نعى الدكتور ناصر بن علي الموسى رئيسُ لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى، بمزيد من الحزن وبالغ الأسى، الدكتور محمد بن أمين الجفري، نائب رئيس مجلس الشورى الذي وافاه أجله المحتوم يوم أمس.
وأشار الدكتور "الموسى" إلى أنه في يوم الأربعاء الأخير من شهر شعبان، والذي يستقبل فيه المسلمون نفحات شهر رمضان المبارك تقبل الله منا ومنهم صيامه وقيامه؛ ودّعت المملكة العربية السعودية ابناً باراً من أبنائها، ورجلاً فذاً من رجالاتها، ورمزاً من رموز الخير والعطاء والنماء، وعلَماً من أعلام المحبة والمودة والإخاء، ونموذجاً من نماذج التعاون والتآخي والإباء؛ هو الدكتور محمد بن أمين الجفري، نائبُ رئيس مجلس الشورى.
وقال: كان الفقيد الغالي -يرحمه الله- قد نذَر نفسه ووقته وجهده في سبيل خدمة دينه ثم مليكه ووطنه، ويُجمِع الذين تعاملوا مع هذا الرجل الطيب على حبه واحترامه وتقديره؛ فقد اتسم -يرحمه الله- بالخُلُق الرفيع، والتعامل الراقي، والعلم الغزير، والأدب الوفير، والتواضع الجم. وكان -يرحمه الله- مدرسةً في الجد والاجتهاد والصبر والمثابرة، بالإضافة إلى أنه كان يعشق التفوق والتألق والتميز في جميع أعماله.
وقال كان آخر لقاء جمعني بالراحل -يرحمه الله- هو في يوم الأحد الموافق 13 شعبان 1439هـ، عندما زُرته في مكتبه بمجلس الشورى، وتجاذبنا أطراف الحديث حول مجلس الشورى بشكل عام، وحول لجنة التعليم والبحث العلمي بشكل خاص. وعندما هممت بالانصراف قام ليودعني، فَرَجوته ألا يفعل؛ بيْد أنه أصرّ على ذلك، ومشى معي -كعادته- حتى باب المكتب، وهو -يرحمه الله- يردد عبارات ثناء أظن أنني لا أستحقها، وأنا أبادله مشاعر المحبة والمودة والاحترام والتقدير التي أجزم أنه أهل لها، ثم ودّعته وانصرفت.
وأضاف: لا شك أن وفاة هذا الرجل الذي ترك ذكراً طيباً، وفكراً نيراً، وأثراً بالغاً في مجتمعه؛ تُعَد خسارة كبرى لزملائه والعاملين معه؛ غير أن أكثر المتأثرين برحيله، وأكبر المتألمين لفقده هم أفراد أسرته؛ إذ إنهم قد ودّعوا أعز وأعظم وأعطف وألطف إنسان في حياتهم، وفي كل الأحوال؛ فإنه لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نقول ما يُرضي ربنا: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يرحم هذا الإنسان الفاضل رحمة واسعة، وأن يُسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعل كل ما قدّم في ميزان حسناته، وأن يلهمنا ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.