تأتي ساحة اللغة والثقافة امتداداً طبيعيّاً للبرامج والمناشط التي يقدمها سوق عكاظ لهذا العام، والتي تعنى بالتراث والثقافة.
وتهتم الساحة بصناعتين لطالما اهتم العرب بهما منذ غابر الأزمان، وكانت لهم فيهما صولات وجولات على مدار التاريخ، وهما: الشعر، والخط.
قدمت الساحة الشعر تحت عنوان "القافية"، فعرّفت بالأدب، وتطور معناه، ثم عرفت بعصور الشعر العربي، وأغراضه.
ثم تحدثت عن الشعر الجاهلي، وركزت فيه على شعر المعلقات، فاختارت من شعراء المعلقات شاعر الحكمة زهير بن أبي سلمى، فعرفت به وبقصائده، مبرزة جوانب التميز في شعره، إضافة إلى حبه للسلام، وسعيه لإطفاء الحروب التي كانت رحاها مشتعلة في عصره.
ومن شاعر الحكمة زهير بن أبي سلمى؛ ينتقل المعرض إلى أسطورة الشعر العربي أبي الطيب المتنبي؛ حيث يعيد المعرض تقديم المتنبي بحلة جديدة، ليتمكن الزائر من اكتشاف عبقرية هذا الشاعر العملاق، عبر عرض (16 قصة) تحكي حياته، وبداياته في بلاط سيف الدولة الحمداني، ومغادرته إلى بلاط كافور الإخشيدي، ثم رحلته الأخيرة إلى الكوفة، ومقتله هناك، ويقدم المعرض بعض هذه القصص بشكل مبتكر من خلال تقنية الهولوجرام، تحاكي فيها شخصية المتنبي وغروره.
الشق الثاني من الساحة هو معرض القلم، الذي يتحدث عن تاريخ الكتابة العربية منذ بداياتها القديمة، والتي كانت رمزية، ويمر بمراحل الكتابة وتطورها، خاصة بعد نزول الوحي والأمر بالقراءة، والتي نتج عنها كتابة المصحف الشريف، وكيف تطورت كتابة المصحف بعد أن كانت غير منقوطة، فنقطت ثم شكّلت، ثم تنافس الخطاطون بعد ذلك على تزيين المصاحف وزخرفتها.
ويعرج المعرض على أنواع الخطوط العربية، ونماذج للوحات جمالية أصلية، كتبها خطاطون كبار، تبرز هذه الخطوط، كما يتحدث المعرض عن أهم الخطاطين العرب الكبار الذين عاصروا بدايات الخط العربي، وأسسوه، ووضعوا قواعده، كابن البواب وابن مقلة وغيرهما.
وبخبرتها الطويلة في المشاريع الثقافية؛ استخدمت شركة سمايا الاستثمارية التي صممت ونفذت ساحة اللغة والثقافة، تقنيات خاطبت الزوار ببساطة، فقدمت الثقافة والتراث بلغة العصر وتقنياته، لكن مما يلفت نظر الزائر للساحة: القاعة البانورامية التي تضم شاشة عملاقة تقترب مساحتها من (700م2)، تعرض فيلماً جمالياً بعنوان "الصناعتين"، يبرز جماليات الشعر العربي، والخط العربي، وعناية العرب بهما.
وتستضيف ساحة اللغة والثقافة، لمدة أسبوع بدءاً من الأربعاء المقبل،؛ الندوات الأدبية والأمسيات الشعرية، التي سوف ينظمها المهرجان بالتعاون مع جامعة الطائف.
