في عملية نوعية.. "التحالف" يُنهي جرائم المشرد الدموي (صالح الصماد)

من بائع قات إلى حاكم للانقلابيين
في عملية نوعية.. "التحالف" يُنهي جرائم المشرد الدموي (صالح الصماد)

دفعت عدوانيته الزائدة على الحد، وهو بعدُ لم يبلغ الحُلُمَ، مَن حوله إلى نعته بـ«الطفل الشرير»، غير أن «الشر» المتأصل في نفسه اجتذبه بعد أن صار يافعًا إلى ارتياد العوالم المظلمة ذاتها التي كان يحيك فيها العداء لأقرانه الصغار.. فلم يجد لنفسه من صنعة تشبع نهمه للعدوان وإيذاء الغير سوى أن يمتهن بيع القات الذي يستنزف أموال اليمنيين، ويحترف تجارة السلاح التي تسفك دماءهم.. إنه صالح الصماد، ذلك المشرد الدموي الذي تحتفظ شوارع مديرية سحار التي وُلد بها، وبقية مديريات محافظة صعدة، بسِجل هائل لوقائعه الإجرامية، وهو ذلك الشخص القاسي الذي لم يجد زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي أشرَّ منه ليتولى رئاسة ما يسمي بـ«المجلس السياسي» في سلطة الانقلابيين موكلاً له مهمة التنكيل باليمنيين حتى يذعنوا لمخططاتهم التدميرية.

مغتصبو السلطة

لم يرُقْ مسار التعليم للصماد منذ صغره؛ إذ قعدت به همته عند الثانوية العامة، لكن ذلك لم يكن ليعوقه أبدًا في عرف مغتصبي السلطة عن أن يُعيَّن رئيسًا لـ«المجلس السياسي»، ذلك المنصب الذي يخول له القيام بمهام رئيس الجمهورية بحسب توافقات الانقلابيين الزائفة في 15 أغسطس 2016؛ فليس شرطًا - كما يعتقدون - أن يحكم ملايين اليمنيين شخصٌ ذو نصيب وافر من التعليم؛ فمن قبل حكمهم علي صالح بتجربته الحافلة في رعي الأغنام، وبقدرة محدودة على القراءة والكتابة، اكتسبها من «معلامة» القرية (الكُتّاب)، التي التحق بها في سن العاشرة، ولمدة عامين فقط، قبل انضمامه للجيش بعدها بست سنوات. وبأقل من صالح في حظوظ التعليم يخطط المتمرد عبدالملك الحوثي الآن لحكم اليمنيين، وهو لم يحصل على أي تعليم نظامي.

السيرة الإجرامية

أدرجت السعودية الصماد في المرتبة الثانية ضمن قائمة الـ40 حوثيًّا الضالعين في أنشطة إرهابية خطيرة، تهدد أمن المنطقة، التي أعلنتها في 5 نوفمبر الماضي، لكن التنقيب في سريته الإجرامية كشف عن أنه كان أيضًا ضمن قائمة الـ55 مطلوبًا حوثيًّا الذين صنَّفتهم وزارة الداخلية اليمنية عام 2009 باعتبارهم أشخاصًا خارجين على القانون والنظام؛ وذلك بعد مشاركتهم في الحروب الست التي خاضها الحوثيون ضد الدولة.

الدور الآثم

شارك الصماد على أعلى مستوى في صنع القرار في الحرب التي يخوضها المتمردون الحوثيون بالوكالة عن إيران ضد اليمن والمنطقة.. ولدوره الآثم استهدفه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أكثر من مرة في السابق خلال تحركاته.

واليوم اعترفت مليشيا الحوثي الانقلابية رسميًّا بمقتل الصماد الخميس الماضي في غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي، التي استهدفته في شارع الخمسين في مدينة الحديدة في عملية نوعية، وضعت نهاية لجرائمه بحق الشعب اليمني.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org