أستاذ قانون عن قضية "خاشقجي": تآمر واضح ستتجاوزه الرياض.. هل نسيتم 11 سبتمبر؟

"المخلفي" لـ"سبق": الأبواق الإعلامية نصّبت نفسها قضاة وأصدرت الأحكام بجهل ووقاحة
أستاذ قانون عن قضية "خاشقجي": تآمر واضح ستتجاوزه الرياض.. هل نسيتم 11 سبتمبر؟

أكد الأستاذ المساعد في قسم القانون بجامعة الحدود الشمالية الدكتور ذياب بن رباح المخلفي، أن مجريات قضية اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي وأحداثها وتفصيلاتها، توحي من الوهلة الأولى بأنها تهمة ملفقة وأحداث مسيسة من أعداء السعودية، لاستهداف قادتها -حفظهم الله- واستهداف اقتصادها ومكانتها الإقليمية والدولية.

وبيّن "المخلفي" أن المملكة لديها سجل كبير من الخبرات في التعامل مع الأزمات، كالذي تتعرض له هذه الأيام من هجوم إعلامي عالمي غير مبرر، ولعل أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م أكبر دليل على قدرة المملكة على التعامل مع هذه الأزمات.

وقال المخلفي لـ"سبق": "عندما تواطأت إيران مع عناصر تنظيم القاعدة لإلصاق تهمة الهجوم الإرهابي بالمملكة؛ وذلك من خلال توريط 15 شاباً سعودياً مغرراً بهم في تنفيذ تلك الهجمات، تعرضت المملكة حينئذ لهجوم إعلامي لا يقل عما نسمعه هذه الأيام، ومع ذلك فقد تجاوزت المملكة تلك الأزمة المعقدة بتوفيق الله؛ بل وازدادت قوة ومكانة في المجتمع الدولي، وساعدت في إثبات تورط النظام الإيراني في تلك الهجمات الإرهابية الذي يؤوي عناصر تنظيم القاعدة ويسهل لهم الدخول والخروج بين إيران وأفغانستان.

وتابع "المخلفي": تتجلى الصورة الحقيقية لازدواجية المعايير في التعاطي مع المسائل الحقوقية والقانونية، واستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية من قِبَل بعض الدول، عندما يتعلق الموضوع بالمملكة العربية السعودية؛ وذلك بهدف النيل منها ومحاولة إعاقتها عن تحقيق طموحها في تحقيق مكانة دولية مرموقة من جميع النواحي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

وشدد على أن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي لا تخرج عن هذا الإطار؛ فنجد أن بعض الدول مع الأسف قد سارت في ركب وسائل الإعلام المغرضة والمعادية لحاضنة الإسلام ومهبط الوحي؛ فتجد أن تلك الأبواق الإعلامية قد تقمصت دور المدعي والمطالب البريء بالحقوق ودور الجهة المختصة بالتحقيق وتوجيه التهم وتلفيق الأدلة.

وأضاف: "لم تكتف هذه الأبواق بذلك؛ بل نصبت نفسها سلطةً قضائية، وأصدرت أحكامها على الآخرين بجهل ووقاحة؛ فمن خلال الاستماع لوسائل الإعلام لا تجد من يذكر دليلاً واحداً من جهة رسمية؛ بل إن جميع القصص التي تذكر مصدرها إما مجهول أو تقارير صحفية، وفي كل يوم يثبت عدم صحة إحداها.

وتابع الدكتور المخلفي: مثل هذا السلوك في التعامل مع مسألة أمنية وقضائية تستلزم ممن يحترم العدالة وسيادة القانون وممن لديه أبسط ثقافة قانونية عامة، أن يتيح للجهات المختصة المجال للتحقيق في القضية وجمع الأدلة وانتظار نتائج التحقيق، ومن ثم تعرض هذه النتائج على القضاء لقول كلمة الفصل فيها.

وأضاف: أما ما يحصل هذه الأيام من كيل الاتهامات وتلفيق الافتراءات ضد المملكة؛ فهذا ينم عن جهل مركب وحقد دفين تدعمه جهات معادية ضد المملكة وقيادته الكريمة، كما ينم عن سذاجة من يصدق ويتحمس لتلك الأخبار المزيفة والقصص المضحكة الملفقة لتحقيق أهدافهم الخبيثة، والتربص بالمملكة، ومحاولة ابتزازها سياسياً واقتصادياً؛ ولكن الفشل سيكون حليفهم بإذن الله تبارك وتعالى.

وتابع: وعلى الرغم من شدة ما تتعرض له المملكة من هجوم شرس وتآمر واضح؛ فهي -ولله الحمد- قادرة على تجاوز هذه الأزمة بكل قوة وثبات، وستخرج منها أقوى بإذن الله وتوفيقه.. كيف لا؟ وهي الدولة المباركة التي تخدم قضايا المسلمين في كل مكان، وترعى الحرمين الشريفين وقاصديهما، وهي الدولة القوية ذات الاقتصاد المؤثر في العالم والمكانة الدينية العالمية، والتي تشارك في تحقيق الأمن والسلم العالمي.

وأكد "المخلفي" أنه من الثابت يقينا أن سياسة المملكة واضحة تجاه مواطنيها؛ فهي حريصة عليهم سواءً كانوا داخل المملكة أو خارجها، كما أكد ذلك وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف حفظه الله؛ فخاشقجي مواطن سعودي ودولته أحرص من غيرها على حقوقه وسلامته فمن يزايد على هذا الموضوع كان مع الأسف صامتاً إزاء ما يتعرض له مئات الألوف من الأبرياء من قتل وتشريد في الشام والعراق وبورما؛ فالاغتيالات السياسية والنكاية بالمعارضين ليست في قاموس المملكة؛ فنجد أنه ما زال هناك بعض المعارضين من أبناء هذا الوطن الذين أساؤوا لوطنهم ولحكامه؛ ومع ذلك لم يتعرض أحد لهم بسوء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org