
تستأنف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة نشاطها الثقافي المنبر، حيث تقيم ملتقى كتاب الشهر، وذلك عبر قراءة نقدية يقدمها الباحث محمد بن علي العبداللطيف، المحاضر بجامعة الملك سعود في كتاب: "رحلتي إلى مكة" من تأليف "جول جرفيه كورتيلمون"، وبتقديم وإدارة الدكتور عبدالله بن محمد المطوع أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الملك سعود.
ويقام الملتقى في تمام الساعة السابعة من مساء غد الاثنين 10 محرم الجاري الموافق (9 سبتمبر 2019م) وذلك بقاعة المحاضرات بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة فرع الخدمات وقاعات الإطلاع.
وقد اكتسب كتاب: "رحلتي إلى مكة" لجول كورتيلمون خصوصية تميزه عن بقية نصوص الرحالة الأجانب الذين كتبوا عن الجزيرة العربية؛ لكون كاتبه فناناً تصويرياً سعى إلى الارتقاء بالصور المكتوبة إلى مستوى الصور التي تلتقطها الكاميرا.
و"جول كروتيلمون" مصور فوتوغرافي فرنسي كان مقيماً في الجزائر في أواخر القرن الـ19، وكان واحداً من الفرنسيين الذين هاموا بالمشرق، وأحبوا حياته الرومانسية العبقة بصدق المشاعر وأصالة الأخلاق والقيم الإنسانية، جذب انتباهه قيام القنصل الفرنسي ليون روش في عام 1891، برحلة حج من الجزائر إلى مكة المكرمة، فقرر في عام 1894 القيام برحلة مماثلة على خطاه، ليختبر بنفسه هذه التجربة الروحية الفريدة، وسافر بجواز سفر يحمل اسم: عبدالله بن البشير.
يروي كورتيلمون في الكتاب وقائع رحلته إلى مكة لأداء الحج، وكذلك إلى المدينة المنورة للصلاة في المسجد النبوي. ويصف إعجابه بالإسلام وفضائله، فقام بإعلان إسلامه ومارس شعائر الصلاة والصيام والحج، وتفاعل مع أصدقائه من الجزائريين ومن أهل الحجاز، ويشكل الكتاب وثيقة وجدانية شفافة تدل على تفاعل إيجابي حميم من مثقف غربي تجاه الحضارة الإسلامية، فيما تشكل كتاب الرحلات التي قام بها عدد كبير من المستشرقين الغربيين، وكذلك الرحلات إلى مكة بوجه عام منجماً معرفياً وثقافياً واسعاً احتشدت فيه جملة من الرؤى الإنسانية من مشارق الأرض ومغاربها حفلت بالوصف والتصوير والسرد والرؤى الأدبية والوجدانية لمكة المكرمة والمدينة المنورة وما تمثلانه من مكانة لدى المسلمين في أنحاء العالم.