استقبل فيصل بن عبدالرحمن بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وفد مجلس الشورى برئاسة الدكتور يحيى بن عبدالله الصمعان مساعد رئيس المجلس، و49 من رؤساء وأعضاء اللجان المتخصصة، في مقر المركز بالرياض؛ تفعيلاً لمذكرة التفاهم المبرمة بين المركز والمجلس، وتعزيزًا لسُبل ومجالات التعاون بينهما؛ وتحقيقًا لأهدافهما المنشودة.
وفي كلمته بتلك المناسبة، أكد فيصل بن معمر أهمية الدور الذي يؤديه المجلس في صناعة القرار من خلال مناقشاته وتوصياته الرامية إلى تقديم كل ما يعود بالنفع على الوطن وأبنائه.
وأشار "ابن معمر" أثناء استقبال وفد مجلس الشورى، وبحضور الدكتور فهد بن سلطان السلطان نائب الأمين العام للمركز، وعدد من قيادات المركز ومنسوبيه، إلى تكامل الأدوار بين المركز والمجلس في تعزيز المشاركة المجتمعية في صناعة الرؤى الوطنية حول القضايا والقرارات الهامة، مشيدًا بالشراكة القائمة وما وصلت إليه مراحل التعاون بينهما من مراحل متقدمة في تنظيم ورش العمل والتدريب وإعداد البحوث والدراسات واستطلاع الرأي وبناء مؤشرات اتجاهات الرأي العام إزاء القضايا الوطنية؛ ما يسهم في التعرف على احتياجات وتطلعات المواطنين والمواطنات، ونقل آرائهم وتطلعاتهم للجهات المسؤولة ولصاحب القرار.
وأكد أن المركز، ومن خلال مشاريعه وإداراته المختلفة، حريص على وضع جميع إمكاناته وتجهيزاته لتفعيل سبل التعاون مع مجلس الشورى، لافتًا إلى اعتزاز المركز والقائمين عليه بهذا التعاون، ومعربًا عن أمله في أن يحقق نتائج إيجابية في مجال عمل الشورى والحوار، بما يحقق المصلحة العامة.
وتناول "ابن معمر" في ثنايا حديثه للوفد مراحل تطور مركز الحوار على مدار حوالي عقد ونصف من الزمان، بدءاً من مناقشة القضايا الفكرية، ومرورًا بالشراكة المجتمعية ومساندة الجهود الأمنية والفكرية لمكافحة التطرف والإرهاب؛ وصولًا إلى إعداد برامج متنوعة لتوجهات المركز المستقبلية بما يتواءم مع رؤية المملكة 2030م عبر مسارات حوارية متنوعة؛ لتفعيل دور المركز في نقل نبض المجتمع إلى صانعي السياسات عبر آلياته وأدواته المتنوعة.
كما اطلع الوفد على البرامج الخاصة بالمرأة والشباب؛ تأكيدًا لدورهم في صناعة مستقبل المملكة، إضافة إلى ما نفذه المركز من لقاءات وندوات فكرية وطنية وشراكات مع عدد من المنظمات المحلية والدولية، فضلًا على المشاريع التي استحدثها لتتواكب مع المرحلة الحالية وفق ما نصت عليه رؤية المملكة 2030.
من جهته أشاد الدكتور الصمعان بجهود تعزيز التعاون مع المركز، بما يؤكّد دور المجلس في خدمة الوطن والمواطن، مشيرًا إلى أن المجلس يسعى لفتح مزيد من قنوات التواصل مع المجتمع بالاستفادة من الدور الرائد للمركز في مجال رصد الآراء وتحديد مؤشرات الرأي العام والدراسات الاستطلاعية، التي من شأنها مساعدة المجلس في اتخاذ قرارات مبنية على دراسات واستطلاعات يتم إجراؤها بشكل موضوعي وعلمي.
وثمّن "الصمعان" الجهود المبذولة في مشروع سلام للتواصل الحضاري، الذي يعد إحدى أهم مبادرات مركز الحوار لترسيخ قيم التعايش والتنوع والحوار الحضاري والتعريف بالنهضة التي تمر بها المملكة وإنجازاتها المتحققة، إضافة إلى الدور الذي تقوم به في مجال تعزيز التواصل والتعايش الحضاري مع مختلف الشعوب، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة منه عبر تزويد المجلس بالمعلومات التي من شأنها تفعيل الدور الذي يقوم به في مجال الدبلوماسية البرلمانية.
كما نوّه الصمعان إلى التجربة الحوارية التي يقوم بها المركز، مشيدًا بالبرامج واللقاءات التي ينظمها، والتي تهدف في مجملها إلى تعزيز التلاحم الوطني من خلال تعزيز مفاهيم التعايش والتفاهم المشترك بين الثقافات، ونشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال.
وفي الختام: زار وفد المجلس بعض إدارات المركز، ومنها أكاديمية الحوار للتدريب وورش العمل، والمركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام "رأي"، وإدارة الدراسات والبحوث، واستمعوا لعرضٍ موجز قدَّمه مديرو الإدارات عن أبرز الأنشطة والمشاريع والبرامج التي ينفذها المركز.