
استذكر عدد من أبناء منطقة حائل، وخلال حديثهم لـ"سبق" بمناسبة اليوم الوطني الـ٨٩ لهذه البلاد الغالية، أوضاع آبائهم وأجدادهم قبل توحيد هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز- طيّب الله ثراه- وخلفه من بعده أبناؤه الملوك، حتى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
واستعرض المتحدثون الأوضاع على كافة الأصعدة.
اقتصادياً:
تحدث العم مدلول الشمري ٦٥ عاماً ،أنه قبل توحيد الدولة السعودية الثالثة ،لم يكن هناك اقتصاد لهذه المناطق، بل كان يعتمد اقتصاد الفرد أو الجماعات على ما يستحصلون عليه من النهب أو ما يسمى "بالقوم" وهم الجماعات أو الأفراد يسطون على مواشي أو مزارع غيرهم، ويأخذون منهم منتجاتهم بالقوة، ما خلق لدى الأسرة الواحدة تغيراً سريعاً في حياتهم الاقتصادية، فمن تجدهم اليوم أغنياء ولهم قوة شرائية في المنتجات ،يتحولون لمتسولين من الغد، بسبب الهجوم عليهم وأخذ ما لديهم من أقوام آخرين.
وفي بداية حكم المؤسس -طيب الله ثراه- بدأ السوق الاقتصادي في الانتعاش، فيما بدأت الأسواق في الإنشاء في المدن والهجر التي أصبحت ممراً للمسافرين أو البدو الرحل، حتى أنه أصبح هناك سوق سنوي في مكان تتفق عليه جميع البادية وعادة ما يكون في موسم الربيع لإنتاج المواشي عدداً منوعاً من حليبها أو لحمها.
وعلى مستوى الصناعات، أشار العم عبدالله الشمري ٧٢ عاماً أن الصناعات الخفيفة كانت هي الحاضرة قبل توحيد المملكة في حائل، إذ يصعب جلب أدوات صناعية للمنطقة، إما لتكلفة النقل ولتأخيرها التي تصل إلى عدة أشهر، لبدائية وسيلة النقل التي عادة ما تكون إما جمالاً أو حميراً.
وأضاف: لصناعة الصيف، يجب جلبها في بداية الشتاء، والعكس للصناعات الشتوية.
وأردف بأن الصانع أو المحترف لمهنة معينة، يتعلمها إما بالوراثة من آبائه، أو بالتعلم عند آخرين مقابل أجر، يتمثل عادة بتسويق المنتجات التي تعلّم صناعتها، لصالح الصانع الذي علمه دون مقابل، وقد يكلف ذلك المتعلم وقتاً وسفراً لمسافات بعيدة.
التعليم:
وأشار محمد الشمري ٥٥ عاماً، أن حائل قبل توحيد المملكة تعتمد في تعليمها على الكتاتيب بين أبناء البادية، ولم تدم طويلاً فترة التعليم، فكل مجموعة من أبناء البادية القاطنين بمكان معين، يتدارسون القرآن والحديث على أفهمهم، وقد يكون لديه أخطاء كثيرة أيضاً، وسرعان ما يتفرد طلاب الدرس، بسبب رحيل آبائهم للبحث عن لقمة عيش أو كلأ لمواشيهم في منطقة أخرى، وعند العودة بعد أشهر أو سنوات، يحاول التعلم مرة أخرى، مما يجعل الفرد يمضي عمراً طويلاً في تعلم الكتابة أو استرجاع ما حفظه من القرآن أو الأحاديث.
وبعد أن تم توحيد هذه البلاد، واستقرار البادية في حائل المدينة أو الهجر ، بدأت الدراسة على يد كتاتيب وصلوا من مدن سعودية أو دول عربية، حتى بدأت الدولة في تأسيس المدارس بالمنطقة، والكليات والجامعات، لتُخرِّج حائل في الوقت الحالي، أبناء لها في كافة الميادين، يعملون لخدمة هذا الوطن الغالي.
اجتماعياً:
وذكر العم سعود العنزي، أن القبائل في منطقة حائل، قبل توحيد المملكة كثيراً جداً ما ينشب بينهم الخلافات الاجتماعية لأسباب كثيرة، يكون مآلها إما الرحيل والقطيعة، أو التناحر والقتال، فيما تُحافظ بعض العادات والتقاليد على عدم الخوض في القتال، أو القطيعة، لكن ليس هناك نظام واضح يؤخذ به لنبذ الخلافات، حتى جاء المؤسس الملك عبدالعزيز وأرسى قواعد لفض النزاعات والخلافات مستمدة من الكتاب والسنة، ويقوم بها أشخاص أكفاء درسوا الشريعة والقانون، حتى أصبح أبناء هذه البلاد إخواناً لا تفرقهم عنصرية أو مذهب.
أمنياً:
وقال العم سعيدان الشمري، ٦٨ عاماً، كان الفرد الحائلي، قبل توحيد هذه البلاد، يخاف على نفسه وعائلته وقبيلته من اعتداء الآخرين عليهم، دون رادع للمعتدي، فأصبح لا يسافر وحده لمسافات طويلة، ولا يحمل معه نقوداً أو ذهباً، بل يسافرون مجموعات لاسيما عند سفرهم لجلب الرزق والمؤونة لذويهم.
وأشار العم عبدالله الشمري، ٧٤ عاماً، أن المسافرين قبل توحيد هذه البلاد، يسلكون طرقاً قد تطول مسافاتها، في سبيل الابتعاد عن أماكن السطو أو الاعتداء على المسافرين.
وأضافا أنه بعد توحيد المملكة أرسى الملك عبدالعزيز الأمن ونشر وحدات عسكرية بكافة المناطق ومنها منطقة حائل، وجعل لها سلطة العقاب والحبس، والتحويل للمحاكم لتقرير العقوبة المناسبة للمحكوم عليه، دون أن تتدخل أطراف أخرى كوجاهة وغيرها، فيما تزخر حائل، حالياً، بكافة القطاعات الأمنية المختلفة المهام.
وسأل المتحدثون الله أن يحفظ هذه البلاد من كل مكروه.