"الثقافة": الاتفاقيات مع "البلديات" ستسهم في تطوير الميادين العامة

استشهدت بالمصمك وساحة العدل و600 معلم جمالي بجدة
"الثقافة": الاتفاقيات مع "البلديات" ستسهم في تطوير الميادين العامة

قالت وزارة الثقافة إن مذكرة التفاهم والشراكة التي وُقعت بينها والشؤون البلدية والقروية الأسبوع الماضي في جدة، ستسهم في تطوير الجانب الحضري، المتمثل في الميادين العامة، إلى جانب مشروع تطوير أنظمة المباني وتصنيفها، والذي يتوقع أن يتركز نطاق عمله على خدمة المباني التي تملك تاريخاً أو دلالة على أي مرحلة تاريخية حتى لو كانت قريبة نسبياً، والتي يجري عادة هدمها لقرب زمنها، ولاعتقاد البعض أن هدمها جائز طالما أن بناءها حديث، حيث ينتظر أن يعمل المشروع على الاهتمام بذلك الجانب وبتصنيف المباني وتحديد أهميتها الاجتماعية والتاريخية والسوقية كذلك.

وأوضحت أن الميادين العامة والساحات في المملكة شكّلت فرصة للتفاعل بين أفراد المجتمع، حيث يلتقي بها سكان المدن إما للاحتفال بالمناسبات الاجتماعية المختلفة كالأعياد أو إجازة نهاية الأسبوع أو للمشاركة في الفعاليات التي نشطت خلال السنوات الأخيرة بفضل تفعيل البرامج الترفيهية والثقافية التي تشرف عليها العديد من الجهات الحكومية، والتي ساهمت في زيادة التفاعل الاجتماعي، ونشرت البهجة في النفوس. كما أسهمت في تنشيط المشاريع الاقتصادية ودفع عجلة التنمية، ومن أبرز معالم تلك المنطقة منطقة الحكم "ميدان العدل" وساحة الإمام محمد بن سعود وساحة المصمك وممر الجامع، واشتهرت مدينة مثل جدة بميادينها حيث احتوت على 600 ميدان ومعلم جمالي حتى سميت بمدينة الفنون.

وأشارت إلى أن كل ذلك يزيد من أهمية مذكرة التفاهم والشراكة ويعزز من قيمتها الحضارية، إضافة إلى ما تبشر به في عدة بنود مهمة، مثل تسهيل الإجراءات وإصدار التراخيص وتأهيل المباني التراثية وتخصيص الأراضي وتوفير البنية التحتية والفوقية اللازمة لتطوير المواقع الثقافية والتراثية والحفاظ عليها وصيانتها لدعم رؤية المملكة في الشأن الثقافي.

وبينت أن الأماكن العامة في مختلف مدن العالم تُعَبِّر عن ثقافة سكانها، وترتبط بهويتها الخاصة مهما تنوع قاطنوها واختلفت مشاربهم، إلا أن تلك الهوية ومنطلقاتها الثقافية تترك بصمة على شوارع المدن وميادينها وساحاتها بطريقة تعبر عن سكانها بشكل أو بآخر، لذلك نجد مدناً عريقة تحتفظ بتاريخها المرسوم عبر مجسمات أُنشئت في حقب عتيقة تحكي قصصاً أثرت على الحياة الاجتماعية أو السياسية لتلك المدن وحفظها سكانها.

ولم تكن الساحات والميادين العامة ملتقى للعامة من المجتمع، ممن يتمتعون بالهواء الطلق في نزهات قصيرة، بل كانت ملتقىً للنخبة الثقافية والاجتماعية يتبادلون أحاديثهم على طاولات مقاهيها وزوايا محالها ومعالمها، وأشهر الساحات الميادين عالمياً ساحات الكونكورد في باريس، وسان ماركو في البندقية، وترافلغار في لندن، وتايمز سكوير في نيويورك، وتيانانمين في بكين، والساحة الحمراء في موسكو، حتى أصبحت منصات اجتماعية ذات دلالات ثقافية وحضارية.

وتأتي خطوة وزارة الثقافة بتوقيع مذكرة تفاهم وشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية من الخطوات المهمة لتحقيق رؤية المملكة 2030 من حيث تعزيز الهوية الوطنية في المشهد العام في مدن المملكة وقراها، وذلك عبر تحسين المشهد الحضري؛ وسيكون لهذه الاتفاقية أثر مباشر في تغيير الشكل العام للأماكن العامة في مدننا حيث سيرى سكان المدن والقرى في المملكة مدى ارتباط هذه الأماكن من الشوارع والميادين والساحات والحدائق وحتى المنشآت بالهوية السعودية، مما سيساعد وزارة الثقافة على تحقيق هدفها في أن تزدهر المملكة بمختلف ألوان الثقافة لتثري نمط حياة الفرد وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org