رحّبت جمعية "رحمة" للرفق بالحيوان بمبادرة أمانة العاصمة المقدسة للحد من انتشار الكلاب الضالة داخل التجمعات السكانية، بعد تزايد المطالبات بتدخل البلديات للحد من تكاثرها داخل الأحياء، وتبنيها لطريقة الـ TNR التي أوردتها "سبق" قبل أيام على لسان متحدث الجمعية.
وتتلخص المبادرة بإمساك الكلاب ثم التعقيم ثم الإطلاق، وهي طريقة تهذب سلوك الكلاب السائبة.
وقال متحدث جمعية "رحمة" للرفق بالحيوانات حمزة الغامدي: "نأمل أن تحذو باقي الأمانات حذو أمانة مكة في هذا الإجراء البيطري المراعي لحقوق الحيوان، خصوصاً بعد ظهور مقاطع لتسميم الكلاب تنسب لبعض الأمانات، مما يشير إلى أن بعض البلديات لا تزال تتعامل مع القضية بالطرق التقليدية التي أثبتت فشلها عالمياً، والتسميم يعتبر جريمة يخالف عليها القانون السعودي للرفق بالحيوان".
وأشار "الغامدي" إلى أن التسميم أسلوب وحشي مُسيء لا يمثل صفات المسلم، فالدين الحنيف ينهى أن يمتد القتل للحيوان الذي لا يؤذي، والتسميم يمتد للمؤذي ولغير المؤذي؛ لأن توزيع السموم يكون عشوائياً، ناهيك عن العذاب الذي يلحق بالحيوان الذي يأكل من السم ومعاناته لساعات طويلة في صراع مع الألم والموت، غير أثر السموم على البيئة ووصولها للإنسان لاحقاً".
وتابع: "نحن سعداء بتفاعل أمانة مكة مع الطلب الذي يطبق في أغلب دول العالم، ونتقدم عبر "سبق" بالاستعداد بعرض الفرص التطوعية عبر منصاتنا وموقعنا الرسمي للمتطوعين إذا احتاجت الأمانة إلى كوادر بشرية تساعدها في مبادرتها".
وأوضح "الغامدي": "حسب علمي فإن الأمانة طلبت من العيادات البيطرية المتخصصة المشاركة في عمليات التعقيم البيطرية، من باب المسؤولية الاجتماعية، وهذه خطوة مباركة، وتدل على وعي وفكر متقدم في إدارة الأزمات بحيث يشارك أطراف المجتمع في حل مشاكله".
وتساءل قائلاً: "ولكن لِمَ صمتت وزارة البيئة والمياه والزراعة، وهي الوزارة التي لديها الإمكانيات البشرية من أطباء بيطريين ومن عيادات بيطرية في كل أنحاء المملكة، أليس من الملائم أن تقدم خدماتها للأمانة لمساعدتها في إجراء عمليات الخصي والتعقيم في عياداتها وبمعداتها؟".
واستدرك: "في المملكة توجد خمس جمعيات للرفق بالحيوان مرخصة رسمياً من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية: كجمعية رحمة للرفق بالحيوان وجمعية رفق وجمعية عطف وجمعية تعايش معي وجمعية سالمة، ثلاث منها بالرياض وواحدة بجدة وواحدة بتبوك، لو أن لكل جمعية توجد عيادة بيطرية متخصصة لاستطاعت أن تقدم المساعدة للأمانات للمساهمة في حل مشكلة الكلاب السائبة في كل مدن المملكة.
واختتم: "في الأخير أود أن أشير إلى أن إنشاء مأوى للحيوانات أمر مهم لنجاح المبادرة والمأوى هو المكان الذي يجب حصر الحيوانات فيه قبل وبعد إجراء العمليات التعقيمية لهم لفترة بسيطة؛ تمهيداً لإطلاق سراحهم بعد ترقيمهم، ويمكن إنشاء عيادات بيطرية ميدانية مؤقتة في المأوى لحين الانتهاء من الأزمة".