القحطاني لـ"سبق": الضربات "الاستباقية" لرجال الأمن حفظت أمن البلد.. والأطفال "يُقتلون" لهذه الأسباب

أشار إلى أن الإحصاءات الحديثة تؤكد انخفاض الجريمة في المجتمع السعودي بسبب الاستقرار ورؤية 2030
القحطاني لـ"سبق": الضربات "الاستباقية" لرجال الأمن حفظت أمن البلد.. والأطفال "يُقتلون" لهذه الأسباب

- النساء يفضلن استخدام السم في القتل.. والسعودية أقل دول العالم تُسجل فيها جريمة "ضد مجهول".
- الألعاب الإلكترونية والبرامج التلفزيونية العنيفة والمشاهد الجنسية تقود المراهقين للجرائم.
- القسوة في تربية الأبناء وإهمالهم والتعصب والفراغ الفكري والإعلام السلبي تقود إلى الإرهاب.
- الأسرة المفككة والأصدقاء السيئين والحالة الاقتصادية المتردية والتعليم المتدني تزيد الجريمة.
- العمالة الوافدة ترتكب جرائم غريبة على مجتمعنا ويسجل للدولة وصولها للمجرمين ومعاقبتهم.
- إظهار غير الأسوياء في التلفزيون على أنهم الأبطال يدفع الطفل إلى تقليدهم بالفعل والألفاظ الخادشة للحياء.

يقول رئيس قسم علم الإجرام بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور مناحي بن خنثل بن شري القحطاني: إنه تماشيًا مع نتائج التقارير الإحصائية لعام 2018م؛ يمكننا أن نستند إلى أن الاستقرار السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي الذي تقوده رؤية 2030م وما يقدمه رجال من جهود؛ ساهم في خفض معدلات الجريمة في المجتمع السعودي.

ويؤكد في حواره مع "سبق"، أن من عوامل ارتكاب الجريمة في المجتمع؛ الأسرة المفككة، والأصدقاء السيئين، والحالة الاقتصادية المتردية، والتعليم المتدني.
وأوضح أن العنف والقسوة في تربية الأبناء وإهمالهم من المسارات التي تقود إلى الجنوح ومن ثم إلى الجريمة، إذا تضافر معها التعصب للجماعة، والفراغ الفكري والفهم الخاطئ للدين.

ويتناول الحوار عددًا من المحاور المهمة فإلى التفاصيل.

** تُعد الجريمة ظاهرة إنسانية لا يخلو منها مجتمع؛ فما مدى ارتباط الجريمة في مجتمعنا بالأسرة، والأصدقاء، والاقتصاد، والتعليم؟
وجود الجريمة أمر مرتبط بوجود المجتمع الإنساني بشكل عام؛ فعندما يكون هناك تجمع بشري؛ لا بد من وجود جريمة مع اختلاف النسب لمعدلات الجريمة استثناء ظروف تشكلها من حيث العوامل الاجتماعية أو الاقتصادية أو القانونية وغيرها. وتعتبر الأسرة من عوامل ارتفاع معدل الجريمة في المجتمع أو العكس؛ حيث إن التنشئة المبكرة للأطفال تؤسس أنماطًا وسلوكًا وعادات وتصورات إما أن تكون جيدة أو أن تكون مسيئة تساهم في انحرافه أو الانخراط في عالم الجريمة. والأصدقاء كذلك لهم دور كبير في استقامة الفرد أو انحرافه؛ فالصديق يؤثر ويتأثر بصديقه سلبًا أو إيجابًا، وكلما زادت الحالة الاقتصادية للأسرة سوءًا ازداد معها احتمالية ارتكاب الفرد للجريمة. ويعد التعليم والمستوى التعليمي المتقدم للفرد؛ من العوامل التي تساهم في الحد من ارتكاب الجريمة؛ بينما يساهم ضعف المستوي التعليمي في ارتفاع معدل الجريمة، والدول التي تسعي جاهدة إلى زيادة العلم تقضي على الرجعية والتخلف والفقر والجهل والحد من ارتكاب الجرائم؛ فالعلم ضروري للمجتمعات كالماء والهواء.

