تستمر فصول روايات المغامرات التركية الفاشلة، التي تنوعت مؤخرًا بين مغامرات استخبارية وعسكرية في القوقاز والدول الأوروبية، وكان آخرها قصة تحمل عنوان الفشل في تنفيذ مخطط اغتيال شخصيات مناهضة لأنقرة على الأراضي النمساوية؛ حيث تفيد التقارير بأن عميلًا لمخابرات "أردوغان" سلّم نفسه للسلطات النمساوية، وادعى أنه تلقى أوامر باغتيال سياسيين بارزين.
وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية: إن الجاسوس التركي، فياض أوزتورك، تحول إلى مُبلغ وكشف عن خطة تشمل مهاجمة ثلاثة أشخاص؛ من بينهم السياسية النمساوية من أصل كردي بيريفان أصلان، التي عززت السلطات الإجراءات الأمنية حولها، ومنعتها من مغادرة منزلها دون ارتداء سترة واقية من الرصاص.
وبحسب "سكاي نيوز عربية" قال الجاسوس المعتقل خلال التحقيقات، إنه تعرض للابتزاز من قِبَل جهاز المخابرات التركي للمشاركة في عملية اغتيال بيريفان أصلان؛ بهدف نشر الفوضى وإرسال رسالة لشخصيات أخرى.
وتقول السياسية المستهدف: إن شبكة المخابرات التركية في النمسا تضم ما لا يقل عن 400 مخبر.
وكشف الرجل المعتقل حاليًا، أنه تم التخطيط لتنفيذ هجمات عنيفة ضد سياسيين آخرين في النمسا، بما في ذلك بيتر بيلز، القيادي في حزب الخضر النمساوي.
وشغل بيلز منصبًا في لجنة المخابرات بالبرلمان النمساوي سابقًا، ومعروف بانتقاداته اللاذعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما نشر عام 2017 تقريرًا مفصلًا عن الصلات بين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وعمليات قامت بها المخابرات التركية في النمسا.
وفي سبتمبر الماضي، قال وزير الداخلية النمساوي: إن بلاده ستوجه اتهامات لشخص اعترف بالتجسس لصالح المخابرات التركية، وإن السلطات تحقق في المزيد من أنشطة التجسس التركية.
وقال الوزير: إن تركيا اعتقلت أكثر من 30 نمساويًّا بين 2018 و2020 بعد دخولهم البلاد، وهناك دلائل على أن المخابرات التركية حاولت تجنيدهم.
ويؤكد الوزير أن النمسا لن تقبل بعمليات التجسس التركية، أو بمحاولات فرض النفوذ التركي على الحريات والحقوق الأساسية في النمسا.