قد لا يتوقع البعض ما يحدث خلف أسوار "مجمع إرادة والصحة النفسية بالطائف"؛ فما يظنه البعض أن هذا المكان مخصص لإيواء النزلاء والنزيلات لتلقي العلاج وتقديم الخدمات الطبية المتنوعة لهم؛ لكن ما يحدث على أرض الواقع ليس كل ذلك فقط؛ بل هناك أمور أخرى تؤكد مدى الاهتمام بهذه الفئة.
وفي جولة قامت بها "سبق" داخل المجمع؛ حيث يتم تدريب النزلاء والنزيلات على حِرَفٍ ومِهَنٍ كجزء من العلاج المهني، وتأكيدًا على أن هذه الفئات يمكن دمجها في المجتمع؛ فالأشغال والأعمال التي قاموا بتنفيذها، أصبحت تُحَفًا جميلة يتزين بها أركان معرض أعمال نزلاء ونزيلات المجمع؛ لتؤكد مدى ما يتمتعون به من قدرات إبداعية وفنية.
ولإثراء قسم التأهيل الطبي النفسي بما يعود عليهم بالنفع فقد تم استحداث عدد من الأنشطة المتنوعة ما بين صالون لقص الشعر والتجميل، ومعمل للخياطة والتطريز، ومعمل للحاسب الآلي، ومعمل فنون تشكيلية والفنون الحرفية؛ وذلك بما يتوافق مع الجنسين.
وقد تم تزويد تلك المعامل المختلفة بما تحتاجه من التجهيزات والأدوات التي تساعدهم على تعلم تلك الفنون المختلفة من خلال مدربين ومدربات لديهم إمكانيات عالية في التدريب.
وأشار رئيس قسم التأهيل والطب النفسي بمجمع إرادة والصحة النفسية، سمير بن هادي الشهراني، إلى حرص المجمع على تطوير قسم التأهيل والطب النفسي؛ من خلال استحداث أربعة معامل، تعتبر الأولى من نوعها على مستوى مجمعات إرادة والصحة النفسية بالمملكة، لتطوير مهارات النزلاء والنزيلات الدائمين بالمجمع الذين لديهم القدرة على تعلم تلك المهارات.
وأضاف: "يتم التأهيل والتدريب على 7 مهارات ومهن هي (التجميل، قص الشعر، البدكير والمنكير، الخياطة والتطريز، الرسم، أعمال حِرَفية يدوية، الحاسب الآلي)"؛ لافتًا إلى استفادة عشرات النزلاء والنزيلات من هذا البرنامج الحيوي والمهم والذي أحدَثَ نقلة نوعية في مستوى الخدمات الطبية التأهيلية المقدمة بالمجمع.
وتابع: "هذه البرامج تدخل ضمن الخطة العلاجية، كما أن هناك برامج أخرى تتمثل في ممارسة الترفيه والرياضات المتنوعة، من خلال مواقع وصالات مخصصة لهذا الغرض".
يشار إلى أن قسم التأهيل بالمجمع ينفذ العديد من البرامج الترفيهية المختلفة كالرحلات الخارجية للنزلاء والنزيلات للمطاعم، والكافيهات، والحدائق العامة والخاصة، وحضور المهرجانات والفعاليات والمباريات داخل محافظة الطائف لإعطاء الشعور للنزلاء والنزيلات بأنهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، ولشغل وقت فراغهم بما يعود عليهم بالنفع، وتنمية العديد من المهارات لديهم.