"باطرفي" لـ"سبق": "الحوثي" أفلس ومقتل "الصماد" قصم ظهره

طالب بالاقتداء بالأمير نايف في كسب القضايا ضد الصحف الغربية وتطبيق: "ادفعوا الغرامات واعتذروا علناً"
"باطرفي" لـ"سبق": "الحوثي" أفلس ومقتل "الصماد" قصم ظهره

- قضية السعودية عادلة وخصومها على باطل.. وتحتاج لإعلام ذي مصداقية وموثوقية ومهنية عالية.

- الحوثيون يطلقون صواريخهم ومقذوفاتهم على السعودية لإيقاف الحرب أو كسب هدنة.

- الصين تخلت عن كوريا الشمالية وهي على شفير الهاوية دبلوماسياً وأمنياً واقتصادياً.

- الجماعات المسلحة لن تختفي من منطقتنا ما دامت "طهران والدوحة" تدعمان وتحرضان الإرهاب.

- الاتهامات بين السلطة الفلسطينية و"حماس" حول اغتيال رئيس الوزراء تدل على "ثلاثي محور الشر".

- مطالب السعودية وأمريكا الخمسة لتحسين الاتفاق النووي مع إيران عادلة.

- قطر يقودها تيار "القرضاوي" المتطرف وتيار "بشارة" الصهيوني وتيار ضعيف.

- منظمات الأمم المتحدة مخترقة من مثلث الشر الإيراني-القطري-الإخواني وتمالئ الحوثي.

- الحل في سوريا معقد.. والاتفاق أسهل في غياب دعاة الفتنة ورعاة الإرهاب.

أجرى الحوار/ شقران الرشيدي: يصف الأكاديمي والمحلل السياسي أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة الفيصل الدكتور خالد محمد باطرفي، مقتل القيادي صالح الصماد بأنها ضربة قاصمة لظهر الحوثي؛ وأنهم باتوا على شفير الهاوية.

ويقول في حواره مع "سبق": إن الحوثيين بدأوا باستخدام كل مخزونهم من الصواريخ والمقذوفات ضد المناطق المدنية والحيوية السعودية، ومأرب، والملاحة الدولية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب؛ في محاولة يائسة للدفع باتجاه إيقاف الحرب أو كسب هدنة على الأقل.

ويؤكد أن منظمات الأمم المتحدة في اليمن تم اختراقها مبكراً بلوبي مثلث الشر الإيراني-القطري-الإخواني مكّنهم من توجيه المواقف وصياغة التقارير ضد مصلحة الشعب اليمني المضطهد.

وبشأن الأزمة السورية، قال: "الوصول إلى اتفاق بين القوى المختلفة يكون أسهل في غياب دعاة الفتنة ورعاة الإرهاب والقوى المسلحة". وتحدث عن توقعاته بنجاح قمة "ترامب وكيم" المرتقبة، مطالباً باللجوء للقانون، ورفع القضايا ضد كل من شوّه سمعة المملكة والسعوديين ونشر الأكاذيب. مؤكداً وجود أكثر من تيار يحكم في قطر، ويؤثر على المشهد السياسي داخله كتيار القرضاوي، وتيار "عوني" بشارة وغيرهما.

وتطرق الحوار لعدد من الموضوعات السياسية المهمة، فإلى التفاصيل..

** مقتل القيادي في حركة الحوثيين المدعومة من إيران والمسؤول السياسي لجماعة "أنصار الله" صالح الصماد.. ما هي انعكاساته على الحركة الحوثية؟

مقتل صالح الصماد كان ضربة قاصمة لظهر الحوثي؛ فقد كان الرجل الثاني على هرم الجماعة، رغم عدم انتمائه لآل البيت أو مصاهرة زعيمها، وأحد القلائل الذين حظوا بتعليم جامعي، وتعاملوا مع الخارج، ومارسوا الإدارة والسياسة. كما كانت علاقته بمكونات المجتمع اليمني، القبلية والمدنية مميزة. البديل، صهر عبدالملك الحوثي ومدير مكتبه مهدي المشاط، بجهله ونزقه وحماقته، يوضح إلى أي حد جرّفت الهزائم القيادات الحوثية، وأطاحت برموزها. وفي غياب الشريك الأكثر خبرة ودراية ودبلوماسية متمثلاً في قيادات المؤتمر الشعبي العام ورئيسه المقتول علي عبدالله صالح، تضعف قدرتهم على إدارة الحكم والمجتمع المدني، والتعامل مع القبائل غير الموالية، والتواصل مع المجتمع الدولي.

