كشفت مكالمة مسرَّبة ممارسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب؛ المنتهية ولايته، ضغوطاً وتهديدات ضد أكبر مسؤول عن العملية الانتخابية في ولاية جورجيا لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية بالولاية لمصلحته.
وأشار تقرير أمريكي إلى أن المكالمة تمّت يوم السبت الماضي، وشارك فيها عددٌ من المسؤولين في جورجيا، واستمرت مدة ساعة كاملة، حيث بدأها ترامب؛ بالإطراء على المسؤول عن العملية الانتخابية، ووزير خارجية الولاية "براد رافنسبرجر"، ثم تحوّلت المكالمة للاستجداء والتهديد من قِبل ترامب لـ "براد" بعواقب جنائية في حال عدم إيجاد 11780 صوتاً لمصلحته في الولاية لقلب النتيجة.
ورفض براد رافنسبرجر؛ ضغوط ترامب وتهديده، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي تزوير وأن جميع التحقيقات كشفت سلمية العملية الانتخابية، ولا يمكنه أن يقدم له شيئاً، وأكد تمسكه بصحة النتائج.
ويظهر في المكالمة ترامب؛ وهو يردّد ويؤكّد على وجود تزوير في الانتخابات، وخاصة في جورجيا، وقال "يجب أن تكون لديك انتخابات دقيقة، وأنت رجل جمهوري"، وردّ عليه براد "أعتقد أن الانتخابات لدينا دقيقة لا توجد أخطاء".
وتمسّك ترامب؛ بقوله "لا، لا، ليس لديك، ليس لديك، انتخابات دقيقة، ولا حتى قريبة (من الصحة) ، أنت تعرف ما فعلوه (الديموقراطيون)، ولا تبلغ عن ذلك، هذه الجريمة جنائية، وهذا خطرٌ كبيرٌ عليك، شعب جورجيا غاضبٌ، والشعب الأمريكي غاضبٌ".
وأجاب براد: حسناً، سيدي الرئيس؛ التحدّي الذي تواجهه هو أن البيانات والمعلومات التي لديك غير صحيحة، وقدمت البيانات للكونغرس وكشفت البيانات أن عدد أصوات المتوفين اثنان، وليس خمسة آلاف، كما جاء في بياناتكم".
في نقطة أخرى، قال ترامب: "انظر، كل ما أريد القيام به هو هذا، أريد فقط أن أجد 11780 صوتاً، ونحن لدينا أصوات أكثر من ذلك، لقد فزنا بالولاية، في الانتخابات لا يهم أن تفوز بصوت أو بنصف مليون صوت".
أجاب براد "لدينا عدة دعاوى قضائية وقمنا بالرد على الدعاوى والادعاءات في المحكمة.. سيدي الرئيس، نحن لا نتفق معك على أنك فزت، وفقاً للأرقام".
وتحدث ترامب؛ مع عددٍ من المسؤولين في جورجيا للسؤال عن حقيقة مقطع فيديو يظهر تمزيق آلاف بطاقات الاقتراع، وأكّد المسؤولون أن المقطع صُوّر في مقاطعة كوب، ولا علاقة له ببطاقات لاقتراع مطلقاً، حيث كان الموظفون يتخلصون من الأشياء القديمة.. وعن اتهام ترامب؛ بالتلاعب بأجهزة التصويت أكّد المسؤولون في جورجيا، أنه لم يحدث أي تلاعبٍ، ولا تغيير في الآليات مطلقاً.
ورفض ترامب؛ إجابات المسؤولين؛ متمسكاً بأنه تمّ تمزيق أوراق الاقتراع، ليرد عليه براد "سيدي الرئيس، المشكلة التي تواجهك وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث إن الناس يمكنهم قول أي شيء".
وانتقل ترامب؛ إلى نقطة أخرى، وسأل براد "هل تعلم بطاقات الاقتراع العسكرية التي جاءت بنسبة 100% لبايدن؟ هل تعرف عن هذا؟
ويجيب براد؛ لا أعرف شيئاً عن ذلك، أعرف أنه عنما تأتي بطاقات الاقتراع العسكرية لا يقتصر الأمر على الجيش فقط؛ بل أيضاً على عسكريين يعملون في الخارج، والأصوات العسكرية عموماً كلنا نعلم أنها لا تذهب للجمهوريين بشكل كبير؛ بل أغلبها يذهب للديموقراطيين، وبخاصة العسكريون العاملون في الخارج.
واستمرت المحادثة بين ترامب؛ والمسؤولين، وشهدت عديداً من المزاعم والمطالبات والتهديد بمحاسبة جميع المسؤولين عن سرقة الانتخابات منه بما فيهم أعضاء جمهوريون في ولاية جورجيا.
ولم ينفِ ترامب المكالمة المسرَّبة حيث غرّد على حسابه الرسمي في تويتر، أمس الأحد، "السيد براد رافسنبرجر؛ لم يكن راغباً أو غير قادر على الإجابة عن أسئلة، مثل: الاحتيال، الاقتراع تحت الطاولة، وتدمير بطاقات الاقتراع، والناخبين "خارج الولاية، والناخبين المتوفين، وأكثر ليس لديه أدنى فكرة".
ويرد عليه براد رافنسبرجر؛ في تويتر "بكل احترامٍ، الرئيس ترامب؛ ما تقوله غير صحيح، والحقيقة ستظهر".