لامست مصاريف أندية دوري المحترفين السعودي في الموسم الماضي حاجز الـ3 مليارات ريال، وفقاً للبيانات المالية التي كشفت عنها الجمعيات العمومية للأندية التي انعقدت في الأيام الماضية.
وهذه المصاريف الكبيرة التي صرفتها الأندية حتى 30 يونيو الماضي جاءت نتيجة تعاقدها مع عدد كبير من اللاعبين المتميزين للعب في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين الذي بات الدوري الأغلى من حيث القيمة السوقية في القارة الآسيوية.
ونجحت الأندية الجماهيرية بضخ أموال كبيرة وهو ما رأيناه جلياً في خطف عدد من اللاعبين البارزين على مستوى العالم، مما جعلها تتربع على قائمة أغلى أندية قارة آسيا متفوقة على نظيرتها في اليابان والصين وكوريا الجنوبية، حيث جاءت ثلاثة أندية سعودية في مقدمة قائمة أغلى الأندية بالقارة، إذا أصبح نادي النصر الأغلى في آسيا بقيمة سوقية وصلت إلى 62.05 مليون يورو، وحل الهلال ثانياً "61.15 مليون يورو"، وأهلي جدة ثالثاً "41.68 مليون يورو"، واحتل شنغهاي بورت الصيني المركز الرابع بقيمة بلغت "36.18 مليون يورو"، واتحاد جدة المركز الخامس "34.75 مليون يورو".
ويرجع المحللون الرياضيون أن التبذير في الصرف المالي في إبرام تعاقدات كبيرة أو الاستغناء بدون مبرر عن بعض اللاعبين والمدربين وراء الأزمة المالية التي تمر بها بعض الأندية في دوري المحترفين لكرة القدم.
وتعمل وزارة الرياضة منذ عامين على إيجاد حلول لإيقاف الهدر المالي للأندية وكذلك إيقاف كرة الثلج الخاصة بالديون بمزيد من المعايير المالية والإدارية التي تلزم مجالس إدارات الأندية بسداد كافة ما على مجالس إدارتها دون ترك المبالغ بلا سداد في حال قدمت هذه الإدارات استقالتها.
وتجاوز عجز 12 نادياً من أصل 15 نادياً كشفت عن بياناتها المالية حتى الآن أكثر من 465 مليون ريال في حين تمكنت 3 أندية في أن تكون استثناء بتحقيق فائض في ميزانياتها بالموسم المنصرم وهي الهلال الذي حقق قرابة 25 مليوناً، والفتح 32 مليوناً، والفيصلي قرابة 4 ملايين ريال.
أما أكثر الأندية عجزاً في ميزانياتها فقد جاءت الأندية الكبرى (الاتحاد، النصر، الأهلي، الشباب) في المقدمة، حيث بلغ العجز في ميزانية الاتحاد 133 مليوناً، والنصر 113 مليوناً، وقرابة 99 مليوناً في ميزانية الأهلي، وأكثر من 48 مليوناً في ميزانية الشباب.
وكما هو معلوم فإن الاستقرار المالي في الأندية من شأنه تطوير الرياضة وتمكينها من الارتقاء إلى تحقيق الإنجازات العالمية، على اعتبار أن الرياضة لم تعد هواية ووسيلة من وسائل الترفيه، بل تحولت إلى صناعة تقوم على أسس علمية متخصصة، تسهم في التنمية البشرية والاقتصادية.