** إطلاق الصواريخ الباليستية من المليشيا الحوثية، واستهداف المدنيين في السعودية، هل يدل على الإفلاس السياسي والعسكري؟

نعم.. يدل على الوصول إلى شفير الهاوية، ولذا بدأوا باستخدام كل مخزونهم من الصواريخ والمقذوفات ضد المناطق المدنية والحيوية السعودية، ومأرب، والملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. محاولة يائسة للدفع باتجاه إيقاف الحرب أو كسب هدنة على الأقل.

** في العصر الحديث، هل من يربح الحرب الإعلامية "البروباجندا" يربح الحرب السياسية والعسكرية؟

الإعلام والدعاية دورهما ينتهي عندما تنطق الحقائق. نجحت دعاية هتلر لما كانت الوقائع تساندها، فقد كانت ألمانيا النازية وقتها تكتسح أوروبا وشمال أفريقيا بالفعل. أما عندما تكسرت أمواجها على صخور الهزيمة فقد فقدت مفعولها. وفي التجارة، تخدمك الدعاية في التعريف بالبضاعة أو الخدمة، ولكن إن اكتشف العميل أنها سيئة فسينقلب السحر على الساحر، وتخسر كل شيء. نحن بحاجة إلى إعلام ذي مصداقية وموثوقية، يتميز بالمعلوماتية والمرجعية والمهنية العالية، فقضيتنا عادلة، وخصومنا على باطل، وليس أسهل على المحامي الجيد أن يدافع عن هكذا قضية. أما المحامي الفاشل فيقودك إلى الخسارة حتى لو كنت على حق.

** إلى أي مدى تترك الصراعات السياسية، والحروب العسكرية آثاراً نفسية عميقة في نفوس الشعوب، وتعلمها قيمة الإنسان؟

الصراع، أي صراع، يترك آثاراً بعضها لا يُمحى في النفس البشرية. والصراعات السياسية والعسكرية والدينية والثقافية والعنصرية هي الأخطر والأعمق أثراً. على أن نعمة العقل تجعلنا نتعلم مما نرى ونسمع، وفيما نعيش ونعايش، أن السلام هو الهدف الأسمى لكل الحضارات والأديان. والإسلام دين السلام، ودين التسامح، ودين العمارة، عمارة الأرض التي استخلفنا الله عليها. ولا يجتمع بناء وهدم، نماء وصراع، تعاون على البر والتقوى وخلاف على المبدأ والرؤية والمصلحة. تعلم الأوربيون بعد قرون من الصراعات الدينية والعرقية والسياسية أن التقدم والرخاء لا يتحقق إلا بحل هذه الخلافات، وتنحية ما بقي منها إلى غرف المفاوضات، والتركيز على المصالح العامة التي تتلاقى عليها وتهفو الشعوب والحكومات. وفي بلد كلبنان، عرف الحرب الأهلية خمسة عشر عاماً، تعلم الشعب بكل مكوناته التعايش رغم الاختلاف، والتعاون حتى في حضور الخلاف. ولولا دخول إيران وعبيدها في المنطقة على الخط، خاصة منذ موجة الاغتيالات التي نالت رجل الإصلاح والبناء الرئيس رفيق الحريري -رحمه الله- لاستطاع هذا البلد بشعبه الحيوي والمنتج والمحب للحياة أن يخرج أقوى وأرقى وأثرى.

