ما زالت جرائم مليشيا الحوثي الإرهابية تتوالى في اليمن، حيث ندد خبراء بالشأن اليمني وحقوقيون، بجرائم المليشيات ضد المدنيين، مطالبين المجتمع الدولي بموقف حاسم وتصنيف الانقلابيين على قوائم الإرهاب العالمي.
ووثقت تقارير يمنية في 12 محافظة استخدام المليشيات للمدنيين وأماكن السكن، كرهائن ودروع بشرية، فضلاً عن قتل اليمنيين بالصواريخ والاختطاف وفرض إتاوات على الطلاب.
وشملت جرائم المليشيات الحوثية، محافظات الحديدة وحجة وشبوة ولحج وتعز وذمار وعمران وصعدة وعدن ومأرب والبيضاء، فضلا عن العاصمة صنعاء.
وفي أحدث تقرير لها، وثقت اللجنة الوطنية باليمن 204 وقائع انتهاكات خلال شهر يناير الماضي.
وأكد التقرير حدوث 62 واقعة قتل خارج القانون، فضلاً عن مقتل 73 وجرح مدنيين، من بينهم 11 طفلاً و6 نساء في محافظات مختلفة، كما قُتِل 23 مدنياً بانفجار ألغام وعبوات ناسفة، من بينهم 7 أطفال، بمحافظات الحديدة وحجة وشبوة ولحج وتعز، كما نقلت "سكاي نيوز عربية".
ورصدت اللجنة الحقوقية حالات اعتقال تعسفي وإخفاء قسري لـ156 مواطناً في صنعاء وذمار وحجة وعمران وصعدة وعدن وتعز ومأرب ولحج والبيضاء، إضافة إلى قتل 16 يمنياً خارج نطاق القانون في صنعاء وإب والحديدة والبيضاء وتعز، إلى جانب 41 واقعة اعتداء على المؤسسات التعليمية.
وتستخدم المليشيات المدنيين كدروع بشرية، مما يعكس أيديولوجيتها الإرهابية، كما تستهدف المنشآت والأعيان المدنية منذ انقلابها على الشرعية الدستورية، بحسب حقوقيين يمنيين.
ويقول رئيس الرابطة الإنسانية للحقوق، فيصل القيفي إن المليشيات "تستخدم المدنيين كدروع بشرية لعملياتها العسكرية، في مخالفة صريحة للقانون الدولي".
ويضيف "القيفي" أن "المليشيا تحتجز المدنيين كرهائن بمواقع عسكرية، وتخزن الأسلحة في المدارس والمستشفيات، وتستخدم الأماكن السكنية كمنصة لإطلاق الصواريخ".
ووثق تقرير حقوقي صدر مؤخراً لمكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب، أن صواريخ المليشيات وطائراتها المفخخة وألغامها وعبواتها الناسفة بمأرب، قتلت وأصابت 1028 طفلاً عام 2014.
من جانبه، حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، من "الآثار الكارثية لعمليات غسل عقول الأطفال" بمناطق سيطرة الحوثي.
وأوضح الإرياني في عدة تغريدات، الثلاثاء، أن ما يتعرض له ملايين الأطفال بمناطق سيطرة الحوثي من عمليات "مسح لهويتهم الوطنية والعربية، وتفخيخ عقولهم بالأفكار الظلامية المتطرفة المستوردة من طهران، هي أحد أخطر إفرازات الحرب، التي ستترك آثارها الكارثية على حاضر ومستقبل اليمن".
ولفت إلى أن "العالم يتجاهل هذا الملف الخطير رغم التحذيرات من سعي الانقلابيين لخلق جيل من المتطرفين المفخخين بشعارات الكراهية للآخر، وثقافة الموت والقتل، وتجهيزهم كقنابل موقوتة".
وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي، بدعم جهود الحكومة اليمنية لحسم معركة استعادة الدولة، وإسقاط الانقلاب وتثبيت الأمن والاستقرار، وإنقاذ مئات الآلاف من أطفال اليمن.
ومنذ سيطرة المليشيات على المؤسسات اليمنية، سعت إلى نشر ثقافة الجهل بين أوساط الطلاب، من خلال الدفع بهم إلى جبهات القتال، وقطع رواتب المعلمين.
وأثارت خطوة الإتاوات، استياءً واسعاً بين أوساط الأهالي، خاصة مع تأزم الأوضاع المعيشية، بحسب تقارير يمنية.
وفي هذا الصدد، يقول الصحفي اليمني، كامل الخوذاني، إن "قيادات عسكرية في المليشيا تستخدم المستشفيات أماكن سكن لهم"، موضحاً أن الحوثي "يستخدم الحصار لجني المزيد من الأموال".
ويضيف، الخوذاني: "المليشيات تنظم حملات ممنهجة لأدلجة السكان وتجنيد الأطفال، بعقد دورات طائفية، وجمع المال من الطلاب لتأمين الدعم المحلي لحربها المدمرة".
ومنذ سيطرة الانقلابيين على المؤسسات اليمنية، سعوا بشكل منظم لإحداث تغيير طائفي ومذهبي، على مختلف المؤسسات التعليمية والتربوية.
وبحسب تقارير يمنية، فالمليشيا فرضت على طلاب مدرسة الإشراق، في حي الحصبة الشمالية، أحد أحياء مديرية الثورة بمدينة صنعاء، حضور محاضرة طائفية، وترديد "الصرخة الإيرانية"، حيث جمعت الطلاب وتم تلقينهم محاضرة عن زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي.
ولم تكتفِ مليشيا الحوثي بتدمير العملية التعليمية في اليمن، لكنها عملت على إحلال تعليم طائفي بديل، يحرض على القتل والعنف الطائفي والكراهية، ويفخخ المجتمع.
كما عمل الحوثيون على تغيير المناهج الدراسية، وتعيين معلمين من بين صفوفهم في المحافظات التي يسيطرون عليها، بحسب مراقبين.
ويعتبر الناشط الحقوقي يحيى الجماعي، أن "عنصرية الحوثي مستمدة من العنصرية العرقية"، مؤكداً أن "العنصرية الحوثية خطيرة على اليمنيين وعلى العالم أجمع، وهي لا تختلف عن أيديولوجية الجماعات الإرهابية، كداعش والقاعدة".
وقال: "المليشيات عمدت إلى إقامة دورات طائفية لاستقطاب الطلاب وكبار السن والشباب، بهدف تجنيدهم في الحرب الحوثية العبثية".
وكان تقرير أممي، تم رفعه الأسبوع الماضي، لمجلس الأمن الدولي، قد كشف قيام الانقلابيين بتجنيد الأطفال بالحرب في اليمن، مستخدمين المدارس والمخيّمات الصيفية والمساجد.
وقال التقرير: "إن خبراء الأمم المتحدة لديهم قائمة بـ1406 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً، جندهم الحوثيون، ولقوا حتفهم في ساحة القتال في 2020".