ثمَّن إمام وخطيب مسجد قباء المدير العام لمركز البيان لتدبر معاني القرآن بالمدينة المنورة، الشيخ صالح عواد المغامسي، الجهود العالمية التي تُبذل الآن في محاولة الحد من خطورة فيروس مرض "كورونا" معتبرًا أنها طريق سليم وصحيح، والإعانة فيها محبذة ومرغبة شرعًا. منوهًا في هذا الصدد باتصال الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالرئيس الصيني، وبيان استعداد السعودية للمساعدة.
وأكد الشيخ "المغامسي" أن التسليم لأقدار الله مرغَّب فيه شرعًا، لكنه يكون بعد وقوع المحذور، أما قبل ذلك فيجوز للعبد أن يدافع المحذور بما شرع الله له من أسباب.
جاء ذلك في قراءته الشرعية التي قدمها لبرنامج "الأبواب المتفرقة" الذي يُعرض كل يوم سبت على قناة "mbc"، وذلك مع انتشار مرض كورونا، متطرقًا إلى الابتلاء وأسبابه شرعًا، وما الذي يجب فعله في حال انتشار مرض ما.
ووجَّه "المغامسي" نصائح عدة للتعامل مع "كورونا" المستجد، وأبرزها التوكل على الله، والاستعاذة بالله من سيئ الأسقام، ووجوب التسليم إذا وقع المحذور، مع الأخذ بالأسباب لذلك.
وأشاد "المغامسي" بجهود منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السعودية في مكافحة هذا الفيروس، لافتًا إلى أن اشتراك العالم إنسانيًّا لصده والتقليل من خطره مما يجوز الاشتراك فيه، ولا حرج.
وأضاف: اتصال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- بفخامة الرئيس الصيني، وبيان استعداد السعودية للمساعدة، هذا كله من الطرائق الدبلوماسية المحمودة التي تدل على أن ثمة مشتركات إنسانية، لا علاقة لها بالأديان. تشترك المسألة بالإخوة الإنسانية.
وقال "المغامسي" إن هناك فرقًا بين الطاعون والوباء؛ كون الأخير يطلق على الشيء العام والموت المنتشر، سواء كان طاعونًا أو "سارس" أو "كورونا" أو غيرها. أما الطاعون فهو متعلق بالدم، خاصة الأمراض التي تظهر على شكل أورام، ويحدث فيها انفجار الدم.
واختتم بالقول: إن ابتلاء الله للناس بظهور الأمراض وغيرها هو سنن تجري على الجميع، سواء كانوا مؤمنين أو كفارًا، خاصة أن الطاعون ظهر أيام الصحابة، ومات به عدد كبير منهم. مضيفًا بأنه كلما شعر الناس بالقوة أراهم الله ضعفهم.