المتقاعد.. متى يرحـل؟!!

المتقاعد.. متى يرحـل؟!!

تصريحات غير موفَّقة، تضمنت أن "المتقاعد يشكِّل عبئًا على التأمينات الاجتماعية بعد تقاعده المبكر باستنزافه أموال الصندوق وموارد التأمينات بطول بقائه عشرات السنين على قيد الحياة"؛ وهو الأمر الذي جعل من أحد متحدثي التأمينات ومسؤوليها يبوح جهرًا بمثل الإشكالية - كما يراها - متناسيًا أن المتقاعد أولاً وأخيرًا هو الرقم الصعب في المعادلة الوطنية، والعضو الأهم في حسابات المجتمع من حيث الإنتاجية بكل إخلاص وحرص وصدق وتفانٍ في العمل الدؤوب..!!

المتقاعد المواطن، وبخبرات السنين والسهر، والروح السامية التي تسكنه، وحبه لوطنه، ساهم في النهضة المباركة لوطنه المجيد، وازدهاره في شتي المجالات، وشارك بسواعده في بناء مستقبل الأجيال القادمة.. وبالتالي فإن أي رهان عليه في النجاح هو بمنزلة الواجب الوطني والاقتصادي والإنساني..!!

إن من أبسط حقوق الموظف المتقاعد أن ننتقي العبارات والأوصاف والتشبيهات، وضرب الأمثلة تجاهه بما يليق به كعضو نافع، لا يزال فاعلاً، يمتلك خبرات السنين والفكر الأخّـاذ، وثقافة البذل والعطاء، وينبض بالخير لمجتمعه ووطنه، وهو قدوة رائعة للشباب للحذو حذوه في حب العمل والمحافظة عليه حين كان على رأس العمل ذات يوم قبل أن تحد من جهده الأعوام؛ ليفسح المجال لغيره لمواصلة الطريق..!!

ما يمكن قوله والتشديد عليه غير مرة أن المتقاعد في مجتمعنا ثروة وطنية، وركن مهم من أركان الوطن.. وبالتالي فالتعامل معه والإشارة إليه لا بد أن يحملان في مضامينهما أجمل عبارات الشكر وأبلغ معاني العرفان والتشجيع المستمر، ووضعه بعين الاعتبار في كل الخطوات والخطط القادمة بما يمنحه العيش الرغيد، والعمل على تخفيف الأعباء عنه، لا انتظار موعد رحيله ومتى يسقط كورقـة خريف..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org