لامس الشاعر السعودي صالح اللذيذ معاناة مرضى التوحد وأهاليهم في القصيدة التي ألقاها على مسرح شاطئ الراحة في مسابقة الشعر النبطي "شاعر المليون" يوم أمس، وأُعجبت اللجنة بالقصيدة وموضوعها الذي حمل رسالة سامية من رسائل الشعر؛ فجاء عنوان قصيدته "طيف التوحد" لينتقل بكارت العبور الذي مُنح له من اللجنة ويتنافس على البيرق مع بقية الشعراء الذين سينتقلون بتصويت الجمهور.
وفي قصيدته التي جاء مطلعها: "أنا من وين ما يممت وجهي للقصيد وجال .. خذتني روح هارون ونسيت اللي على بالي". وصفتها لجنة التحكيم بالمبهرة في نصها وطول مواسم البرنامج لم يقدم أي متسابق نصاً بهذا العنوان السامي والتفرد الشعري والإنساني، وتقمص في أبياته شخصية مريض التوحد ومعاناته في مجتمعنا، وكيف يعاملون في المجتمعات الغربية، وما يجدونه من رعاية هناك، متحدثاً بلسانهم، وسارداً معاناتهم بشكل شاعري أطرب الحضور.
وعلّق أعضاء اللجنة على التوظيف المحكم لمفردة "هارون" في قوله: "أنا من وين ما يممت وجهي للقصيد وجال.. خذتني روح هارون ونسيت اللي على بالي"؛ حيث كان النبي هارون يعاني من صعوبة في النطق، ثم بيّن الشاعر ضرورة الكلام عندما قال: "أنا أشري بالذهب فضة كلام ولا عرف ينقال.. تعلّق بين ضلعين السكوت ومدفن أطلالي".
وأثنوا على البيت: "أمانة عجلوا قبل الطفولة تنحت التمثال.. قبل تسرقني أرذال السنين وما معي والي"، وهي رسالة واضحة لتدارك المرضى، كذلك في بيته الذي قال فيه: "أنا بلغتس ونيوتن أنا بتهوفن اليامال.. أنا الإنسان والدنيا تلوّن بأعظم أعمالي"، للدلالة على أن المرض ليس عائقًا للنجاح وتخطي الصعاب، ومن ذلك بعض المشاهير كبيل غيتس وأينشتاين وستيفن سبيلبرج وبتهوفن.