لم تكُن تعلم، ولم يدُر بخُلد "زمزم" بأنها ستنتقل من شوارع المدينة المنورة، إلى كندا، بعد 35 يومًا من ولادتها، حيث ركبت الطائرة في قفصٍ وهيَ مُدللة، لتعيش تفاصيل حياةٍ جديدة تختلف عما كانت وستكون عليه.
تلك هي القطة الصغيرة "زمزم" والتي أسمتها الحاجة الكندية "أماني" برفقة زوجها البروفيسور الكندي "عالم الرياضيات" وهما "عقيمان"، واللذان تحققت لهما أمنية أداء فريضة الحج لهذا العام، كذلك زيارة المسجد النبوي الشريف، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.
وتكاد لا تخلو مناسبة الحج العظيمة من المواقف الطريفة والإنسانية التي طالت حتى الحيوانات بخلاف البشر، عندما كانت تلك القطة الصغيرة ذات الـ 35 يومًا من عمرها قد لفتت انتباه الحاجة الكندية "أماني" والتي عادت إلى المدينة المنورة بعد أداء فريضة الحج هي وزوجها، واستقرتا بفندق كراون بلازا هناك، حيث وجدت تلك القطة الصغيرة تتنقل ببهو الفندق، فما كان منها وزوجها إلا أن أخذاها وتوجها بها إلى فرع وزارة الزراعة بالمدينة المنورة وتم إجراء الفحوص اللازمة لها والتأكد من سلامتها صحيًا، وأخذ الفسح اللازم لإركابها الطائرة بعد إصدار التذاكر واستخراج السجل الخاص بالقطة الصغيرة والتي انتقلت معهما إلى كندا، بعد أن سُميت بـ "زمزم".
يأتي ذلك تبيانًا لعظمة الإسلام والتغير السلوكي للإنسان إثر أدائه فريضة الحج، كذلك الوجود بالمشاعر المقدسة في هذه البلاد الطاهرة، واستشعار معاني الرحمة، حيث تتجلى الإنسانية والإشفاق حتى على الحيوانات كإبراز لسماحة الدين الإسلامي الحنيف.
يُشار إلى أن الحاجة الكندية من أصول مصرية "أماني" المُلتحقة هي وزوجها ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، الذي نفذته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، كانت قد ذهبت قبل ٣٨ سنة للدراسة بكندا، وجاءت برفقة زوجها البروفيسور الكندي العالم في الرياضيات، الدكتور "دون تريم" لأداء فريضة الحج، بعد أن ظل يحلم طوال 22 عامًا أن يحج بيت الله الحرام.
وعلى الرغم من بلوغه 80 عامًا، إلا أنه لم يفقد ثقته وحسن ظنه في ربه بتحقيق حلمه بأداء مناسك الحج، حيث لم يتوان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله -، في تحقيق هذه الأمنية وتمت دعوة البروفيسور الكندي واستضافته هو وزوجته، وأديا مناسك الحج الذي ظل يتمناه منذ إسلامه قبل 22 عامًا.