بالصور.. "سبق" في "شارع المتنبي".. قلب بغداد ينبض من جديد عودة عراقية بنكهة ثقافية

يتميز بـ "الشناشيل وساعة بج بن ومقهى الشابندر والقشلة"
بالصور.. "سبق" في "شارع المتنبي".. قلب بغداد ينبض من جديد عودة عراقية بنكهة ثقافية

لم يكن يعلم أبو الطيب المتنبي الذي توفي منذ ما يزيد عن الألف عام أن اسمه سيخلد في عاصمة الخلافة بغداد وهو الذى وصفها في شعره بأروع الصفات.

وقد ردت بغداد الجميل للمتنبي وجعلت أهم شوارعها الرائعة يحمل اسمه في عام 1932 في عهد الملك فيصل تيمنا بشاعر الحكمة والشجاعة أبي الطيب المتنبي الشاعر العربي الكبير الذى ظل شعره وحكمته وأمثاله يضرب بها في كل المواقف حتى اليوم.

والمتجول في الشارع يرى في بداية جولته تمثالا برونزيا له يطل على نهر دجلة وينتهى بقوس ارتفاعه حوالي 10 أمتار وقد نقش عليه بيت الشعر الأشهر للمتنبي "الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم.

قلب بغداد ينبض

يعد شارع المتنبي قلب بغداد النابض بالثقافة والفن والتراث ويعتبره "البغادلة" – أهل بغداد- سوقا ثقافيا يزدهر فيه بيع الكتب الحديثة والقديمة وتنشأ فيه سوق الرسامين الذين يرسمون لوحاتهم أمام المارة والزوار وترى فيه حلقات الشعر الحية والمناظرات الشعرية وترى فيه مقاهي تعج بالرواد بالإضافة إلى الندوات وحلقات الشعر سواء الشعبي أم الفصيح.

هنا الزمن يتحدث

تشير إحدى المطابع القديمة إلى عمر شارع المتنبي محفور في أحجارها أنها شيدت في عام 1801 أي ما يزيد عن مائتي عام مضت رغم أن بعض المصادر تؤكد أن الشارع أنشئ منذ عهد العباسيين أي ما يقرب من 1000 عام مضى ويضم الشارع العديد من المكتبات القديمة التي تضم كتبا ومخطوطات نادرة إضافة إلى بعض المباني البغدادية القديمة مثل المحاكم المدنية قديما والمدرسة الموفقية التي بناها موفق الخادم ووزارة العدل في العهد الملكي بالإضافة إلى الشناشيل العراقية القديمة وتعني الشرفات الخاصة بالمباني الأثرية الملكية القديمة التي يشتهر بها الشارع .

ساعة بج بن العراقية

ستمر في جولتك بساحة القشلة وفيها برج القشلة الذى يصنف من أهم معالم بغداد وهى كلمة تركية الأصل تعنى البرج وأعلاه يوجد ساعة القشلة " وهي التى أهداها الملك جورج الخامس ملك بريطانيا إلى مدحت باشا وكانت أعجوبة في ذلك الوقت ويعلوها سهم حديدى يوضح اتجاه الريح وأربعة أسهم تحدد الاتجاهات .

حلقات حية

أثناء زيارتك الشارع ستفاجأ بشعراء يقفون وسط الرواد والزوار يلقون قصائدهم أمام الحضور وإذا تفاعل معها الزوار وأعجبوا بها فهنا قد كتب النجاح لهذا الشاعر ويبدأ في إلقاء الشعر وقصيدة وراء قصيدة حتى ينتهي دوره ويأتي من بعده شاعر آخر وهكذا يتوالى الشعراء لتنتهي الحلقة بشاعر فائز.

طقاطيق عراقية

ووسط الشارع الطويل الذى يقارب 1000 متر تشاهد مجموعة من الفنانين يعزفون العود وآخرين يغنون القصص الشعبية وبعضهم يطلب منك سماع آخر مؤلفاته الفنية وعليك أن تسمع له فحتما سيؤثر عليك سيل القصص الفنية والغنائية الشعبية التى تحكي أغلبها عن البطولة وعصر ألف ليلة وليلة .

مجسمات لا تفرق

كما سترى ساحة القشلة وسط شارع المتنبي فيها مكان للمجسمات الفنية التي تمثل العراقيين الذين حاربوا الإرهاب من كل مكان وتنوعت المجسمات بين شخصيات دينية وعسكرية وهى جميعها تمثل كافة مكونات الشعب العراقى، إضافة إلى مقتنيات من مختلف المدن والمحافظات العراقية.

مقهى الشابندر

وإذا أردت الاستراحة قليلا فما عليك إلا التجول وسط المقاهي الشعبية المنتشرة في الشارع ولعل أشهرها مقهى "الشابندر" الذى أنشئ عام 1917، وسمي باسمه الحالي الذي يعني "كبير التجار" باللغة التركية نسبة إلى صاحب المطبعة التي كانت في المكان نفسه واسمه عبد المجيد الشابندر، ليصبح بذلك أول المقاهي وأقدمها في شارع المتنبي أما إذا جلست ستجد بجوارك مثقفين وكتابا وفنانين ومطربين وشعراء يعدون من مشاهير العراق وتجد من يتحدث معك وتبدأ تبادل الأحاديث الفنية والشعرية وربما تتجه إلى الأحاديث السياسية.

ضجيج بطعم ثقافي

تعرض الشارع لعملية إرهابية في عام 2007 أودت بحياة العشرات وأعيد افتتاحه بعد ترميمه في عام 2008 وعاد إلى فعالياته الصاخبة مجددا وربما تسمع في جولتك ضجيجا ممزوجا بصيحات بائعي الكتب والقرطاسية والأقراص المدمجة والنظارات الطبية والخرائط، وحتى الألعاب الصغيرة والكتب الصغيرة والمنتجات الصينية المتعددة التي لم تسلم شوارعنا العربية منها ورغم كل ذلك يظل شارع المتنبي ممر الثقافة والتاريخ والكتب العربية .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org