"من دخلها ليس آمنًا".. الفارق بين خيمة القذافي ولاس فيغاس

بعد أن فضحت تسجيلاتها ذيول الإخوان
"من دخلها ليس آمنًا".. الفارق بين خيمة القذافي ولاس فيغاس

يشتهر لدى الأمريكان مثل دارج يقولون فيه: "ما يحدث في فيغاس يبقى في فيغاس"، فما يُفعل في "مدينة الخطيئة" كما يطلق عليها أهلها، يبقى هناك، لما يحدث فيها من خطايا وذنوب لا يتجرأ الشخص على فعلها في مدينته الأصلية، ولا حتى على البوح بها لأقرب الأقربين، ولكن الأمر لا ينطبق بالتأكيد على خيمة القذافي، فما يحدث فيها، وما يقال، يصبح "ترند" ولو بعد عشرات السنوات.

فالفارق بين مدينة الخطيئة وخيمة التآمر كبير، على الرغم من أن كليهما يؤتي فيه بالموبقات، ففي خيمة الرئيس الليبي الراحل يؤتى بكل ألوان التآمر، وأنواع الخطط الإجرامية، وأشكال القلاقل وزعزعة الاستقرار للدول الشقيقة والجارة، وبالاشتراك مع من يدعون الحمية الوطنية وحب الإصلاح من أبنائها، إلا أن تلك الخطط سرعان ما تنكشف، وتنقلب الطاولة على رأس من كان يجلس حولها، وظن أنه في مأمن بعد خيانته؛ لأن أحدهم قرر أن يبوح بالأسرار، وألا تكون خيمة "القذافي" مثل فيغاس، فمن دخل خيمة ملك ملوك إفريقيا -كما كان يدعي- ليس آمنًا.

التسجيلات تتوالى

فتوالي التسجيلات المسربة، والتي نشرها المعارض القطري خالد الهيل عبر حسابه في "تويتر"، تقدم صورة من صور التآمر المشترك بين رموز وذيول حركة "الإخوان المسلمين"، وتنظيم "الحمدين" الجاثم على أنفاس دولة قطر من ناحية، و"القذافي" الذي عُرف عنه انتماؤه الناصري (نسبة إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر)، والهدف واحد على الرغم من اختلاف الايدلوجيات (الفكر السياسي)، وهو إسقاط أنظمة الحكم الخليجية، وزعزعة استقرار شعوبها، والفائز الأكبر من خلف المشهد أردوغان وأوهامه بإحياء أمجاد أسلافه الغابرة على أنقاض البلدان العربية.

فالتسجيلات التي بدأت بقادة قطر، وتواصلت بذيول الإخوان، تكشف أنه لا يتحرج ذيول الإخوان في ربوع الوطن العربي مثل حاكم المطيري ومبارك الدويلة وغيرهم، من التآمر والتواصل وتلقي التمويل والأموال ممن يخالفونهم في المبادئ والأفكار، مادام الهدف القريب واحدًا، فهم كما عرف عنهم بلا مبدأ ولا كرامة، وعلى استعداد لفعل أي شيء، والتحالف مع أي كان في مقابل تحقيق أهدافهم العليا، ومخططاتهم الشيطانية الإجرامية في المنطقة.

ليست مصادفة

ولا يُعد التآمر القطري والإخواني وبرعاية العقيد القذافي من قبيل المصادفة أو الشيء الجديد، بل هو امتدادٌ لجرائمهم، فقبل سنوات تداول النشطاء مكالمتين جمعت رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم والرئيس الليبي السابق، وهما يتآمران على السعودية، حيث قال "ابن جاسم" إن السعودية لن تعد موجودة بعد 12 عامًا، بل ستقسم إلى دويلات، كما كشف في المكالمتين عن مخططه لزعزعة استقرار المملكة عبر تمويل الحركات الداخلية، ودعم سعد الفقيه، وعددًا من القنوات المأجورة التي تهاجم المملكة.

حكمة القيادة الخليجية

ولكن كما كان هناك خونة ومتآمرون، فقد قيض الله للخليج حكامًا يتمتعون بالحكمة وبُعد النظر، واستطاعوا بسرعة بديهة التفطن إلى المخططات الإجرامية للإخوان، فسرعان ما لفظوهم، وأعلنوا جماعتهم حركة إرهابية، تسعى لبث السموم في جسد الأمة، كما تنبهوا لما تمثله قطر من خنجر في خاصرة الخليج والعرب، وكونها حاضنة للفكر الإرهابي، فقاطعوها بعد أن حاولوا كثيرًا حثها على التوقف عن احتضان الإخوان ودعمهم، وتمويل التنظيمات المتطرفة، ووقف مخططاتها التي لا تخدم أحدًا سوى الأعداء والواهمين.

ويبدو أن القادم سيكشف الكثير، بعد أن وعد المعارض القطري خالد الهيل بفضح المزيد، وكشف المخططات، وعبّر عن هدفه صراحة بقوله: "هدفي الأساس هو إسقاط التيار الإخونجي و"المتأخونج" وتبيان حقيقتهم؛ لكيلا يكون هناك أي عذر لمن يقف معهم، عندما أقول إن تنظيم الإخوان ومموليهم كنظام قطر هم مجرمون أوباش أهدافهم شق الصف والخراب والدمار والإرهاب ونشر الفوضى، فأنا لا أفجر في خصومتي معهم وما خفي أعظم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org