تَمكن فريق القسطرة القلبية في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي، من إجراء عمليةٍ ناجحة لتعصيب الشريان الكلوي لمريضة "عشرينية"، عانت لسنوات من مرض نادر، يسبب ارتفاع ضغط الدم المزمن المقاوم للعلاجات الدوائية.
وأوضح استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية، رئيس الفريق الطبي المعالج الدكتور وسام الحجيلي، أن المستشفى استقبل المريضة وهي تعاني من ارتفاع حاد في ضغط الدم، رغم تناولها للأدوية المخفضة، وعلى الفور أُخضعت لمجموعة من الفحوصات الطبية الدقيقة، وبيّنت نتائجها مقاومة جسمها للأدوية الخافضة للضغط.
وأوضح د.الحجيلي أنه بعد دراسة الحالة قرر الفريق الطبي على الفور إجراء قسطرة تعصيب للشريان الكلوي، لتفادي مضاعفات ارتفاع ضغط الدم المؤثرة على أعضاء الجسم، كالقلب والمخ والكلى وتصلب الشرايين؛ فتم إجراء العملية باستخدام أحدث أجهزة كَيِّ الأعصاب الكلوية، وأنواع متقدمة من القساطر الفخذية، وحققت العملية التي استغرقت 20 دقيقة فقط، نتائج جيدة؛ مضيفًا أن المريضة خرجت من المستشفى خلال 48 ساعة فقط من العملية، وعادت لبيتها بعد أن تكللت جهود الفريق الطبي بالنجاح، وانخفضت معدلات الضغط لديها -ولله الحمد- إلى مستويات لا تمثل خطرًا على أعضاء الجسم الحيوية.
وأفاد بأن هذه العملية تتم عن طريق إدخال القسطرة عبر الشريان الفخذي، والوصول إلى الشريان الكلوي، وإدخال نهاية القسطرة المعدنية فيه، وإرسال حرارة ناتجة عن أشعة كهرومغناطيسية لكَيِّ الشعيرات العصبية الطرفية فيه المسببة لارتفاع ضغط الدم.
وفي الختام قال الدكتور وسام الحجيلي: إن تقنية كي وتعصيب الشريان الكلوي الداخلي باستخدام القساطر، أثبتت فعاليتَها في علاج مرضى ارتفاع الضغط المستعصي؛ خاصة مع التطور الكبير الذي طرأ على تقنية القساطر في الآونة الأخيرة؛ مضيفًا أن هذه التقنية تسهم في تحسن مستويات الضغط لدى المرضى، لينخفض خلال الأشهر الستة الأولى إلى 30ملم/زئبق بعد العملية، وهو ما يُعد إنجازًا طبيًّا، ونقلة نوعية في معالجة هذا المرض المزمن؛ خاصة بعد اعتماد الجمعيات الأوروبية والفرنسية المتخصصة في علاج أمراض القلب وضغط الدم لهذه الطريقة العلاجية.