفريقين في ذات النسخة.
أول بطولة دوري " محترف " ٢٠٠٨ م
أقيمت أول بطولة في تاريخ السعودي بنظام الاحتراف الكامل في موسم (2008-2009) بعد تطبيق لوائح الاتحاد الآسيوي وتم إنشاء هيئة دوري المحترفين للإشراف الكامل على الدوري وتنفيذ الاشتراطات الإقليمية والدولية في هذا الصدد.
وشارك في تلك النسخة ١٢ فريقاً وكانت النسخة الأولى التي يسلم فيها البطولة على شكل درع مذهب، وقد حصل عليه نادي الاتحاد بعد فوزه على الهلال في الجولة الأخيرة على أرض الأخير بهدفي نايف هزازي وهشام أبو شروان، فيما سجل رادي هدف الهلال الوحيد وكان يكفي الاتحاد التعادل في تلك النسخة لحسم الدوري.
دخول الشركات للاستثمار
في موسم 2010 -2011 اقتحمت الشركات التجارية دوري المحترفين رغبة في رعاية الدوري بشكل كامل مقابل الحصول على مسمى دوري المحترفين بمسمى الشركة، وقد قامت شركة " زين" برعاية الدوري كاملاً تحت مسمى " دوري زين " وزاد عدد أندية الدوري في تلك النسخة إلى ١٤ فريقاً، وحصل على لقبها فريق الهلال بفرق شاسع عن أقرب منافسيه الاتحاد قارب التسع نقاط، ليتم دخول شركة عبداللطيف جميل بعد ذلك، حيث قامت برعاية دوري المحترفين السعودي لمواسم متتالية بدأت موسم 2013-2014م.
دوري المحترفين الاستثنائي
في الموسم 2017-2018م تم إلغاء مسمى دوري جميل واستبداله بدوري المحترفين السعودي بأمر تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وتم اختتامه بشكل مبكّر وتحديداً في أبريل ٢٠١٨، نظراً لمشاركة المنتخب السعودي في مونديال روسيا، وحصل الهلال على لقب البطولة في موسم شهد تغيرات واسعة كان أهمها زيادة عدد الأجانب إلى ستة محترفين.