** قلتَ في تصريح إعلامي: "منظمات الأمم المتحدة تمالئ الحوثي على حساب اليمنيين"، هل بالإمكان الإيضاح أكثر؟

هذه المنظمات تم اختراقها مبكراً من قوى محلية وإقليمية ودولية. فحكومة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولوبي مثلث الشر الإيراني-القطري-الإخواني، إضافة إلى اليسار الدولي، تمكنوا خلال سنوات من العمل السري الدؤوب من الانتشار السرطاني في مواقع قيادية وميدانية في هذه المنظمات. هذا الحضور القوي مكّنهم من توجيه المواقف وصياغة التقارير بناء على سياسات منحازة ومعلومات مغلوطة. لا يهم في هذا الشأن مصلحة الشعب اليمني المضطهد، بقدر ما يعنيها بالمقام الأول إرضاء سادتها وعقائدها ومناوءتها للسعودية وما تمثله إسلامياً وعربياً، رغم أنها أكبر الداعمين للمنظمات الأممية ولبرامجها الإنمائية والإغاثية. نحن بحاجة إلى جهد مكافئ لمواجهة هذا اللوبي، والدخول بقوة في معترك النشاط الحقوقي الدولي. قضايانا عادلة ومقاصدنا سامية ودعمنا انساني، وبالتالي ستكون مهمتنا أسهل بإذن الله.

** هل تداخلت الأمور، وتعقدت الملفات حتى بات الحل للأزمة السورية صعباً ومكلفاً؟

حل صعب ومكلف؟ نعم. مستحيل؟ لا. في تصوري أن المشهد أصبح أقل تعقيداً اليوم عن ذي قبل. فهناك إجماع عربي ودولي، تشارك فيه حتى روسيا، بضرورة خروج إيران ومليشياتها السنية والشيعية على السواء (داعش والقاعدة مدعومة إيرانياً بالمناسبة) من الأرض السورية. وهناك قبول عام بالأمر الواقع، بقاء روسيا كقوة عسكرية وسياسية ضامنة لأمن سوريا وتماسك نظامها. كما أن هناك توافقاً على أهمية التعاون الدولي في إعادة البناء والتأهيل وتقديم العون لمساعدة اللاجئين والمهجرين في الداخل والخارج على العودة، واستعادة حياتهم في بلادهم. ويبقى بعد ذلك الحل السياسي التفاوضي بين المعارضة السلمية والنظام، بإشراف الأمم المتحدة والقوى الضامنة والراعية لمشروع السلام. ولا شك أن الوصول إلى اتفاق بين القوى المختلفة يكون أسهل في غياب دعاة الفتنة ورعاة الإرهاب والقوى المسلحة.

** طالبتَ برفع عدد من القضايا ضد كل الجهات والمؤسسات الإعلامية والشخصيات الأمريكية التي أسهمت في تشويه سمعة المملكة والسعوديين بنشر الأكاذيب. فهل اللجوء للقانون هو الكفيل بإيقاف مثل هذه التخرصات؟

نعم. الرد يأتي في المحاكم.. هكذا فعل اليهود للدفاع عن مصالحهم في كل بلدان العالم، وخاصة الولايات المتحدة. رفع الأمير محمد الفيصل -رحمه الله- على مؤلفين اتهموه وبنك فيصل الإسلامي برعاية الإرهاب، وكسبها في المحاكم الفرنسية. وبنفس الطريقة كسب الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- قضية ضد صحيفة بريطانية. وهكذا فعل رجال أعمال سعوديون مثل خالد بن محفوظ -رحمه الله- وكسبوا قضاياهم، وأجبروا خصومهم على دفع الغرامات والاعتذار العلني. لقد طرح الأمير محمد الفيصل حينها مشروعاً لم يلقَ تجاوباً كافياً أتمنى أن نعيد طرحه، بتأسيس جهة يمولها رجال الأعمال والشخصيات الاعتبارية المستهدفة تتولى مراقبة الإعلام الدولي ومقاضاة من يتعدى عليهم بالتهم والادعاءات الكاذبة بهدف الابتزاز وتشويه السمعة وإرضاء أجندات دولية وإقليمية معادية. وبالمناسبة، بإمكان مثل هذه المنظمة أن تقاضي حتى قناة "الجزيرة"، في محاكم لندن أو واشنطن؛ لأن لها مكاتب تمثيل هناك، ونكسب بذلك الغطاء القانوني لإلغاء وجودها في عرب سات ونايل سات.

