حمل حديث وزير الصحة توفيق الربيعة رسائل مهمة وتنبيهات وجب التوقف عندها والعمل بمقتضاها حرفاً ونصاً حتى لا نجد أنفسنا محاطين بشبح كورونا مُجدداً، وهذا الفايروس العابر للحدود يعيش هذه الأيام موجته الجديدة، والتي اعتبرت أشد فتكاً من سابقتها التي حصدت الكثيرين.
وظنّ البعض أن الخطر زال بعودة الحياة لطبيعتها ثم بدؤوا بالتخفف من الإجراءات التحوّطية، وهو تفريط بالمسؤولية وضرب من التهور غير المحسوب، فالوضع الراهن يمثل منعطفاً هاماً بالتعامل مع المرض، فإما العبور بسلام أو الانعزال وتفعيل ما يُحصّن المجتمع، فبعض السلوكيات غير السوية فاقمت الوضع معها وتعاظمت الحالات، وهو ما يترتب عليه فرض مزيدٍ من الخطوات الصارمة، فبسبب هذه الممارسات قد ندخل مرحلة الخطر، لا قدر الله.
وكان ظهور رأس الهرم الصحي ضرورة لما تمثله المرحلة الحالية من حساسية وسط انتشار للمرض في العالم، مع أننا حتى اليوم أفضل حالاً من غيرنا، لكن مشاهد التفريط قد تعيدنا إلى نقطة الصفر، وتخدش الصورة الناصعة للانضباط الذي مثّلها السعوديون بجهود الجيش الأبيض ويدٌ كريمة مدتها القيادة منذ لحظة تسجيل أول حالة وصولاً لتوفير اللقاح وتسهيل عملية الاستفادة منه.
وتركز حديث الوزير على أسباب تصاعد الحالات، وهي التجمعات دون الأخذ بالتباعد الجسدي والكمامة واعتزال العناق؛ ما يجعلنا بعون الله في مأمنٍ عن غارات "كوفيد١٩" القاتلة، ولنتمسك بما حققناه من نجاحات كبيرة كانت مضرب مثل لإدارة الأزمات.
ولم يخل الحديث "المتلفز" للربيعة من التحذير للعودة وراءً، لأننا نعيشُ اليوم تحدياً كبيراً، فالحمل ثقيل على المواطنين والمقيمين والتحدي أكبر، والمسؤولية تكاملية عنوانها الوعي لا غيره، فالظروف التي عاشها المجتمع مع توقف النشاط الاجتماعي وشلل الاقتصاد وهدوء الطرقات وأرقام الضحايا من مدنيين وممارسين صحيين أحداث مؤلمة رُسمت على جبين سنة ٢٠٢٠، فلا نريد أن تتبعها السنة الجديدة بمزيدٍ من الألم والنزيف ودموع الفقد.