قال الأستاذ الدكتور علي بن محمد السيف رئيس جامعة شقراء: إن ولاة الأمر – حفظهم الله – قد حملونا نحن الأكاديميين في مختلف جامعات المملكة أمانة غالية، ألا وهي عقول شبابنا وأبنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات، التي يجب علينا الحفاظ عليها وعدم السماح لكائن من كان أن يلوثها بفكر ضال أو معتقدات خاطئة، وأن نعمل جميعاً على غرس روح الولاء والانتماء لهذا الوطن وقيادته الرشيدة.
وتفصيلاً، جاء ذلك في مستهل اللقاء المفتوح الذي عقده رئيس الجامعة مع رؤساء الأقسام العلمية بكليات الجامعة، صباح أمس في مسرح المدينة الجامعية بشقراء، بمشاركة 156 من رؤساء ورئيسات الأقسام في 24 كلية منتشرة في ٨ محافظات شمال غرب منطقة الرياض، وفق الإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من انتشار جائحة كورونا.
وبدأ رئيس الجامعة كلمته بتقديم الشكر لرؤساء ورئيسات الأقسام على ما يقدمونه من جهود للارتقاء بالعمل الأكاديمي في مختلف الكليات، مؤكداً أن هذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه منذ توليه رئاسة الجامعة جاء من منطلق سعي الجامعة للتميز والجودة في المخرجات الأكاديمية.
وقدم رئيس جامعة شقراء، الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على ما قدموه من دعم سخي لقطاع التعليم بكافة مراحله، خاصة خلال جائحة كورونا وما بذلته الحكومة من عناية فائقة بسلامة الجميع عبر سلسلة من الإجراءات الاحترازية والإغلاق للحدود البرية والبحرية والجوية والتي ساهمت بشكل كبير في الحد من آثار الجائحة، وكانت فيها المملكة سباقة لكثير من دول العالم المتقدمة في مجال الحفاظ على سلامة وصحة المواطنين والمقيمين على أراضيها، حيث أعلت قيادتنا الرشيدة القيم الإنسانية ووضعتها فوق كل اعتبار.
وأشار "السيف" إلى أن الأقسام العلمية هي الركيزة الأساسية في العملية التعليمية والأكاديمية وفي البحث العلمي التي أنشئت من أجلها الجامعات، وهي اللبنة الأولى في العملية التعليمية في الجامعة، كما أنها تقوم بدور مهم في تحسين جودة منتجات ومخرجات الجامعات، لافتاً إلى حرص جامعة شقراء على إقامة هذا اللقاء العلمي الذي يجمع بين رئيس الجامعة ووكلائها مع رؤساء ورئيسات الأقسام العلمية بالكليات، لتسليط الضوء على هذه الأقسام والوقوف على متطلباتها، والاستماع لمطالبهم والاستفادة من مقترحاتهم، والوقوف على الصعاب والعقبات التي قد تواجههم لحلها وعلاجها، سعياً من الجامعة للتميز العلمي وجودة المخرجات.
وأوضح "السيف" أن الجميع يعلم أن القسم العلمي له دور في بناء المواطن الإيجابي، وذلك من خلال الأمانة الملقاة على عاتق أعضاء التدريس بتربيتهم النشء تربية صالحة تجعلهم يبذلون الغالي والنفيس في سبيل بناء وطنهم والذود عنه، والحب والولاء لقادتهم، منوهاً إلى أن عضو التدريس يتعامل مع أغلى ثروة في الكون، إذ يتعامل مع عقول شباب الوطن، ومؤكداً أن الرهان الحقيقي لنا جميعاً ألا نسمح بأن تلوث هذه العقول بأفكار التطرف والتشدد والإرهاب أو السلوكيات الدخيلة على ديننا ووطننا ومبادئنا.
وحول فتح أقسام جديدة، وشعب للدراسات العليا، قال السيف: "تم توجيه اللجان المختصة لإعادة هيكلة أقسام الجامعة لتواكب سوق العمل، وتتناسب مع احتياجات المجتمع المحلي في جميع المحافظات التي تشكل رقعة واسعة من هذه البلاد، وعلى سبيل المثال تم التوجيه بإعداد دراسة وافية لافتتاح كلية للحقوق، كما أن لدينا توجهاً لفتح شعب في برامج الدراسات العليا في الكليات التي يتوفر فيها أعضاء هيئة تدريس وتتوفر فيها الضوابط المتبعة لافتتاح تلك الشعب.
وتخلل اللقاء، عدة كلمات لمسؤولين بالجامعة منهم: وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات الدكتورة خلود الحساني، ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عبد الرحمن الشهراني، ووكيل الجامعة للتطوير والجودة الدكتور سعد الزهراني، والمشرف على وكالة الجامعة الدكتور ماجد العنزي، والذين تحدثوا عن أهمية الأقسام العلمية ودورها في نهضة وتطوير الجامعات.
بعد ذلك، تم فتح باب المناقشة والمداخلات من رؤساء ورئيسات الأقسام، والذين أبدوا إعجابهم بالمبادرة، وأثنوا على الاهتمام بالأقسام العلمية، وأثروا اللقاء بتداول شؤون الأقسام العلمية ومرئياتهم حيال تطويرها والارتقاء بالعمل فيها، حيث اتسم الطرح والنقاش الذي استمر لأكثر من ٣ ساعات بالشفافية، والمواجهة المباشرة مع المسؤول المختص بحضور رئيس الجامعة ليتم مناقشة الموضوع وجهاً لوجه مع صاحب الصلاحية واتخاذ القرار المناسب حياله.