يستحضر كل زائر وزائرة للدرعية، مع انطلاق فعاليات مهرجان سباق "السعودية للفورمولا إي- الدرعية" التي تستمر أحداثها حتى بعد غد السبت، ما تتسم به من مبانٍ تاريخية وطراز معماري جمع بين الأصالة والحداثة، إلى جانب أن تأسيس المملكة العربية السعودية، يعود إلى بدايات تأسيس الدرعية وامتدادها القديم في المكان والزمان.
وتمثل الدرعية رمزاً وطنياً بارزاً في تاريخ المملكة العربية السعودية؛ حيث ارتبط ذكرها بالدولة السعودية الأولى وكانت عاصمة لها، ولقد شكلت منعطفاً تاريخياً في الجزيرة العربية.
وهي تشد، اليوم، أنظار العالم لمشاهدة أكبر الفعاليات العالمية البارزة وترسم من خلالها المملكة قصة نجاح وتوحيد ونماء وتنمية جعلت المملكة في مصافّ دول العالم المتقدمة، إلى جانب عرض ما تمتاز به المملكة من تاريخ عظيم جسّدته أيادٍ سعودية تشارك في هذه الفعالية ببرامج إثرائية كانت محط إعجاب الكثير من الزوار من اليوم الأول.
وتشهد الدرعية فعاليات متنوعة وأنشطة ترفيهية متعددة في مهرجان "الفورمولا إي"، الذي يعد من أهم المهرجانات العالمية النخبوية التي تساهم في حضور المملكة بين دول العالم القادرة على تنظيم أكبر السباقات والمهرجانات والمناسبات العالمية في ظل ما تشهده من نهضة في كل الجوانب التنموية.
ويعتبر سباق "الفورمولا إي- الدرعية" نافذة للعالم يرى من خلالها ما وصلت إليه المملكة من تطور في كل الأصعدة واستعدادها لاستقبال كل سكان الكرة الأرضية الراغبين في السياحة والمعرفة ودخول السوق السعودية للاستثمار والمنافسة؛ في ظل رؤية سعودية طموحة قادرة على أن تجعل السعودية أيقونة للعالم في كل المجالات، إلى جانب أهميتها الدينية لكل المسلمين في العالم.
ويمكن للزوار القادمين من خارج المملكة وداخلها التواصل مع الشركات السياحية في المملكة؛ للوصول إلى "الفورمولا إي" وفق إجراءات ميسرة من قِبَل كل القطاعات الحكومية والخدمية وعبر منافذ البيع العالمية للوصول إلى مركز السباق والفعاليات التي تتجه إليه بطولة سباقات فورمولا إي للسيارات الكهربائية، التي تعتبر أول سلسلة عالمية لسباقات الشوارع للسيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية والمعروفة باسم "ABB FIA Formula E" إلى الدرعية في المملكة العربية السعودية؛ لإقامة المباراة الافتتاحية للموسم الخامس؛ حيث سينطلق فيها 11 فريقاً و22 سيارة Gen2 كهربائية إلى المضمار لأول مرة على الإطلاق.
وتحدث منافسات سباقات "الفورمولا إي" في شوارع أكثر المدن شهرة مثل نيويورك وهونكونج وباريس، والآن في منطقة الرياض وبالدرعية خصيصاً؛ حيث سينطلق فيها 11 فريقاً و22 سيارة Gen2 كهربائية إلى المضمار الذي يبلغ طوله 2.495كم في مسابقة، من أجل الفوز بالمركز الأول لهذا الموسم.
ويقدم سباق "فورمولا إي" قطاع الرياضة بشكل جديد في الدرعية، قلب العاصمة الرياض التاريخية؛ حيث تمتزج مع الترفيه والاستدامة والتقنية والابتكار.
