شهدت محكمة باريس صباح أمس جلسة جديدة من جلسات محاكمة المجلة الفرنسية شارلي إيبدو، التي تطوع محامٍ سعودي لمقاضاتها بعد أن نشرت جملة من الرسومات المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- منذ تسعة أشهر.
وكانت الرسومات قد أثارت غضبًا عارمًا في أوساط المسلمين، ودانت السعودية بقوة هذا العمل الشائن للمجلة الفرنسية، وأعلن حينها المحامي السعودي المعروف عثمان بن خالد العتيبي تطوعه لمقاضاة المجلة مستعينًا بفريق محامين أوروبيين.
وعلمت "سبق" أن الجلسة جاءت بطلب من محامية المجلة، التي تقدمت باعتراض تطالب فيه المحكمة برفض القضية بحجة عدم وجود أي صفة اعتبارية للمحامي السعودي، وأنه لا يمثل المسلمين في دعواه المرفوعة، ومبررة بأن المجلة توزع في فرنسا وأوروبا، وليس هناك ضرر على المحامي الذي يعيش بعيدًا عن أوروبا. وقد حددت المجلة موعدًا في 14 / 12 / 2021 للحكم في دفوع المجلة.
من جهته، قال لـ"سبق" عثمان العتيبي إنه حضر الجلسة برفقة فريقه القانوني، مشيرًا إلى أنه فوجئ بقرار المحكمة قبول طلب محامية المجلة الفرنسية، والاستعجال في تحديد موعد، ويتخوف من توجه المحكمة.
وعن خطوته المقبلة قال: "سأعمل على الالتقاء بشخصيات إسلامية اعتبارية، خاصة رؤساء الهيئات الإسلامية؛ لمناقشة إمكانية دخولهم معي في القضية؛ وهذا سيقطع الطريق على المجلة؛ وتضطر المحكمة للحكم بصحة التمثيل القانوني". مؤكدًا أن الوقت قصير، ولكنه سيسعى بكل ما أوتي من قوة لمواصلة القضية حتى النهاية.
وكان المحامي عثمان العتيبي قد أكد عند بدء المحاكمة سبتمبر الماضي أن القضية تمثل خطوة أولى في طريق طويل لوضع حصانة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولإيقاف كل من يسيء له بحجة الحرية؛ لأن حرية التعبير قيمة أخلاقية، تنشر الاحترام والتعايش بين الشعوب، لا أداة لإشاعة الكراهية والصدام الثقافي والحضاري.