** أظهرت إحصاءات حديثة من الهيئة العامة للإحصاء ومصدرها الأمن العام بوزارة الداخلية، انخفاض نسبة الجريمة في العام الماضي 2018م، فهل لحالة الاستقرار، وتطبيق القوانين الرادعة، وزيادة وعي المجتمع دور في ذلك؟
تماشيًا مع نتائج التقارير الإحصائية لعام 2018م، يمكننا أن نستند إلى أن الاستقرار السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي الذي تقوده رؤية المملكة 2030م وما تحمله من برامج تُساهم في ذلك، نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر البرامج التعليمية، والخطط الاستراتيجية لعديد من الوزارات حول النهوض بخدماتها، وكذلك برنامج رفع مستوى الجودة في كل ما يتعلق بالمواطن والمقيم على حد سواء. وفي هذا السياق يجب ألا ننسى ما يقدمه رجال الأمن في كافة قطاعات وزارة الداخلية وما يبذلونه من جهود في عالم التقنية الحديثة، وتسخير كل الإمكانيات للوصول إلى أفضل المستويات في تحقيق الأمن والحد من الجريمة، وهذا ما نشاهده من حين إلى آخر في تنفيذ ضربات استباقية لكل من تُسوّل له نفسه المساس بأمن هذا البلد.

** العنف والقسوة في تربية الأبناء أو إهمالهم، هل هما وجهان لعملة واحدة وهي الجريمة والانحراف والعنف والإرهاب؟
العنف والقسوة في تربية الأبناء وإهمالهم تُعتبر من المسارات التي تقود إلى الجنوح ومن ثم إلى الجريمة؛ ولكن لا يمكن اعتبارها منفردة ذات أثر كبير في دفع الفرد إلى القيام بأعمال إرهابية، ولكن قد يكون لها دور في هذا الاتجاه، وإذا تضافرت معها العديد من الأسباب مثل التعصب للجماعة، والفراغ الفكري والفهم الخاطئ للدين، والتأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام، وغيرها من الأسباب المباشرة وغير المباشرة.

** هل تختلف الجرائم التي ترتكبها النساء عن جرائم الرجال؟
يوجد اختلاف واضح بين جرم المرأة والرجل سواء من حيث الكم أو الكيف، ويقف وراء هذا الاختلاف اتجاهين أساسيين في تفسير هذا الاختلاف وأولهما الاختلاف البيولوجي أي الاختلاف في التكوين البدني، والنفسي؛ فإذا نظرنا إلى أن تكوين المرأة أضعف بدنيًّا من الرجل؛ دل ذلك على قلة إقدامها على ارتكاب جرائم العنف أو على لجوئها إلى وسائل سهلة إذا ما أقدمت على ارتكاب هذه النوعين من الجرائم مثل: القتل بالسم، ومن الناحية النفسية؛ فإن التغيرات الفيسيولوجية التي تمرّ بها المرأة في فترات مختلفة من حياتها المرتبطة في الأصل بطبيعتها كأنثى كالحمل والوضع والرضاعة؛ تقف وراء ارتكابها نوعية معينة من الجرائم. والاتجاه الثاني هو النفسية الاجتماعية؛ حيث يرى أن اختلاف الجرائم بين الرجل والمرأة نتيجة للظروف الاجتماعية التي يعيش فيها كل منهم.

** كثير من العمالة الوافدة في مجتمعنا تأتي من بلاد فقيرة ومحتاجة، وكثير منهم لديه ثقافات منحرفة لا تمانع مثلًا في السرقة أو السطو أو الاختلاس أو جرائم المخدرات.. كيف يمكن الحد من جريمة العمالة الوافدة ومعالجتها؟
وجود العمالة الوافدة، وبإعداد ليست بالقليلة حيث بلغ عددهم ما يقارب العشرة ملايين نسمة؛ لا بد أن يكون هناك جريمة ناتجة عن هذه العمالة، قد تكون في بعض الأحيان من الجرائم الغريبة على المجتمع السعودي نظرًا لاختلاف ثقافة مرتكبيها، ويدفعهم في ذلك انخفاض مستواهم التعليمي وضعف تأثير القيم الاجتماعية عليهم بحكم بُعدهم عن أوطانهم الأصلية ومع هذا يسجل للدولة تقدّمها في الوصول إلى المجرمين ومعاقبتهم.

