الشمري لـ"سبق": عقوبات الصواريخ الإيرانية وأرامكو و"النووية" والتكنولوجيا أبرز مباحثات ولي العهد في واشنطن

قال: الزيارة ستعزز ثقة المستثمرين وستنشط الأسواق السعودية وستجذب الأموال
الشمري لـ"سبق": عقوبات الصواريخ الإيرانية وأرامكو و"النووية" والتكنولوجيا أبرز مباحثات ولي العهد في واشنطن

يقول الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي الدكتور عبدالله الشمري لـ"سبق": إن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، للولايات المتحدة الأمريكية تعود أهميتها لعدة أسباب، في مقدمتها التوقيت والسياق الزمني للزيارة، وكونها أول زيارة لسموه بصفته ولياً للعهد، بالإضافة لتطورات المشهد السياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي، هذا إلى جانب أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين بحكم الثقل الذي يمثلانه في الإقليم أو على المستوى الدولي".

وتابع الشمري: "تنطلق أهمية الزيارة على المستوى السياسي بحكم الملفات والقضايا الهامة والتي ستكون محور نقاش مع الرئيس الأمريكي وأركان المؤسستين السياسية والعسكرية، والتي تسعى لتحقيق عدة أهداف أهمها: تعزيز ودعم محور المواجهة ضد الخطر الإيراني وتعزيز الاتفاقات التي تمت في قمم الرياض الثلاث في مايو 2017، والتي ركزت على تعزيز سياسة الحزم السعودي والأمريكي تجاه المطامع الإيرانية الإقليمية ووقف خرق إيران للقرارات الدولية، ومنها تزويد ميليشيات الحوثي بالصواريخ الباليستية".

وأضاف يتوقع أن يبحث الجانبان السعودي والأمريكي تسريع العقوبات على شركات تطوير الصواريخ الإيرانية والتي ربطتها لجنة الأمم المتحدة بتهريب الأسلحة إلى اليمن والاستمرار في التنسيق حول الخطوات الأمريكية القادمة تجاه الاتفاق النووي .

وأشار إلى تعزيز دور السعودية ضمن السيناريوهات المطروحة للأزمات التي تتقاطع مع مصالحها، ومن المهم التأكيد على أن العلاقات الثنائية بين القيادتين السياسية في الرياض وواشنطن تمر بأقوى صورها منذ ثمانية عقود، وهذا ما سيعزز فرص تضخيم الفرص وتسريع التعاون في عدة قضايا إقليمية ودولية وعلى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية من المتوقع أن تكون أزمات المنطقة وعلى وجه التحديد (الوضع اليمني) على أولويات أجندة النقاش والتناول لسمو ولي العهد خلال الزيارة مع التأكيد على دور المملكة ومصالحها ونقل رؤية المملكة حول مستقبل الوضع اليمني والتأكيد على تبني الرياض الحل السلمي مع رفض سيطرة أي قوى انقلابية على القرار اليمني، كما سيتم التركيز في المباحثات الرسمية على الجهود التي تعزز السلام في الشرق الأوسط.

وأشار الشمري أنه سيتم التأكيد على استراتيجية الشراكات السعودية مع الولايات المتحدة، فتزامن هذه الجولة بعد أيام من إقالة الرئيس ترامب لوزير الخارجية السابق ووصول شخصيتين قويتين على رأس الدبلوماسية والاستخبارات الأمريكية يبعث برسالة ثقة وتأكيد دعم المملكة السياسي والمعنوي للإدارة الأمريكية، كما سيسعى ولي العهد لتجديد دعم واشنطن للرؤى الإصلاحية الجديدة، وخاصة فيما يتعلق بالشق الاقتصادي .

وكشف المحلل السياسي أنه يتوقع أن تستهدف الجولة الحالية تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب، وهو ما سيساهم في إعادة بث الثقة في الأسواق السعودية وجذب مزيد من رؤوس الأموال الأمريكية وخاصة في مجال التكنولوجيا والتصنيع العسكري والطاقة النووية .

