"الراشد" يكشف كيف خسرت قطر أهم أسلحتها

" آل سلطان " يدعو لزيارة القدس رداً على ترامب
"الراشد" يكشف كيف خسرت قطر أهم أسلحتها

يرى الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد أن الخلاف الحالي مع قطر وراء تجريدها من أهم أسلحتها الرئيسيّة، وهي الإعلامية والمعلوماتية، وسرّع بفكرة السيطرة على المجتمع المعلوماتي الذي كان مسروقاً من قبل تنظيمات إرهابية، مثل "القاعدة" و"داعش"، موضحاً كيف حدث ذلك، وردًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، يدعو الكاتب والمحلل السياسي محمد آل سلطان المسلمين إلى زيارة القدس، مؤكدًا أنها ليست خيانة ولا تطبيعاً مع العدو الصهيوني.

قطر خسرت أهم أسلحتها

وفي مقاله "كيف خسرت قطر أهم أسلحتها؟" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول الراشد: "الخلاف الحالي مع قطر هو وراء تجريدها من أسلحتها الرئيسيّة، وهي الإعلامية والمعلوماتية. الخلاف سرّع بفكرة السعي للسيطرة على المجتمع المعلوماتي الذي كان مسروقاً من تنظيمات إرهابية، مثل «القاعدة» و«داعش»، عدا عن حكومات «معادية»، مثل إيران وقطر، التي من أهدافها العليا إسقاط الأنظمة السياسية.. هذا ما حدث فعلاً. فقد تم إطلاق سيل من المواقع الرقمية، ومحطات تلفزيون إضافية، وجيوش إلكترونية مضادة لقطر وحلفائها من المتطرفين الإسلاميين، أحدثت تغييرات واسعة في منطقة النزاع نفسها، نلمسها الآن أكثر من أي عام مضى".

الرأي العام من جهات خارجية

ويرصد الراشد تشكل رأي عام في السعودية بتأثير خارجي قبل الأزمة مع قطر، ويقول: "كانت السعودية من أسهل دول العالم في التأثير عليها من الخارج بسبب انتشار الهاتف الجوال والتلفزيون الفضائي المفتوح. للشخص ما معدله هاتفان، بعد أن كان لكل ثلاثة أشخاص هاتف واحد، حيث يوجد اليوم خمسون مليون هاتف نشط على وسائل التواصل. كان الوضع ملائماً لمن يخطط لتشكيل الرأي العام، ودون مقاومة تذكر.

ومخاطر تشكيل الرأي العام من جهات خارجية ليست خاصة بالأربع دول التي هي في حرب معلوماتية مع قطر، بل هي مشكلة حكومات العالم كله. وكبرت القضية بعد الاتهامات الأميركية لروسيا بالتدخل الإلكتروني في التأثير على الناخبين في انتخاباتها الرئاسية، وأنها تستهدف استقرار المجتمع. فإذا كانت أي قوة أجنبية تملك القدرة على تشكيل الرأي العام في دولة أخرى، فهذا يعني تلقائياً أنها قادرة، نظرياً، على إسقاط حكومتها، أو التأثير على قراراتها. وهي الدوافع التي كانت تكفي في الماضي لشن الحروب العسكرية".

استعادة الرأي العام المخطوف

ويرى الراشد أن هدف الحكومات اليوم هو استعادة الرأي العام المخطوف، ويقول: "في أزمة الخليج، الهدف اليوم استعادة الرأي العام المخطوف من الخصوم؛ قطر وداعش، وبقية أصحاب الأجندات المعادية التي هيمنت على الساحة.

هناك تطورات دولية مهمة. فبعد أن اكتشفت قيادات (المجتمع المعلوماتي) أن الحريات التي وفرتها التقنية للناس، استفادت منها أيضاً المجاميع الإرهابية والحكومات المعادية، تراجعت ووافقت على تسليم مفاتيحها. مكنت المؤسسات الرقابية في الحكومات المحلية من التعرف على مصادر المعلومات المنشورة على (تويتر) و(فيسبوك) وغيرهما. وصار بإمكانها اكتشاف طبيعة الحملات، إن كانت تلقائية عفوية أو مدبرة، والتعرف على أسراب الجيوش أو اللجان الإلكترونية، ومعرفة المتفاعلين معها، ومن يلتقي معها سياسياً وعلى أساسه تمت اعتقالات للناشطين الذين عملوا لصالح دول أجنبية. كانوا مجهولين في الماضي لكن ليس اليوم".