** هل للألعاب الإلكترونية والبرامج التلفزيونية التي تحتوي مشاهد عنيفة دور في ارتكاب الأطفال جرائم العنف والقتل؟
المراقب لمحتوى الألعاب الإلكترونية وبعض البرامج التلفزيونية غير المنطقية من حيث عرض العنف أو المشاهد الجنسية؛ يدرك خطورة مثل هذه الألعاب أو البرامج على النشء، وأنها تؤثر في سلوكه تأثيرًا سلبيًّا يقودها إلى ارتكاب الجرائم محاولًا محاكاة ما يراه في هذه الألعاب.

** وفقًا للإحصاءات الرسمية تعتبر السعودية اليوم من أقل الدول في العالم التي لا يوجد فيها جريمة مسجلة ضد مجهول؛ ما السبب في ذلك؟
نعم.. تعتبر السعودية أقل الدول في العالم التي لا يوجد فيها جريمة مسجلة ضد مجهول، وهذا يؤدي إلى التقدم التقني والتدريبي والتطوير المستمر؛ لقدرات رجال الأمن والتعامل مع ما هو جديد من أجل الوصول إلى مرتكبي الجرائم ومعاقبتهم وفقًا للقانون.

** ما الذي يدفع طفلًا لم يصل لسن المراهقة إلى الإقدام على ارتكاب جريمة قتل؟

التفكك الأسرى يساعد في ازدياد نسبة الإقبال على ارتكاب الجريمة، وهي ظاهرة يعاني منها معظم مرتكبي هذه الجرائم أو الأطفال المعرضون للانحراف، فدور الأسرة هنا يتمثل في تكوين شخصية الطفل قبل أن يصل إلى سن المراهقة عن طريق تهيئته نفسيًّا لاجتياز هذه المرحلة الخطرة في حياته، وإعطائه فكرة أو نبذة عما سيواجه من مخاطر ومشاكل مستقبلًا. وكذلك دور المدرسة حيث يقع عليها عبء مهم جدًّا في مسيرة تشكيل شخصية الطفل واستكمال دعائم حياته المستقبلية، ويتمثل ذلك في التوجيه بالنصح والإرشاد وغرس القيم والمبادئ الهادفة؛ ليكون فيما بعد فردًا ناجحًا وداعمًا لوطنه ونافعًا لمجتمعه.. ويلاحظ أيضًا أن التسرب من التعليم لدى الأطفال المعرضين للانحراف من أهم أسباب سلوك طريق الجريمة؛ فالمراهق يرى أن الحرية خارج سور المنزل والمدرسة ثم يأتي أيضًا عامل مهم ومؤثر جدًّا في حياة المراهق ألا وهو عدم التوعية الإعلامية، وتفشي ظاهرة الإعلام الداعم للعنف بما يقدمه من نماذج غير سوية ومشوهة وإجرامية وإظهار هذه المسوخ بشكل بطولة؛ يدفع الطفل إلى محاكاته والتشبه به في سلوكياته غير المنضبطة وألفاظه الخادشة للحياء، وهو خطأ نُصِرّ بشكل دائم على تكراره في كل عمل درامي تقريبًا.

** هل لوسائل التواصل الاجتماعي دور إيجابي أو سلبي في علم الجريمة؟
المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يحكم بالإيجابية المطلقة أو السلبية المطلقة، ويمكن القول بأن هناك إيجابية وسلبية على حد سواء فهناك إيجابية نوردها على سبيل المثال؛ إتاحة الفرصة للشباب في التعبير ومشاركة أفكارهم مع الغير، وكذلك الحصول على الدعم والمشاركة للآخرين وسماع خبراتهم في مختلف القضايا، وكذلك الحصول على فرص عمل، والتسوق وغيرها. ومن سلبياتها الإدمان على هذه المواقع وما شابهه من عزلة اجتماعية، ومعرفة أحوال الآخرين، والنظر إلى مظاهر الترف لدى المشاهير، وللاستفادة من الإيجابيات وتجنب السلبيات يجب التركيز على حسن الاستخدام وتوظيفها في الاستفادة بما ينفع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org