ويعد هذا الحدث الذي يستمر لثلاثة أيام وسيلة من وسائل الترفيه العائلي؛ حيث يشمل عروضاً حية مذهلة عالمية ومحلية يتقدّمها السباق باعتباره الأول من نوعه لرياضة السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط، وحيث يمكن لجميع الحاضرين الاستمتاع بتجارب مغامرات تفاعلية وابتكارات مذهلة من بعض العلامات التجارية الرائدة في العالم في هذا المجال في "أليانز إي فيليدج".
وفتحت الدرعية أبوابها للزوار؛ ابتداءً من الساعة الرابعة عصراً التي تحتضن مسار سباقات فورمولا إي الجديدة، وقرية الفورمولا إي "أليانز إي فيليدج" التي تمتد على مساحة 180 ألف قدم مربع، إلى جانب مجموعة متنوعة من المناطق الثقافية والترفيهية والتراثية، والمناطق المخصصة للمأكولات والتسوق.
ومن أجل مشاهدة الحدث والدخول للدرعية بما فيه الغراند ستاند، ومنطقة المشاهدين، وكذلك منطقة المشجعين التي تمتد على مسافة 180 ألف قدم؛ يتوجب عليك الحصول على تذاكر تضمن للزائر الدخول وفق الباقات المعروضة تستطيع الوصول للدرعية من خلال خدمة "اركن واستخدم الحافلات" المجانية، والتي تعتبر من أكبر الخدمات المجانية للتوصيل لحدث بهذا الحجم، والتي تمتد لمدة ثلاثة أيام، 13 و14 و15 ديسمبر.
وتنطلق الحافلات من جامعة الملك سعود؛ حيث يتسع الموقف لسبعة آلاف سيارة.
وتتوفر هذه الخدمة من وإلى الدرعية من "الفيصلية، فندق نارسس الرياض، فندق حياة ريجنسي، فور سيزونز، فريزر سويتس، هوليداي إن الميدان، فندق ألوفت، فندق برج رافال كمبنسكي، شيراتون الرياض، فندق التنفيذين، فندق موفنبيك الرياض، فندق ماريوت الرياض، شارع الملك سعود، دبل تري من هيلتون هوتيل الرياض، بانوراما مول، الرياض بارك مول".
وتستضيف العاصمة الرياض اليوم، نخبة النخبة من زوار المملكة العربية السعودية من جميع دول العالم بما في ذلك شركات السيارات العالمية التي تتنافس في حلبة الدرعية، إلى جانب تفعيل دور الشباب والشابات في التنظيم ضمن خطط وأعمال وبرامج قادرة على أن تكون المملكة منطقة جذب عالمية، وستحقق أرقاماً قياسية في ظل اهتمام القيادة بتنفيذ أهداف الرؤية السعودية وبرامج التحول في كل المجالات؛ بما في ذلك قطاع السياحة والترفيه والرياضة.
ومن أهم العوامل التي دعت هيئة الرياضة السعودية لاختيار الدرعية مقراً لفعالية الفورمولا؛ ما تتميز به من مظاهر الطبيعة الجميلة كالروافد والشعاب والأراضي الخصبة، وكلها معالم خلابة من التراث البيئي الذي يرتبط بتجربة الإنسان الحضارية في الاستقرار والبناء والتعمير، ويظهر المنجز الحضري من الدور السكنية وأنظمة الري والقنوات والأنفاق والقرى الزراعية بالدرعية ومحيطها الجغرافي.
ولكونها تقع على ضفاف وادي حنيفة وارتبطت به حضارياً وبيئياً؛ فقد برز نوع من التفاعل الإيجابي بين الإنسان والبيئة، أثّر بدوره على النشاط الإنساني والوضع الاجتماعي للمنطقة.
وأصبحت الدرعية نموذجاً لمجتمع الواحات في البيئات الصحراوية، ولقد جسّدت الدرعية من خلال ذلك التفاعل الهوية الثقافية للمنطقة؛ فأضحت رمز أصالتها وعنوان حضارتها.