احتفلت محافظة جدة، باليوم العالمي لداء السكري، في أحد فنادق المحافظة، بدعوة من جمعية "أصدقاء مرضى السكري الخيرية".
جاء ذلك بالتعاون مع مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، وتحت رعاية برنامج سند محمد بن سلمان.
وتَضمنت الفعالية، تكريمَ الأطفال المصابين بالسكري، في أفضل نتيجة "سكر تراكمي".
وألقى استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، محاضرةً طبية بمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف عقار الأنسولين لعلاج "النمط الأول" من داء السكري، والذي تم فيه منح البروفيسور الكندي "بانتنج" جائزة "نوبل" مناصفة مع ثلاثة من زملائه.
وأضاف: بعد مرور قرن من الزمان، يُعد ذلك خير شاهد على إنقاذ الملايين من مرضى السكري بعقار "الأنسولين" ولله الحمد.
وقال "الأغا" في محاضرته: "إن الأنسولين، منذ ذلك الوقت وحتى الآن، تَطور بشكل سريع ومذهل؛ ففي عام 1981 تم إنتاج أول سلالة من الأنسولين (البشري) بوساطة تقنية الهندسة الوراثية، وفي عام 1996 تطورت صناعة عقار الأنسولين إلى إنتاج سلالات جديدة سُميت بـ"نظائر الأنسولين"؛ "سواء كانت سريعة المفعول (التي تُحقن قبل تناول الوجبات)، أو طويلة المفعول (التي تحافظ على سكر الدم في المستويات الطبيعية)، ما بين الوجبات وخلال فترة النوم".
وتابع قائلًا: "التطورات شملت أيضًا إبر الأنسولين؛ إذ أصبحت في يومنا الحاضر إبرة صغيرة المقاس ونحيفة وتُناسب جميع الأعمار، وكذلك أقلام الأنسولين، كما نجد أن تقنية i-port لحقن الأنسولين هي عبارة عن لصقة توضع فوق الجلد وتكون لها إبرة بلاستيكية تُغرز تحت الجلد، ولها خاصية البقاء بفعالية لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وللمريض القدرة على الحقن من خلال هذه اللصقة (بدلًا من جلده) بأي عدد وبأي نوع من الأنسولين".
ولفت إلى أن التطورات في علاج داء السكري طالت الأجهزة الخاصة بمراقبة مستويات السكر في الدم؛ سواء كانت الأجهزة المنزلية أو حساسات قياس السكر، وأنه منذ عام 1999 تطورت هذه التقنية ليصبح هناك ما يسمى "مجسات السكر"؛ وهي عبارة عن إبرة صغيرة الحجم، وعلى رأسها حساس لقياس السكر تكون تحت الجلد لقياس السكر بشكل متواصل على مدار الساعة دون الحاجة إلى الوخز والألم وخروج الدم.
وشدد على أنه يجب على الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول المحافظة على مواعيد الأنسولين، واستقرار نسبة سكر الدم، وممارسة الرياضة، وعدم الخروج عن النصائح الصحية التي يوصي بها الأطباء ومختصو التغذية.
وسجل البروفيسور "الأغا" في ختام محاضرته، شكره وتقديره لجمعية أصدقاء مرضى السكري والمستشفى الجامعي وبرنامج سند محمد بن سلمان.
وخص بالشكر حنان سرحان، وجميع اللجنة التنظيمية والشركات الداعمة لنجاح فعالية الاحتفال السنوي للأطفال السكريين.
وأكد أهمية اللقاء السنوي الذي يُعقد بمناسبة اليوم العالمي في تعزيز الوعي الصحي وتكريس أهمية المحافظة على نسبة سكر الدم، ومواكبة الأسر أيضًا بالمستجدات التي تشهدها الساحة الطبية في مجال علاجات السكري.