في تفاعل سريع مع "سبق" وقف سعد بن يحيى الحياني، رئيس مركز بحر أبو سكينة، أمس ميدانيًّا على عقبة حيلة آل مرضي برفقة بعض الأهالي.
ويأتي هذا التحرك بعد نشر الصحيفة خبرًا بعنوان ("عقبة آل مرضي".. الداخل إليها "مفقود" والخارج منها "مولود"). وكانت العقبة قد شهدت سلسلة من الحوادث، كان آخرها حادثَي انقلاب في يومَين متتاليَين. واستمع "الحياني" لمطالب الأهالي الذين شكوا وعورة طريق الـ2 كم تقريبًا، الذي يفتقر إلى أبسط وسائل السلامة، ويشهد انهيارات صخرية متكررة.
واطلع "الحياني" بمتابعة مباشرة من محافظ محايل المكلف علي بن إبراهيم الفلقي على مواقع الانهيارات والأماكن الوعرة بالعقبة، وقال لـ"سبق": "إن هناك لجنة مشكّلة سابقًا لهذا الأمر، وستعقد اجتماعها الأحد القادم تمهيدًا لرفع المرئيات للأمير تركي بن طلال أمير المنطقة، الذي يؤكد أن راحة المواطن من أول الاهتمامات التي يحرص على تحقيقها قائد التنمية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين -حفظهما الله-".
وتعود قصة حيلة آل مرضي إلى ما قبل 40 سنة تقريبًا عندما قام الأهالي بفتحها، ثم سفلتتها على حسابهم الخاص؛ لتتوالى عمليات الصيانة من قِبلهم بين الفينة والأخرى، ومع كل قطرة مطر يعيش الأهالي العزلة، وينقطعون عن العالم الخارجي، وعن المستشفيات والمدارس.. وكم شهدت منعطفات العقبة صرخات إناث، داهمهن المخاض، وكم من مسن وطفل صارع سُم الأفاعي حال انقطاع الطريق دون الوصول للمصحات إلا بعد عناء ومشقة.. إنها قصص مأساوية يرويها الأهالي والسكان الذين لا يزالون يعيشون حياة البساطة والتعاون والالتفاف حول بعضهم.
ويؤكد محمد بن عامر المرضي لـ"سبق" أن العقبة فُتحت وسُفلتت على حساب الأهالي، وتجاوز عمر المطالبات للجهات ذات العلاقة 40 عامًا دون أن ترى النور.
وشهدت العقبة حوادث مأساوية عدة، ذهب ضحيتها أبرياء؛ إذ شهدت وفاة مقيم مؤخرًا من الجنسية السودانية؛ ليعقب ذلك انهيارات وتساقط للصخور، فانقلاب وسيلة نقل طلاب تقل 11 شخصًا بداخلها، وإغلاقها من قِبل صهريج مياه أربع ساعات، واحتجازات متكررة للمعلمات، وتأخرهن عن الوصول لمنازلهن.
كما سقط عدد من السيارات من رأس العقبة، والنتيجة وفاة أو إعاقة.. إنه مسلسل مستمر؛ فلا يكاد يمر يوم دون أن ترتوي العقبة وسفوحها بدماء الأبرياء.
وكان السكان والأهالي قد سخّروا هذا المساء التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي لدعوة عابري العقبة إلى توخي الحذر، وأخذ الحيطة من جراء انقلاب بوكلين، وتسرب الديزل والزيت بمنعطفاتها الخطرة؛ ما يزيد من احتمال انزلاق المركبات -لا قدر الله-.
ويبلغ طول طريق الموت كيلومترَيْن، ويقع خلفها 150 منزلاً تقريبًا، وتحيط بها الأودية من جميع الجهات.
وطالب الأهالي بتدخل الأمير تركي بن طلال، أمير منطقة عسير، في الوضع بما يضمن أمن وسلامة مرتاديها.