أكثرنا من الحديث عن بعض "السنابيين" وانتقادهم بما فيه الكفاية، بل شككنا في قدرتهم على البقاء في الساحة الإعلامية وجذب المشاهدين، ولكننا لم ندرك حتى الآن أنهم أكلوا الجو على الإعلام التقليدي، وبخاصة فيما يتعلق بالشأن المحلي. أقولها بصراحة ـ والكل يعلم هذا الأمر ـ إنهم حققوا جذبًا جماهيريًّا عاليًا، لم يتصوره أحد.. وما زلنا ننتقدهم حتى الآن، وننتقص من قدراتهم، بل إن أحدهم يتفوق على صُحف عريقة، لها سنوات طويلة من الصدور (في المجال الإعلاني والجذب الجماهيري)؛ لذلك يجب أن نتعايش مع الوقت، ونعترف أنهم تسيَّدوا الساحة الإعلامية.
بالطبع هذا المجال مليء بالغث ـ وهو الأكثر ـ ولكنّ هناك الجيد الذي يمكن الاستفادة منه ودعمه لتحقيق منفعة البلد؛ فهم وسائل إعلامية متحركة وسريعة؛ فعندما يتم إعلان حضور مشهور سنابي تجد الجمهور يزدحم بالمئات، بينما توجد الصحف والقنوات كافة ولا يلتفت إليها أحد. يجب أن نتصالح معهم، ونكسبهم، لا أن نبعدهم؛ فهم نجوم المرحلة بلا منازع.
أتذكر أنني خرجتُ في إحدى القنوات مع مذيعة مغمورة (ومشهورة سنابيًّا)، وحدثني الكثير عن ظهوري على سنابها، ولم يشاهدني أحد على القناة.
التشنج الذي نحمله نحن رواد الإعلام التقليدي لم يعد يجدي مع مشاهير السناب، كما أن حديثنا عنهم أنهم لا يفقهون شيئًا لن يُقدِّم ولن يُؤخِّر، والمحك هو السوق الإعلاني الذي يقبل عليهم بكثرة، ويطلبهم في المناسبات كافة، ولكن علينا أن نختار المتميز الجاد في الطرح الذي يفيد البلد، ويمكن الاعتماد عليه في حمل مشعل التجديد والتنوير؛ لأنهم صحف متنقلة، يشاهدها الآلاف، وعلى الجهات الحكومية والخاصة أن تركز في المجال الإعلاني على أصحاب الرؤية والفكر بدلاً من دعم (مهابيل) السناب. لدينا سنابيون متميزون، لديهم خط واضح ورؤية محددة؛ ويمكن الاعتماد عليهم ودعمهم؛ لنصل إلى أهدافنا.
كانت الصحف قديمًا هي من يوجه الناس والمجتمع أما حاليًا فإن من يقوم بهذا الأمر هم مشاهير السناب.
أعطوهم مساحة للكتابة في الصحف، وبرامج في القنوات. لماذا نبعدهم وكأنهم فيروسات مُضرَّة، بينما يمكن الاستفادة منهم إذا اخترنا لهم الطريق الصحيح. لا ألوم بعضهم لجهلهم بالإعلام، ولكن علينا اختيار الوجهة الصحيحة لهم التي تخدم أهدافنا، وتنفع المجتمع.. يجب أن نتصالح معهم؛ لأن الزمن في صفهم.