** قلتَ: "هناك أكثر من تيار يحكم في قطر، ويؤثر على المشهد السياسي داخله".. فهل يوجد في الداخل القطري أطراف متنازعة وغير متفقة؟

بالتأكيد. هناك تياران رئيسيان: التيار الإخواني المتطرف الذي يقوده يوسف القرضاوي. والتيار العلماني، الصهيوني، الذي يقوده "عوني" بشارة. وهناك تيار عقلاني يحاول أن يقدم مصالح قطر واستقرار الحكم فيها على المصالح الأجنبية، لكنه ضعيف. التياران الرئيسيان يتصارعان على تثبيت نفوذهما وفرض أجنداتهما التي تتقاطع حيناً وتختلف آخر. وإن كانت جميعها تضر بمصلحة البلاد وأمانها وسلامها مع جيرانها، ويضعف من قبولها في محيطها العربي والإسلامي.

** الاختلاف مع إيران، هل يمكن اختصاره بوجود اختلاف فكري ومذهبي فقط؟

لا طبعاً. الملالي يستخدمون هذه الخلافات التاريخية الفكرية والمذهبية وأضيف العرقية، لتحقيق مآرب أخرى. الهدف الرئيس هو إحياء الإمبراطورية الساسانية المجوسية، وعاصمتها المدائن (بغداد) والتي حكمت بلاد النهرين العراق والشام، وأجزاء من أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى وتركيا ومصر والخليج واليمن. وهذه هي المناطق التي تنشط فيها إيران اليوم، وتسعى لتثبيت نفوذها وضمّها إلى ولاية الفقيه. ولذلك فإن الخلاف لن ينتهي على طاولات المباحثات، بل في ميادين القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.

** ماذا تتوقع لقمة "ترامب" ورئيس كوريا الشمالية المرتقبة؟

إن عُقدت القمة فأتوقع لها النجاح؛ لأن التحضير لها يتم على أعلى مستوى وأدناه، ولأن كوريا الشمالية تقف اليوم على شفير الهاوية دبلوماسياً وأمنياً واقتصادياً، خاصة بعد تهديد الصين بالتخلي عنها، وهي الداعم الأساسي والوحيد الذي يمدّ لها شريان الحياة. ومقابل هذا الطريق المسدود، ينفتح أمامها طريق سريع ومُغرٍ للتعاون، وربما الاتحاد، مع عملاق الاقتصاد والتقنية والتنمية، كوريا الجنوبية، والانفتاح على العالم سياحياً وتجارياً وعلمياً وثقافياً. التحدي الوحيد الذي يواجه هذا المنطق العقلاني يتمثل في مصالح مراكز القوى الماركسية والعسكرية في بيونغ يانغ، والتقلبات النفسية والعقلية للرئيس الشاب المثير للجدل كيم جونغ أون.

** ما هي أبرز "تحسينات" الاتفاق النووي مع إيران التي ترى أمريكا أهمية إضافتها؟

تطالب أمريكا ونحن معها بخمسة تحسينات:

1- تمديد الاتفاق على عدم التخصيب النووي للأبد، بدلاً من السماح لها بذلك بنهاية الاتفاق عام 2025م.

2- مراقبة أشد على المفاعلات ومراكز التخصيب، تشمل المواقع العسكرية المحظورة.

3- تخفيض نسبة التخصيب المصرح بها.

4- وقف البرنامج الصاروخي.

5- تهذيب السلوك الإيراني العدواني في المنطقة.

** تبادل الاتهامات بين السلطة الفلسطينية و"حماس" حول محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني.. على ماذا تدل؟

تدل على ضراوة التدخلات الإيرانية والقطرية والإخوانية في الشأن الفلسطيني؛ فثلاثي محور الشر لا يريد لغزة أن تخرج عن المسار المحدد لها، ضمن منظومة ما يسمى بمحور المقاومة، ولا لـ"حماس" أن تتصالح مع بقية الفرقاء ودول الاعتدال العربية، ولا لهذا "الكرت" الذي يستخدمه المحور للمقايضة والابتزاز والمزايدة على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني أن يخرج من يدها.

** هل نستطيع القول إن الجماعات المسلحة في منطقتنا اختفت للأبد؟

ما دامت هناك قوى داعمة ومحرضة ومتبنية للإرهاب فلن تختفي، بل تخمد نارها ثم تشتعل من جديد. على المجتمع الدولي الكف عن التركيز على قطع ذيل الأفعى والتوجه مباشرة إلى رأسها في العواصم التي تأويها، كطهران والدوحة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org