السيطرة على المحتوى

ويضيف الراشد: "هذا بالنسبة لرصد النشاط الإلكتروني، أما السيطرة على المحتوى، الذي لا يزال عقبة رئيسية، فإن أهم تطور هو رضوخ كبار المهيمنين على السوق المعلوماتية في العالم، مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، لمطالب الكونغرس الأميركي بالتعاون أخيراً، نتيجة الاتهامات الخطيرة الموجهة ضدهم .. ولا يزال للتلفزيون، ووكالات الأنباء، والصحف الإلكترونية دور مهم بعد أن انتقلت تدريجياً لتكون جزءاً من إعلام التواصل الاجتماعي، ولا تزال أهم مزوّد له بالمحتوى. وآخر التطورات وضع الخدمات التلفزيونية تحت السيطرة، بتحولها إلى الهاتف والأطباق والألياف الضوئية في الدول «المنضبطة»، مثل الإمارات، وكذلك قطر، حيث استطاعت هذه الحكومات استعادة إدارة مجتمعاتها إلى حد كبير. ولا تكتفي بعملية المنع بل توفر خدمات بديلة مماثلة حتى لا تدفع ملايين المشاهدين للجوء إلى وسائط «البروكسيز» لفك الحظر لمطالعة وسائل الإعلام الممنوعة، وهي المشكلة التي تعاني منها إيران".

الجيوش الإلكترونية

ويرى الراشد: "إن كثيراً مما هو على الإنترنت والتواصل هو من إنتاج الجيوش الإلكترونية. السؤال: هل هي جيوشنا أم جيوشهم؟ ومن الأقدر على الإقناع؟ كان الفضاء يدار من جماعات قليلة تلاشت هيمنتها الأحادية، وعلى رأسها حسابات قطر، وحليفتها جيوش جماعة الإخوان المسلمين".

المعارضة القطرية

ويضيف الراشد: "أعلى درجات الحرب كانت في الأشهر الستة الماضية، عندما أمطر الطرفان بعضهما بالمعلومات والصور والأخبار الكاذبة والصادقة. النتيجة خسارة كبيرة لقطر التي كانت تقول إنها هي التي أخرجت التوانسة والمصريين من بيوتهم للاحتجاج وأسقطت أنظمتهم في عام 2011. هذه المرة النتيجة معاكسة، حكومة قطر هي التي تأذت من خصومها، حتى القبائل القطرية المعارضة لها، شنت حملات ضدها، إضافة إلى ظهور قطريين ضد نظامهم لأول مرة يعبرون وبصوت عالٍ".

توشك على الانقراض

ويخلص الراشد إلى "أن مرحلة الفضاء الإلكتروني الحر وظاهرة الغزو الخارجي من خلاله توشك على الانقراض".

ليست خيانة ولا تطبيعاً

وفي مقاله "زيارة الأقصى.. ليست خيانة ولا تطبيعاً!" بصحيفة "عكاظ"، يرى آل سلطان أن قرار منع زيارة القدس، هو أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها العرب والمسلمون بشأن قضية فلسطين، ويقول: "أحد أهم وأكبر هذه الأخطاء هو صدور عدة قرارات من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مؤيدة ومدعومة من ممثلي فلسطين تمنع زيارة القدس والمسجد الأقصى على عموم العرب والمسلمين، بحجة أن هذا يعد تطبيعاً مع الكيان المحتل واعترافاً به! ولو كنت مناهضاً للعرب لدعوت الله أن يستمر هذا القرار وألا تفيق الجامعة العربية من غفوتها وتخبطها المستحكم في التعاطي مع القضية المركزية لديها لأنه يسمح لإسرائيل بتهويد مدينة القدس والأقصى دون إزعاج ودون رمزية روحية تبين لها وللعالم أجمع مدى ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى!".

لا مسوغ دينياً أو عقلياً أو سياسياً

ويرى آل سلطان أنه "لا مسوغ دينياً أو عقلياً أو حتى سياسي يوجب أن يمنع العرب والمسلمون أنفسهم من شد الرحال إلى الأقصى تأكيداً على هويته العربية والإسلامية، فعزل الأقصى والقدس والمقدسيين عن محيطهم العربي والإسلامي أكبر خدمة تقدم إلى إسرائيل حالياً!"

الزيارة أكبر رد

ويرى الكاتب "إن السماح بتنظيم زيارة المسجد الأقصى، هو أكبر رد ليس على نقل السفارة الأمريكية فقط بل لو نقلت كل سفارات الأرض إلى القدس فليس لذلك معنى وهي تزدحم بملايين المسلمين، ولا يمكن أن يتصور منطق عقلي أو سياسي أن احتلال مدينة وفقاً لظروف عسكرية وسياسية يتوجب على أهل المدائن الأخرى ألا يزوروا إخوتهم في المدينة المحتلة بحجة أن هذا تطبيع واعتراف بالوضع القائم، فكلفة الغياب عن زيارة الأقصى وترسيخ وضع الاحتلال والتهويد القائم أعظم من تعاود الأقصى والقدس من قبل ملايين المسلمين حتى لو كان ذلك بتأشيرة إسرائيلية!".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org