حذّر طبيب الباطنية والجهاز الهضمي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية الدكتور عبدالله الذيابي، من التهاون بالقولون العصبي الذي يعد من أكثر أمراضِ الجهازِ الهضمي شيوعاً في العالم، داعياً إلى اتباع نمط غذائي صحي، وتناول الأليافِ القابلة للذوبان لأنها تُحَسِّنُ -بإذن الله- من أداء القولون خاصة لدى الذين يُعانون من إمساك.
وأوضح الدكتور عبدالله الذيابي لـ "واس" أن من أبرز مثيرات القولون العصبي التي يتعرض لها الإنسان في حياته : الضغوطات النفسية نتيجة التفكير في أمور الحياة، والإجهاد في العمل، وقلق الاختبارات، وكثرة تناول الأكل الدهني أو المقلي، والمشروبات الغازية، والشوكولاتة، والمشروبات التي تحتوي على كافيين مثل: القهوة والشاي.
وأفاد بأن قرابة 11% من حالات القولون العصبي تبدأُ بعد التهابات الجهاز الهضمي خصوصاً لدى السيدات والأشخاص الذين يعانون من قلق واكتئاب، وبعد استخدام المضادات الحيوية، ومن أبرز الأعراض المهمة لتشخيص القولون هي: ألمُ البطن المُتكرر، ويحدُثُ على الأقل يوماً في الأسبوع خلال فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة، وبداية الأعراض على الأقل تبدأ من 6 أشهر مع وجود الأعراض التالية: تحسُّن الألم مع عمليةِ الإخراج وحدوثُ تغيُّرٍ في عددِ مراتِ الإخراج، وطبيعته مع بداية الألم.
وقال "الذيابي": إن الكشف عن القولون العصبي يتم عن طريق فحصُ خلايا الدم (CBC) للتأكد من عدمِ وجود فقر دم، وفحوصاتِ استبعادِ داءِ حساسيةِ القمح، وأمراضِ الأمعاء الالتهابية (CRP & fecal calprotectin) للأشخاص الذي يُعانون من إسهال، وإذا كانت الأعراضُ تتماشى مع القولون العصبي فلا يُنصحُ بإجراءِ فُحُوصاتِ البُراز لاستبعادِ وجودِ التهابات بكتيرية، أو فيروسية، أو طفيلية، إلَّا إذا توفَّرت عوامل خطورة هذه الالتهابات.
وأشار إلى أن منظار القولون يُفضل إجراؤه للأشخاص الذين بدأت لديهم الأعراض بعد عمر 45 أو50 سنة، أو مع وجود أعراض منذرة، مثل: (فقدان الوزن غير المقصود، حدوث نزيفٍ في الجهاز الهضمي، أو التاريخ العائلي بأورام القولون، أو أمراض الأمعاء التهابية).
وأهاب بالأشخاص المصابين بالقولون العصبي الذين يعانون بشكلٍ رئيسٍ من إمساكٍ مُزمنٍ والإمساكُ لديهم لا يستجيبُ للأدوية ويشتبه بوجود خللٍ في عضلات الحوض بإجراءِ تحليلِ تقييم عضلات الحوض، مثل: قياس الضغط الشرجي المُسْتَقيمِي، وتقييم سُرعةِ العضلةِ الشَّرجيةِ العَاصرة، وأنواعٍ مُعينة من الأشعة.
وأفاد أن علاجَ القولون العصبي يبدأ بتغييرِ النّظامِ الغذائي، ونمطِ الحياة، وتتوفرُ العديدُ من الأدوية التي أثبتتْ فعاليتَها في علاج المرض، ومن الطرق غير الدوائية المفيدة في التَّحَكُّم بالمرض متعددة، منها: ممارسةُ الرياضةِ بانتظام، والتَّغَلُّبُ على الضغوطِ النفسيةِ، وتجربةُ الحِمية المنخفضة (FODMAP) لفترة مؤقتة، وتعتمدُ هذه الحمية على تناول كمياتٍ أقلّ مِن الكربوهيدرات والسكريات القابلةِ للتَّخَمُّر في الأمعاء، وتؤدي إلى انتفاخات، وغازات، وآلام البطن.