"التيهاني": أعترف بالأخطاء وسأعدّلها في الطبعات المقبلة

بعد أمسية لقراءة كتابه "الشعر في عسير 1351-1430"
"التيهاني": أعترف بالأخطاء وسأعدّلها في الطبعات المقبلة

تحوّلت أمسية قرائية نظّمتها جمعية الثقافة والفنون بأبها، إلى جلد ذاتي؛ لغياب الدراسات عن الشعر في منطقة عسير، وتغييب ظهور نماذج لرواده في المشهد السعودي والعربي، كما حصل للقصة والرواية.

وتناولت الأمسية، التي نفذها الذراع القرائي للجمعية مجموعة حرف؛ كتاب "الشعر في عسير 1351-1430" للدكتور أحمد التيهاني، بقراءة علي فايع، وإدارة يحيى العلكمي، التحول الفكري في المشهد الثقافي بمنطقة عسير، وتغييب نشر الشعر العسيري في مجلة الجنوب منذ 12 عامًا، بعد أن كانت منبرًا ثقافيًّا وتنويريًّا.

واستعرض متحدث الأمسية علي فايع عددًا من أبواب وفصول الكتاب، وعدّه دراسة نقدية عميقة تُتعب من سيتناول هذا الموضوع بعده؛ حيث احتوت على مجمل ما كان يدور في الساحة خلال التاريخ المحدّد، مبينًا أن الكتاب كشف التحول الفكري لبعض الأدباء والمثقفين من كونهم روادًا في التنوير الثقافي ليتحولوا للطرف الآخر.

وبيّن فايع أن الباحث وقف في كتابه "الشعر في عسير" أمام مقدمات الدواوين الشعرية التي يكتبها الشعراء أنفسهم، فيذكر أنها تتفاوت في أساليب العرض؛ فبعضها مكتوب بكتابة فنية تستحضر جماليات اللغة الشعرية أو تبين موقف الشاعر من المذاهب الأدبية الحديثة، ويكون بعضها الآخر شعرًا، فيما تأتي بعض المقدمات، كما يقول، مشابهة لمقدمات الأبحاث العلمية.

وأضاف علي فايع أنه في إهداءات الدواوين يقدم الباحث معلومات جديرة بالقراءة والاطلاع؛ ‏فيذكر أن الشاعر معيض البخيتان من أوائل من أهدى الديوان إلى أمه، وسجل الباحث في كتابه "الشعر في عسير" ملحوظات عامة على الدواوين؛ فيكتب عن تدوين التواريخ على القصائد، ويتفرد في هذا الباب الشاعر الدكتور عبد الرحمن المحسني، الذي لا يكتفي بتاريخ كتابة القصيدة، بل يضيف مكان نشر كل قصيدة.

وقال فايع: إن الكتاب ربما تجاهل أو استقصد عدم تناول بعض الشعراء؛ حيث إنه حدّد منهجية دراسته بما تم نشره في كتب أو وسائل رسمية؛ الأمر الذي تسبّب في غياب التجربة النسائية الشعرية.

وفي استعراضه للكتاب بيّن فايع أن الباحث قدّم في كتابه معلوماتٍ مجدولة عن مصدرين مهمين من مصادر الشعر في منطقة عسير: مجلتَيْ: بيادر، والجنوب، في جداول بالعدد والسنة للقصائد التي نُشرت فيهما لشعراء منطقة عسير، ولفت الباحث إلى أنّ مجلة الجنوب تخلَّت عن نشر القصائد في بعض الفترات؛ إذ خلت أعداد سنة 1408هـ من أيّ نصّوص شعرية، كما خلت الأعداد التي تلي العدد 85 حتى العدد 104 من الصفحات الثقافية التي تتضمن النصوص الشعرية.

وختم قارئ كتاب "الشعر في عسير"، علي فايع، قراءته باستغرابه من استخدام الباحث لمصطلح "الشعر العسيري" في أكثر من صفحة، معتبرًا أنّ إطلاق هذا المصطلح غير دقيق في بحث أكاديمي وكتاب عميق مثل هذا؛ لأنّه لا توجد ملامح مختلفة وفارقة للشعر في هذه المنطقة عن الشعر في السعودية.

عقب ذلك بدأت المداخلات؛ حيث انتقد الأستاذ في جامعة الملك خالد "د.خالد أبو حكمة"، ضعف تدوين الشعر السعودي وإهمال الدراسات التي تمَّت له فيما بعد بالشعر في منطقة عسير، قائلًا: إن كتاب "الشعر في عسير" حمل قضايا ثقافية وفكرية عميقة وثّقت لتجربة شعرية زاخرة بالتميز.

وتساءل كلٌّ من: القاصّ عبد الله السلمي، ومسؤول البرنامج الثقافي مرعي عسيري، والشاعر عبد الله الأسمري؛ حول إهمال الكتاب للدراسات السابقة، وغياب الشعر عن مجلة الجنوب التي كانت منبرًا ثقافيًّا في فترة رئاسة علي آل عمر عسيري لتحريرها.

وأثنى القاصّ حسن آل عامر على عمل الكتاب؛ حيث حملت كل صفحة منه معلومة أو فكرة توسع الكاتب في تفصيلها وشرحها ليجمع بين العلم وسلاسة الطرح.

من جانبه استغرب د. إبراهيم أبو طالب، غياب نماذج لرواد الشعر في عسير؛ مثل محمد زايد الألمعي، وغيره من أبناء عسير، عن الحضور في الدراسات أو البحوث التي تتناول الشعر السعودي، في مقابل نماذج حاضرة دائمًا كحسن النعمي، ومحمد علوان في القصة.

وقال أستاذ اللغة العربية في جامعة الملك خالد د. جمال عطا: إن الدراسة لم تكن الأولى عن الشعر في عسير؛ حيث سبقتها دراسات وأبحاث، من خلال حليمة عسيري، و د.عبد الله أبو داهش، إلا أن كتاب "الشعر في عسير" تميَّز بالشمولية والعمق ليكون قاعدة بحثية للعمل البحثي، لكنه كغيره من الدراسات لم يُجب على تساؤل: هل أضافت القصيدة العسكرية للشعر السعودي أو العربي خاصة في التشكيل؟

وفي نهاية الأمسية تحدّث مؤلف الكتاب د. أحمد التيهاني، معبرًا عن شكره الجمعية على تخصيصها ليلةً تتحدّث فيها عن كتابه ليكون ذلك أكبر تكريم يحصل عليه منذ نشره، قائلًا: "على مستوى شخصي هذا تكريم يفوق أكبر الجوائز الوطنية والعربية".

وأقرَّ التيهاني بأنه أخطأ في بعض صفحات الكتاب، لكنه سيعمل على التصحيح في الطبعات اللاحقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org