إمام المسجد النبوي: اعتداء بقيق وهجرة خريص لن يحقق أهدافه الدنيئة

"الثبيتي": في حياة الأمم محطات ومنعطفات تُبرز قيمتها وأصالة معدنها
إمام المسجد النبوي: اعتداء بقيق وهجرة خريص لن يحقق أهدافه الدنيئة

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالبارئ بن عواض الثبيتي، المسلمين بتقوى الله تعالى.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: الإسلام يضع كل ما أودعه الله في الأرض من ثروات كبيرة وموارد ضخمة تحت يد البشرية لتحقيق معنى الاستقرار؛ مستشهدًا بقوله تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولًا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}.
وأضاف: الناس ينالهم بعض من مكر الماكرين وأذىً من كيد الكائدين؛ وذلك ليمتحن الله صبرهم ويفضح المنافقين ومن في قلبه مرض من زيف شعاراتهم.
وأوضح أن حياة الأمم فيها محطات ومنعطفات تظهر قيمتها وتبرز أصالة معدنها؛ فحقيقة الأمم لا تظهر إلا عند اشتداد المحن وتتابع الفتن، فتظهر صلابتها ورسوخ فهمها؛ مؤكدًا أن كل تكاليف ومقاصد الشريعة وضروراتها؛ جاءت لتثبيت دعائم الاستقرار في حياة البشرية؛ ذلك أن تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق، وهذه المقاصد لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا؛ بحيث إذا فُقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة؛ مشددًا على أن الإسلام رتب أشد الوعيد على الإفساد في الأرض؛ فمن أفسد في الأرض وقوّض معاني الاستقرار فهو مفسد.
وأردف أن في حياة الأمم محطات ومنعطفات تبرز قيمتها وأصالة معدنها وتظهر حقيقة الأمم وقت المحن والشدائد، وصلابة بنيان ورسوخ فهم وعلم؛ محن وشدائد تعصف بأمم فتسقط وتهوي وأمم تقوى ويشتد ساعدها، وتعمق جذورها وتسمو هممها، والشدائد لا توهن عزم الرجال، ولا تفت في عضد الأوطان، ولا توقف عجلة الحياة، فهي تحتض الأحداث وتتجاوزها وتسمو عليها.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الحادث الأليم الذي وقع قبل أيام في محافظة بقيق وهجرة خريص وأسفر عن أثر في مقدرات وثروات الوطن والأمة؛ عمل مأزوم، لن يحقق أهدافه الدنيئة، ولن يروم مراده الفاسد، وسيبوء بالخسران المبين بفضل الله ثم بيقظة ولاة أمر هذه البلاد، وعزم رجال الأمن وحراس الثغور؛ مستشهدًا بقوله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا}.
وأكد أنه إذ تجاوز المفسدون والمخربون الحد وطغوا وبغوا؛ فقد عوملوا بما يردعهم؛ ليستقر حال الوطن وتدور عجلة البناء والتنمية؛ موضحًا أن المملكة العربية السعودية مع هذه الأحداث تزداد الوحدة فيها تماسكًا والصفوف تراصًّا والوطن بصيرة؛ لتحصين الحمى واستقرار الأمر وتعزيز الأمن والأمان.
وقال "الثبيتي": إن هذه البلاد تمرّ بتحديات عظيمة إذ تتلاطم فيها الخطوب فهي مستهدفة لقطع جذورها فهي معقل الإسلام ومأرز الإيمان؛ مؤكدًا أن ما يميز هذه البلاد هو متانة بنائها وصلابة عودها.
وأضاف أن قوة الانتماء للوطن غريزة وفطرة جُبل عليها المواطن تُعزز الأمن بكل صوره وتقوّي اللحمة الداخلية التي تحمي ممن يريد إحداث الفتن والقلاقل في الوطن؛ مشددًا على أن اجتماع الكلمة ووحدة الصف وتآلف القلوب طريق النصر وأساس التمكين، وقال: "إن أمن المملكة العربية السعودية أمن للأمة فهي قلبها النابض وخيرها عميم".
وأردف أن المؤمن في الشدائد والمِحَن تقوّي صلته بربه ويتعلق قلبه بمولاه ويلوذ بحماه. واللجوء إلى الله والافتقار إليه سبحانه وسؤاله تفريج الكرب، ورفع المحن والصدق معه سبحانه ديدن المسلم في السراء والضراء، وإذا افتقر المسلم إلى مولاه؛ باشر افتقاره بالعمل ولزوم الدعاء، وأنه سبحانه تَعَهّد بالاستجابة لمن دعاه، يدعو المسلم وهو واثق من وعد خالقه قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} وهو سبحانه الحافظ الحفيظ لمن يشاء من الشر والأذى والبلاء، ومن الدعاء الذي علمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهـم استـر عـوراتي وآمـن روعاتـي، واحفظـني من بـين يدي ومن خلفـي وعن يمـيني وعن شمـالي، ومن فوقـي، وأعـوذ بك أن أغـتال من تحتـي)، ومن استمد القوة من الله لا يعرف للضعف معنى، ولا يجدُ اليأس في نفسه مكانًا؛ فالله هو الناصر والمهيمن وإليه تصير الأمور، والأمة المسلمة تجمع بين اتخاذ الأسباب والتوكل على الله سبحانه، ومن وكَل أمره إلى الله وفوضه؛ كفاه ربه وحفظه وحماه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org