عاشت ممرضة سعودية محنة فقد ابنتها بعد تطوعها في الخط الأمامي لمواجهة أزمة فيروس كورونا بالأحساء، وبعد ثلاثة أشهر لم يبق لها من ابنتها سوى مقتنياتها وكتبها الدراسية، لتترك وراءها أماً ثكلى وأسرة مفجوعة.. قصة شجاعة ودموع وصمود وتضحية أمام أضخم أزمة صحية عرفتها البلاد والعالم أجمع.
وروت الممرضة "رضية الحمود"، في تقرير "عوض الفياض" لنشرة التاسعة بقناة mbc تفاصيل إصابة ابنتها "معصومة" وظروف وفاتها قائلة: "ابنتي تدهورت حالتها الصحية بشكل سريع خلال أيام قلائل، حيث دخلت العناية المركزة، وفشلت جهود الفريق الطبي المشرف على حالتها رغم بذلهم كل جهودهم الطبية، مستدركة بغُصَّة وجع لا تُحكى: لكن كانت إرادة الله أقوى!".
وأضافت والدموع تسبق كلامها عن اللحظات الأخيرة من حياة ابنتها الشابة: "طلبت منها أن تسامحني لكوني قد أكون السبب في نقل العدوى بالمرض لها، فردت: سامحتك يا ماما أنا فدوه لك. وهذا آخر كلامها لي".
من جانبه، أضاف حبيب خليل البلادي والد الراحلة "معصومة": "قبل أن تبدأ زوجتي الممرضة في عملها في مواجهة هذا الوباء، أخبرتنا عن إمكانية إصابتها بالفيروس ونقل العدوى لنا، ولم نتردد في دعمها والوقوف إلى جانبها، فهذا شيء نعتز به في خدمة الوطن".
وأضاف: "أصبنا بالفيروس، وتعافينا منه، ولله الحمد، لكن وقعت ابنتنا ضحيته، واختارها الله، ونشعر بلوعة فراقها، وما يخفف عنا، أننا قدمنا شيئاً لهذا الوطن".
وكانت الممرضة "رضية" انضمت في 16 من شهر مارس الماضي إلى جهود وزارة الصحة في الأحساء لمكافحة فيروس كورونا، وفِي 18 من رمضان أصيبت أسرتها بالكامل بالوباء، وفِي 15 من شهر يونيو الحالي فقدت الممرضة "رضية" ابنتها "معصومة" بذلك الفيروس!