تهدد أزمة أسرَّة مستشفى العارضة العام الجديد، الذي تفوق تكلفته 30 مليون ريال، قبل افتتاحه؛ وذلك بعد أن تم تقليص السعة السريرة فيه إلى 50 سريرًا دون مراعاة لازدياد عدد السكان في المحافظة، بينما كان في الوضع القديم الذي لا يزال يعمل حاليًا بـ60 سريرًا، بحسب ما كشفت عنه وزارة الصحة في تقرير لها.
ووصف مواطنون ما حدث بالتخبط وسوء التخطيط.. متسائلين: كيف لمستشفى أُنشئ قبل 40 عامًا أن تكون سعته السريرة أكبر من مستشفى حديث لم يُفتتح بعد؟! مبينين أن المشكلة ستتفاقم، ولن يحلها المشروع الجديد.
جاء ذلك في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة بشكل عام عجزًا في عدد الأسرّة؛ إذ كشفت الأرقام التي اطلعت عليها "سبق" من بيانات وزارة الصحة أن عدد مستشفيات منطقة جازان بلغ 21 مستشفى، بينما وصل عدد الأسرّة - وفقًا للأرقام المعلنة عند الافتتاح - 2225 سريرًا لكل المستشفيات قبل أن تفقد المنطقة 150 سريرًا منها بسبب تعثر ترميم مستشفى جازان العام؛ ليصبح العدد 2075 سريرًا فقط.
فيما بلغ عدد مراجعي مستشفيات منطقة جازان مليون مراجع خلال تسعة أشهر فقط من العام الماضي 1439.
وردًّا على استفسار "سبق" حول عدد الأسرّة في مستشفى العارضة الجديد قالت "صحة جازان": نعمل على إيجاد حلول جذرية لمشكلة الأسرّة من خلال المشاريع الخاصة بالمنطقة التي سوف تصل سعتها إلى ١٨٠٠ سرير إضافي. ومن ضمن تلك المشاريع مشروع المستشفى الجبلي بسعة ٣٠٠ سرير؛ ليقوم بتغطية المنطقة الجبلية بشكل عام، وسيوفر الخدمات الأساسية والفرعية للقطاع.
وأوضحت: ويتم العمل حاليًا على خطة التجمعات الصحية، والربط بين المستشفيات والمراكز الصحية للوصول إلى خدمة تكاملية، ستحد بشكل كبير من مشكلة الأسرَّة بمشيئة الله.
يُشار إلى أن بناء مستشفى العارضة الجديد استغرق نحو 11 عامًا، ولم يفتتح حتى الآن، ومرّ بمرحلة تعثر طويلة.. ووفقًا للمعلومات الرسمية، فقد سُحب المشروع بعد تقارير "نزاهة" عن تعثر المقاول، وتمت ترسيته على مقاول آخر.
وأكدت "صحة جازان" في مايو الماضي لـ"سبق" أن المشروع تم الانتهاء منه إنشائيًّا، ويتم حاليًا ترسية عقود الصيانة والنظافة، واستكمال التجهيز الطبي وغير الطبي تمهيدًا للتشغيل.
