محليات
"الجبير" خطط الإيرانيون لاغتياله وأعلن تحطيم ميليشياتهم الحوثية بـ "عاصفة الحزم"
عمل متحدثاً للسفارة السعودية في "حرب الخليج" وواجه الحملات العدائية في 11 سبتمبر
عبد الله البارقي- سبق- الرياض: يتمتع السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، الذي كان متحدثاً باسم سفارة خادم الحرمين إبان حرب الخليج عام 1990، بقدرة على مواجهة الإعلام الأمريكي بالحجج المقنعة، وتجلى ذلك خلال تصديه للحملات العدائية ضد المملكة التي تبناها الإعلام الأمريكي عقب أحداث 11 سبتمبر.
وشهد الخميس الماضي ظهور "الجبير" بالتزامن مع بداية عملية "عاصفة الحزم" التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين لإعادة الشرعية إلى اليمن.
ووقف "الجبير" أمام منصات الإعلام الأمريكي بصورة قوية معلناً بدء عملية "عاصفة الحزم" من واشنطن، ومستعرضاً أهدافها والدول المشاركة فيها والدعم الدولي لها.
وأجرى "الجبير" سلسلة من الحوارات في البرامج التلفزيونية الأمريكية، شارحاً السياسة السعودية وملامحها ومحرراً الأسئلة الحائرة من عقالها.
وكان لهذا الظهور لعادل الجبير بهذه الروح والثقة والدقة في العبارات والفهم الكامل لمنحى الدولة ومواقفها الثابتة، دور كبير في تعزيز الحضور السعودي المشرف عبر رجالاته المحترفين الواثقين.
ويرى المراقبون أن المتصفح للسيرة الذاتية لعادل لجبير لا يمكن أن يستبعد أن يكون هذا الشاب هو المنسق الحقيقي للسياسة الأمريكية في السعودية والتحركات السعودية في الولايات المتحدة، حيث بدا ظهوره وكأنه رسالة قوية لإيران التي تعتبره عدوها.
وقد سعت طهران لتنفيذ مؤامرة لقتل "الجبير" بعد أن اتفق الإيرانيون مع عصابة مخدرات مكسيكية على القيام بعملية الاغتيال، حيث اقتضت الخطة الإيرانية الاستعانة بعصابات المخدرات المكسيكية لإبعاد الشبهات عن إيران، والإيحاء بأن الجريمة تتخذ طابع الجريمة الدولية المنظمة، وذلك مقابل 2.5 مليون دولار أمريكي لتنفيذ العملية التي أدارها فيلق القدس الإيراني.
وجاءت مؤامرة اغتيال السفير السعودي عادل الجبير في الربع الأول من عام 2011 وأطلق عليها "شيفروليت" كمحاولة لإيقاف نشاطه المضاد لنظام بشار الأسد في واشنطن، وكمساعدة إيرانية للحليف الذي تخشى من فقدانه للأبد بما يؤدي إلى اضمحلال نفوذها في المنطقة.
وكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أبعاد مؤامرة الاغتيال وتنظيمها، ثم أدان العالم أجمع المحاولة الدنيئة لاغتيال سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير.
وأعلنت الكثير من دول العالم تضامنها الكامل مع المملكة التي تقف دوماً إلى جانب أشقائها العرب والمسلمين، وتذود عن مصالحهم، كما أدانت البلطجة الإيرانية.
وجاءت بيانات الإدانة حاملة رفض دول العالم الشديد لتعرّض المملكة إلى أي سوء ومن أي جهة كانت.
وقد استهل "الجبير" عمله الدبلوماسي والسياسي منذ الصغر، حيث ولد عادل بن أحمد الجبير في مدينة حرمة التابعة لمحافظة المجمعة بمنطقة الرياض عام 1962.
ونال درجة الماجستير من جامعة جورج تاون في تخصص العلاقات الدولية عام 1984، وبدأ ممارسة الحياة السياسية مبكراً، وتحديداً عام 1986 عندما عينه الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، السفير السعودي لدى أمريكا حينها، مساعداً خاصاً، وفي عام 1990 ظهر للعالم بوصفه الناطق بلسان سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى أمريكا حتى صيف عام 1994، حينها انضم إلى الوفد الدائم للسعودية في جمعية الأمم المتحدة.
وفي عام 1999 عاد إلى السفارة السعودية في واشنطن للإشراف على إدارة المكتب الإعلامي في السفارة، وبعدها بعام تم تعيينه مستشاراً خاصاً لشؤون السياسة الخارجية في ديوان الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي آن ذاك.
وخلال أحداث 11 سبتمبر عام 2001، ظهر الجبير بشكل مكثف في وسائل الإعلام الأمريكية للدفاع عن البلاد، بعد الهجمات الإعلامية التي استهدفت المملكة.
وفي عام 2005 عُين مستشاراً في الديوان الملكي حتى بداية 2007 عين سفيراً لدى أمريكا، وعمل لعدة سنوات مستشاراً للشؤون الخارجية للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، منذ أن كان ولياً للعهد، ثم سفيراً للرياض في واشنطن.