نشرت الشرطة الأميركية، الأحد، مقطع فيديو جديداً يظهر الانفجار الذي هزّ مدينة ناشفيل بولاية تينيسي صبيحة عيد الميلاد، وأصاب ثلاثة أشخاص.
ورغم أن السلطات الأميركية كشفت هوية المشتبه فيه في التفجير، أنطوني كوين وارنر، 63 عاماً، الذي لقي حتفه في الانفجار الذي وقع في سيارة كارفان، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف الحادث الذي وقع بطريقة غريبة إثر عد تنازلي غامض بث عبر مكبّر للصوت قبل دقائق من الحادث، وهو ما يشير إلى أن منفّذ التفجير ربما لم يكن شخصاً طبيعياً، حسب موقع "الحرة".
ويظهر الفيديو السيارة التي انفجرت وهي متوقفة في الشارع على بُعد أمتار، وبداخلها وارنر، بينما يظهر رجل شرطة وهو يسير في الشارع، حتى يقترب من مقدمة المشهد، وما إن يختفى الشرطي عن الأنظار حتى تنفجر القنبلة وينجو الشرطي.
وقام المحققون بمطابقة الحمض النووي الموجود في مسرح الانفجار بالحمض النووي الخاص بوارنر للتأكّد من أنه هو منفّذ التفجير.
وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، وارنر غير متزوج ونادراً ما يغادر منزله.
وتحقّق السلطات في إمكانية أن يكون وارنر من أنصار نظرية المؤامرة التي تعتقد أن شبكات الجيل الخامس هدفها التجسّس على الأميركيين.
وحطّم الانفجار زجاج عددٍ كبيرٍ من الشقق والمتاجر والمكاتب وتناثر على الأرض الحطام، من زجاج وأغصان أشجار وأحجار قرميد، وتضرّرت أنابيب مياه واحترقت بالكامل سيارات كانت مركونة على مقربة من الانفجار وتضرّرت أخرى كانت مركونة أبعد منها.
الرجل المنعزل
وحسب صحيفة "واشنطن بوست" التي تحدثت مع جيران وارنر، فإنه كان شخصاً "منعزلاً" ونادراً ما يغادر منزله، ولا يرد على أيّ دعوة من جيرانه للاحتفال بالميلاد.
وقال جيرانه إنه كان يعيش مع والديه قبل أن يتوفى والده عام 2011.
وحسب "واشنطن بوست"، نقل وارنر ملكية عقار كان يملكه لامرأة من لوس أنجلوس من دون مقابل.
صوت تسجيل قبل الانفجار
ووقع الانفجار في وقت مبكر من صباح عيد الميلاد عندما حاول ضباط الشرطة، الذين استدعوا إلى الموقع بعد أنباء عن إطلاق النار، إجلاء السكان المحليين.
وحذّر تسجيل من عربة سكن متنقلة يظهر صوت امرأة تتخللها مقتطفات من الموسيقى من أن الانفجار وشيك.
وعانى ضابطان من إصابات، بينما تسبّب الانفجار في تصاعد الدخان الأسود وألسنة اللهب من قلب المنطقة السياحية بوسط مدينة ناشفيل.
جنون الارتياب بالجيل الخامس "5G"
وتحقق السلطات الفدرالية في احتمالية أن يكون وارنر من بين المصابين ببارانويا "جنون الارتياب" بشبكات الجيل الخامس"5G".
وحسب موسوعة "ويكيبيديا"، فإن جنون الارتياب هو عملية غريزية أو فكرية، تجعل مَن يصاب به يشعر بالقلق والخوف الشديدين، معتقداً أن الآخرين يتآمرون عليه، فهم يتجسّسون عليه ويدبّرون المكائد من أجل الإيقاع به.
ويعتقد أصحاب نظرية المؤامرة والأشخاص المصابون بجنون الارتياب، أن شبكات الجيل الخامس"5G" تستخدم للتجسّس على الأمريكيين.
ووقع الانفجار خارج منشأة مملوكة لشركة الاتصالات السلكية واللاسلكية AT&T وأدّى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، وتعطيل خدمات الهاتف المحمول في عدة مدن أخرى.
وقالت وسائل إعلام أميركية في ناشفيل إن وارنر عمل مستشاراً لتكنولوجيا المعلومات في شركة عقارات.
ووفقًا لمحطة WSMV قالت مصادر قريبة من التحقيق، إن من بين خطوط التحقيق المختلفة، كانت هناك إشارة إلى أن وارنر مقتنع بنظرية مؤامرة مفادها أن تقنية "5G" تستخدم للتجسّس على الأميركيين.
نظرية المؤامرة وشبكة الجيل الخامس
يُذكر أن علماء النفس في جامعة نورثمبريا، نيوكاسل، قدّموا خلال السنة الجارية، أول دليل علمي على الصلة بين السلوك العنيف تجاه قطاع الاتصالات ومعتقدات نظرية المؤامرة حول التقنية.
ووفق موقع "phys.org" أشارت شركات الاتصالات ومسؤولو الشرطة والمنافذ الإعلامية في جميع أنحاء العالم، إلى أن نظرية المؤامرة حول "5G" أشعلت موجة من الهجمات على عمال الاتصالات والبنية التحتية منذ بداية وباء كورونا.
وتمّ الإبلاغ عن هجمات الحرق العمد وحالات الأضرار الجنائية التي لحقت بالصواري والكابلات ومعدات الاتصالات الأخرى في أكثر من 12 دولة في جميع أنحاء العالم، من بينها أماكن مختلفة في أوروبا، إلى كندا وأميركا ونيوزيلندا.
وفي أبريل، نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية روايات عن المضايقات والعنف حتى التهديدات بالقتل، تجاه مهندسي الاتصالات في المملكة المتحدة، بسبب نظريات خاطئة تشير إلى أن ظهور الفيروس التاجي مرتبط بشبكة الجيل الخامس.