وأضاف: من المحتمل أن تكون صفقة الطرح الأولى لأسهم شركة أرامكو محوراً رئيساً في نقاشات ولي العهد مع كل من الرئيس الأمريكي ومحاولة الوصول لأفضل طرح يمكن من خلاله تعظيم مكاسب المملكة الاقتصادية والسياسية من خلال عملية الاكتتاب الأولى لأسهم الشركة، وهو ما سيكون له بطبيعة الحال انعكاساته الإيجابية على القطاعات الاقتصادية السعودية، وتعزيز الثقة في مناخ الاستثمار .

وبحسب الشمري فمن أهم الملفات التي يتوقع طرحها خلال الزيارة تأكيد وتفعيل الاتفاقات الاقتصادية التي تم توقيعها مع الجانب الأمريكي، والتي تستهدف المملكة من خلالها توطين العديد من الصناعات المتقدمة، إلى جانب إمكانية طرح ولي العهد مسألة توقيع اتفاق تعاون نووي مع الولايات المتحدة من أجل تصدير التكنولوجيا اللازمة للبناء.

وقال: ستستهدف الجولة، تعزيز الدور الإقليمي والدولي لها، وذلك من خلال مراكز الثقل في القرار الدولي والمؤسسات الدولية، وقد يتأتى ذلك من خلال تأكيد رؤى المملكة وتعزيز حضورها في كافة معادلات التسوية للأزمات الإقليمية . ورغم أن القيادة السياسية أكدت مرارًا أن الملف القطري لا يمثل ثقلاً في ظل الاهتمام بملفات وقضايا أهم إلا أنه يتوقع وعلى هامش المباحثات أن يتم تأكيد موقف المملكة ودول المقاطعة بحتمية تغيير السلوك القطري السلبي وفرض مزيد من الضغط على الدوحة لتصبح أكثر تماهياً وإيجابية مع محيطها الخليجي، وأدرك أن الظروف السياسية الجديدة لن تسمح لها بالاستمرار في لعب أدوار وظيفية ضارة بها وبالإقليم .

وعن انعكاسات الجولة على تعزيز ثقة المجتمع الدولي في رؤى المملكة وتوجهاتها الجديدة نحو الإصلاح والتطوير، قال: من المتوقع أن يكون لهذه الجولة انعكاساتها الإيجابية على صورة المملكة، لدى المجتمع الغربي، خاصة في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها المملكة على الصعيد الاجتماعي ومحاولاتها للتحول من النمط المحافظ الذي لطالما رسخ في أذهان النخب الأمريكية عن المملكة، ومن ثم ستكون الإصلاحات التي أقدمت عليها المملكة سواء فيما يتعلق بملف الحريات بالنسبة للمرأة وإعطائها مزيد من الحقوق التي لم تكن تتمتع بها من قبل، إلى جانب خطوات الإصلاح التي اتخذتها المملكة على الصعيد المجتمعي من حيث الانفتاح الاجتماعي ومنح الشباب حقوقاً ودوراً أكبر.

وأكد أن الإصلاحات الاجتماعية أحد الأدوات التي يمكن توظيفها خلال الجولة وإبرازها خلال اجتماعات سمو ولي العهد مع بعض نخب مراكز الفكر والرأي والتي تتمتع بدرجة تأثير كبير سواء على صانع القرار الأمريكي أو في توجيه الرأي العام، وتعزيز صورة المملكة وثقة المجتمع الدولي في رؤيتها الجديدة، كما سيتم إبراز الجانب الإيجابي لحملة مكافحة الفساد والتي تهدف للقضاء على العوائق أمام تعزيز فرص التنافس الاقتصادي على أرضيات متساوية أساسها التنافس الحر.

وقال: "لا شك أن الزيارة ستساهم في عملية تحسين صورة المملكة والتي تمثل هدفاً رئيسياً من أهداف الزيارة مع كسب مزيد من الدعم والثقة في رؤية ولي العهد، وبالتالي تضخيم مكاسب المملكة وعلى جميع المستويات".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org