قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إن المتدربين السعوديين بالقواعد العسكرية الأميركية لا يشكلون أيّ تهديد في البلاد، ورفعت الحظر عنهم، عقب إطلاق نار نفّذه ضابط بسلاح الجو السعودي أودى بحياة 3 أشخاصٍ في قاعدة بولاية فلوريدا في السادس من هذا الشهر.
وأكّد التقرير، أنه بعد مراجعة شاملة لنحو 850 طالباً عسكرياً من السعودية يدرسون حالياً بالولايات المتحدة، توصل إلى نتيجة واضحة أنه لا توجد أي مؤشرات لأيّ تهديد محتمل في المستقبل.
وقال مدير المخابرات الدفاعية وإنفاذ القانون والأمن "جاري ريد"؛ خلال إفادة صحافية في البنتاغون: "بوسعنا أن نقول إنه لا توجد معلومات تشير إلى اكتشاف أي تهديد وشيك"، وأكّد أنه تمّ رفع الحظر عن المتدربين السعوديين في القاعدة العسكرية بمدينة بنساكولا، ومتاح لهم الآن العودة إلى فصول الدراسة، ومشاركة زملائهم بالقاعدة، من دون الطيران بالطائرات الحربية، حتى انتهاء عمليات التحقيقات بشكل كامل".
وأضاف: "الهدف من هذه المراجعة هو تحديد مسبّبات هذه الحادثة، ومعرفة ما إذا كان هناك تهديد آخر، وكذلك تحسين التعاون وتبادل المعلومات المتعلقة بالأمن مع شركائنا الدوليين، والطلبة الدوليين منذ لحظة تسجيلهم في برنامج التدريب العسكري حتى وصولهم إلى القواعد العسكرية الأميركية، ومواصلة هذا التعاون في المستقبل للوصول إلى آلية جديدة في عملية التدقيق والفحص".
وأكّد "ريد"؛ أن "هذه الفحوص ستستمر لجميع المتدربين الدوليين الحاليين، وليس السعوديين فقط، وكذلك لأولئك الذين تمت الموافقة عليهم، ولكنهم لم يبلغوا عن التعليمات بعد".
ووفق موقع "الحرة"، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس، أنها حققت في خلفيات جميع العسكريين السعوديين الذين يتدربون حالياً في الولايات المتحدة، ولم تتوصل إلى وجود "سيناريو تهديد فوري".
وأعلن جاري ريد "يمكننا القول إنه لم يتم اكتشاف أي معلومات تشير إلى وجود سيناريو تهديد فوري".
ويتم تدريب نحو خمسة آلاف عسكري أجنبي في الولايات المتحدة، بينهم 850 سعودياً، ويوجد 300 متدرب سعودي في القوات البحرية وحدها.
ووفق ما نقلته اليوم "الشرق الأوسط" اللندنية، تأتي هذه المراجعة الدقيقة التي تجريها وزارة الدفاع بعد أن أصدر ديفيد نوركويست؛ نائب وزير الدفاع، مذكرة تمنح وزارة الدفاع 10 أيام لمراجعة عملية الفحص والتدقيق للطلبة الدوليين المتدربين العسكريين، إذ أنهى البنتاغون عملية فحص جميع الطلاب الدوليين الحاليين باستخدام عملية مستعجلة، تتضمن فحص قواعد البيانات الحكومية والتجارية، إضافة إلى النشاط المتاح للجمهور، مثل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي، قد قال إن محققين أميركيين يعتقدون أن الملازم ثانٍ بسلاح الجو السعودي محمد سعيد الشمراني (21 عاماً) تصرف بمفرده عندما هاجم قاعدة بحرية أميركية في بنساكولا بولاية فلوريدا، قبل أن يقتله أحد ضباط الشرطة.
وقالت وزارة الدفاع إنها ستجري مراجعة على الطلاب العسكريين القادمين من مختلف أنحاء العالم، تشمل حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يتلقى نحو 5 آلاف طالب عسكري من 150 دولة تدريبات في قواعد داخل الولايات المتحدة.
وقال مسؤول دفاعي أميركي لـ"رويترز"-لم تذكر اسمه- إن المراجعة لم تتطرق لأي معلومات قد يكون مكتب التحقيقات الاتحادي يجمعها بشكل مستقل عن واقعة إطلاق النار.
وذكر مسؤولون في جهات لإنفاذ القانون، أن تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي لم يكشف حتى الآن عن أدلة تشير إلى وجود متشدّدين محتملين بين عسكريين يتدربون حالياً في الولايات المتحدة.
وأوضح مسؤول في مكتب التحقيقات الاتحادي لـ"رويترز"، أن وحدة القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب "تعمل بلا كلل لمعرفة إن كانت أي أيديولوجية محتملة قد شكلت عاملاً" في إطلاق النار في بنساكولا، وينظرون أيضاً فيما إذا كان "قد تصرف منفرداً أو كجزء من شبكة أكبر"، لكنه أضاف أن المحققين لم "يحددوا حتى الآن تهديداً حقيقياً على المجتمع"، وأشار إلى أن مكتب التحقيقات الاتحادي أجرى ما يزيد على 500 مقابلة، بمساعدة أجهزة ووكالات حكومية أخرى.
كانت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود؛ سفيرة خادم الحرمين لدى الولايات المتحدة الأميركية، قد زارت القاعدة العسكرية الجوية الأميركية في مدينة بنساكولا، بولاية فلوريدا، يوم الخميس، الأسبوع الماضي، وذلك لتقديم تعازيها للقاعدة العسكرية هناك، بعد المأساة التي تسبّب بها الملازم ثانٍ السعودي محمد الشمراني؛ وخلال زيارتها، التقت السفيرة قيادة القاعدة، وكررت إدانتها لهذا الهجوم، مؤكدة أنها ستظل منخرطة بشكل كامل في هذا الموضوع، وستقدم أي مساعدة ممكنة لتسريع التحقيق.
من جهته، قال فهد ناظر؛ المتحدث الرسمي للسفارة السعودية في واشنطن، في مقابلة مع إذاعة وراديو «WUWF» الأميركية، إن السلطات السعودية ستتخذ التدابير اللازمة للحد من احتمال حدوث شيء مثل هذا مرة أخرى في المستقبل، وإن القيادة السعودية والشعب السعودي مصدومان من هذا الفعل الشنيع.
وأكد "ناظر"؛ أن التدريب العسكري الأميركي له فوائد كثيرة على القوات السعودية التي قاتلت إلى جانب نظرائهم الأميركيين لطرد قوات صدام حسين من الكويت في عام 1991، وأخيراً عندما شارك الطيّارون السعوديون في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة "داعش" في سوريا والعراق.
وأضاف: "المملكة كانت بالفعل في طليعة جهود المجتمع الدولي للقبض على الجماعات الإرهابية. لقد حضر أكثر من مليون سعودي إلى الولايات المتحدة، وتعاملوا بها وكأنها وطنهم الثاني، وعملوا في أماكن عدة، حتى في مطاعم الحساء، وخدموا بدور العجزة والتطوع في المساعدة بالكوارث الطبيعية، وهناك أمثلة أكثر بكثير تمثل ما نحن عليه كشعب، وتمثل قيمنا الحقيقية".