سائقة الأحساء: العمل ليس عيبًا.. والرجال لا يلتزمون بقواعد المرور.. وهذه أحلامي

رفعت شعار التحدي بالرغم من معارضة والدَيْها
سائقة الأحساء: العمل ليس عيبًا.. والرجال لا يلتزمون بقواعد المرور.. وهذه أحلامي

تستيقظ باكرًا كل صباح، تتناول إفطارها، ثم تلتقط مفاتيح سيارتها، وتهرع إلى الخارج. وبالرغم من نظرات عدم الارتياح التي ترتسم على وجه والدَيْها إلا أنها تمتطي سيارتها متجهة إلى عملها؛ فلا يملكان إلا الدعاء لها في تحديها الخاص.. لا تمتلك مكتبًا في عملها، بل سيارتها هي مكتبها! الاسم وردة، والمهنة سائقة.. فتاة سعودية تحدت الظروف، وقررت خوض غمار التحدي في مجال قلَّما نجد فيه النساء في السعودية، خاصة مع حداثة عهد سيدات السعودية بقيادة السيارات بعد صدور الأمر الملكي الكريم بالسماح لهن بإصدار رخص القيادة، وهو ما قررت "وردة" استثماره، ليس فقط في قضاء مشاويرها الشخصية والأسرية، بل في كسب الرزق كذلك من خلال العمل سائقة في شركات خدمات توصيل الركاب التي تعمل عن طريق التطبيقات الإلكترونية الحديثة.

"العمل ليس عيبًا"

"العمل ليس عيبًا".. كان ذلك شعار فتاة الأحساء؛ فهي تقطع عشرات الأميال يوميًّا بحثًا عن الرزق، وقبل ذلك التحدي وصقل الخبرات. وبالرغم من صعوبة الأمر على أسرتها إلا أن عنادها لم يجدوا أمامه إلا الموافقة والدعاء لها.

وتعبِّر صاحبة الـ26 عامًا لـ"سبق" عن ذلك بقولها: "من الصعب على أسرتي بكل تأكيد أن تكون ابنتهم سائقة، وخصوصًا أنني جامعية، لكنهم يعرفون أنني أيضًا عنيدة؛ فليس لهم إلا أن يتحملوا الفكرة، والدعاء لي".

مواقف يومية

وكغيرها من السيدات وهن يقطعن الطريق يوميًّا لا تخلو مشاوير "وردة" من المواقف الإيجابية والسلبية.. وتقول في هذا الصدد: "من أحب المواقف الإيجابية إلى قلبي البهجة والسرور التي تنبعث من وجوه النساء والبنات عندما أصل إليهن، ويُفاجَأن بأنني (بنت)؛ فأسمع كلمات وعبارات الدعم والتشجيع".

ولكن على الجانب الآخر هناك بعض الأمور التي تثير حنقها، منها عدم التزام السائقين الرجال بقوانين المرور، على حد تعبيرها، فتذكر: "أما المواقف السلبية فهي عدم التزام السائقين الرجال بمختلف جنسياتهم بقواعد المرور؛ وهو ما يسبب الكثير من التوتر لشخص جديد على الشارع، وملتزم بقوانين المرور".

حلمها

ليس العمل سائقة هو نهاية الأمر بالنسبة لفتاة الأحساء؛ فطموحها لا يتوقف؛ فهي تصبو إلى أن تجد طريقًا إلى الاستثمار، وإنشاء عملها الخاص.. وتكشف عن حلمها قائلة: "لا أتخيل نفسي في المهنة نفسها بعد ١٠ سنوات، لكن أتخيل نفسي أعمل في المجال نفسه كسيدة أعمال، تملك شركة نقل نسائي".

"لا تترددي.. لا تخافي"

ولكن ما هي نصيحة "وردة" لمن تراودها فكرة العمل سائقة، وهي من قد أخذت بزمام المبادرة؟.. تقول: "عزيزتي، إذا كانت لديك رغبة في عمل شيء فلا تتردي في الإقدام عليه بسبب المجتمع؛ فهم لن يفيدوكِ في شيء، وإذا كنت تفتقدين التقدير أو التشجيع فهاأنذا هنا لأكون لكم مثالاً للتشجيع على فعل ما تريدن".

وتختتم نصحائها بقولها: "لا تخافي من النزول إلى الشارع، لا بد أن تتحلي بالشجاعة، ورباطة الجأش.. واحذري؛ فمهما كنت ملتزمة بالقوانين المرورية فاحذري كل الحذر من أخطاء السائقين؛ فهم -للأسف- ليس لديهم أدنى فكرة عن قوانين المرور؛ وهو ما قد يتسبب في حوادث أنت في غنى عنها. سمي الله وانطلقي".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org