مأساة إنسانية.. طبيب يضع الهاتف على أذن فتاة وهي تحتضر

محادثة الوداع الأخيرة بين أم وابنتها
مأساة إنسانية.. طبيب يضع الهاتف على أذن فتاة وهي تحتضر

بِيَد مرتعشة تناول الطبيب الفرنسي الهاتف من يد الأب الباكي، وتقدم به نحو سرير ترقد عليه فتاة بريطانية (15 عاماً) وهي تحتضر، وضع الطبيب الهاتف على أذن الفتاة، وسمعت صوت أمها وأخيها لآخر مرة، ثم أسلمت الروح.

سيارة إسعاف

وحسب صحيفة "الديلي تلجراف" البريطانية، وقع المشهد المأساوي في أحد مستشفيات مدينة نيس الفرنسية، يوم 17 يوليو عام 2016، حين وصلت المراهقة البريطانية ناتاشا عدنان لابروس (15 عاماً) بصحبة أبيها في سيارة إسعاف نقلتها من مطار نيس رأساً إلى المستشفى؛ حيث ماتت عقب وصولها بوقت قصير.

ساندويتش.. بداية المأساة

ونقلاً عن سجلات محكمة مقاطعة غرب لندن، تروي الصحيفة قائلة: بدأت القصة المأساوية لناتاشا بساندويتش من الخبز الفرنسي "بوغاتي"، اشترته من مطار هيثرو بلندن قبل قليل من صعودها طائرة الخطوط الجوية البريطانية وهي متجهة مع والدها إلى مدينة نيس الفرنسية لقضاء عطلة صيف تبلغ أربعة أيام فقط.

قالت ناتاشا لوالدها: "إن الساندويتش يحتوي على الخرشوف والزيتون، اللذين تحبهما"؛ لكن أحد مكونات رغيف الخبز الفرنسي كانت تحمل السم في العسل، كان بالخبز بذور السمسم؛ بينما كانت ناتاشا تعاني من حساسية شديدة للسمسم.

ما حدث على الطائرة

وتضيف سجلات المحكمة: تناولت ناتاشا الساندويتش وأقلعت الطائرة من مطار هيثرو، ولكن بعد حوالى 20 دقيقة، بدأت الفتاة تشعر بشيء غريب، حرقة واحمرار في بشرة رقبها؛ مما جعلها تضع كريماً لمعالجتهما؛ لكن بعد 20 دقيقة ثانية، اضطرت ناتاشا إلى الذهاب إلى الحمام؛ لتتأكد أن الاحمرار تحول إلى بقع منتفخة في كل الجزء العلوي من جسدها، وتحولت الحُرقة إلى التهابات شديدة، كادت تخمشها بأظافرها من شدة الألم.

ساعدني يا أبي أشعر أنني سأموت

قال لها والدها: إن عليها أن تتحمل حتى تصل الطائرة إلى نيس؛ لكن الأمور تطورت بأسرع مما يتخيل؛ فقد بدأت ناتاشا تعاني ضيقاً في التنفس وتورماً شديداً في جسدها، واستعان طاقم الطائرة بطبيب شاب لمحاولة إسعافها؛ لكن دون جدوي.. كانت ناتاشا تبكي وهي تقول لوالدها: "ساعدني يا أبي أشعر أنني سأموت"؛ بينما يربِت الأب على وجهها وهو يطالبها بالتمسك بالحياة؛ حتى وصول الطائرة ومحاولة إسعافها.

وفي مطار نيس، كانت سيارة إسعاف بانتظار الفتاة ووالدها، وعلى الفور تم نقلها إلى أحد المستشفيات؛ بينما كان الأب يتحدث هاتفياً مع أم ناتاشا وأخيها يخبرهما بحالتها.

المحادثة الهاتفية الأخيرة

ويقول عندنان لابروس في شهادته أمام المحكمة: "كانت أسوأ اتصالات هاتفية أجريتها في حياتي، كنت أريد أن أطمئن أمها وأخاها؛ لكن حالة ابنتي كانت تزداد سوءاً لحظة بعد أخرى؛ بينما كان وقت إنقاذ حياتها قد مر، وصارت محاولات الأطباء يائسة وخجولة، كانت ابنتي تموت وكان عليّ أن أقول هذا لأمها صراحة؛ فطلبت أمها أن يضع الهاتف على أذنها، كانت تريد أن تودع ابنتها الصغيرة الوداع الأخير وتسمع صوتها لآخر مرة، ناولت الهاتف للطبيب الذي وضعه على أذن الفتاة، وسمعت صوت أمها وأخيها للمرة الأخيرة، ثم أسلمت الروح".

في المحكمة

وحالياً تُقاضي أسرة ناتاشا الشركةَ والمحل الذي باع الخبز الفرنسي في مطار هيثرو؛ مؤكدة أن ملصق المحتويات على الكيس البلاستيكي الذي يحتوي على الساندويتش؛ لم يذكر شيئاً عن بذور السمسم، والذي تعرف الأسرة كلها أن ابنتهم تعاني من حساسية شديدة له؛ بينما قالت الشركة المنتجة للخبز: إن هناك ملصقاً شفافاً يحذّر من حساسية السمسم.

وهكذا يستمر سماع أطراف القضية في المحكمة؛ ولكن في القلوب حزن عميق يعصف بالأسرة كلها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org