قبل عدة أشهر، هبطت ست طائرات من طراز "بوينغ 747"، وهي تابعة للخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا"، في مطار "توينتي"، الصغير شمالي شرق هولندا، ثم تقطعت بها السبل ولم تستطع الطيران بعدها.
وأصبحت الطائرة خارج الخدمة بسبب خفض عدد رحلات الخطوط الجوية الألمانية في أعقاب جائحة فيروس كورونا المستجد، ووصولها إلى مطار "توينتي" على مدار شهري يونيو ويوليو.
وبمجرد هبوط الطائرات على مدرج المطار، انتشرت شائعات بأنها في طريقها إلى الهدم.
ومن المؤكد أنه تم بيع 5 من أصل ست طائرات في وقت لاحق لشركة إعادة تدوير الطائرات " GE Aviation Materials"، ومقرها في مطار "موهافي" في كاليفورنيا.
ولكن كانت هناك مشكلة، وهي أن هيئة التفتيش على البيئة البشرية والنقل "أي إل تي" قد منعت الطائرات من مغادرة "توينتي".
ومع بدء عملية مفاوضات معقدة، تم إيجاد حل لهذه المشكلة أخيراً، يوم الخميس الماضي.
وقبل هذا القرار، قالت هيئة التفتيش لـ"سي إن إن" إن الطائرات غير قادرة على المغادرة لأن مطار "توينتي" لم تكن لديه شهادة السلامة الصحيحة.
وفي المطار، يسمح حالياً للطائرات الأكبر حجماً، مثل "بوينغ 747"، بالهبوط لأغراض الهدم، لكنها لا تستطيع الإقلاع مجدداً.
ويعد مطار "توينتي" موطناً لمدرج واحد فقط، حيث كان المطار يستخدم سابقاً في كل من الطيران المدني والعسكري. وكان المطار أيضاً مخصصاً للاستخدام التجاري فقط منذ العام 2007.
ويصف المطار نفسه عبر الإنترنت بكونه "الموقع المثالي لطيران الأعمال".
وقال متحدث باسم هيئة التفتيش "أي إل تي" لـ"سي إن إن"، يوم الأربعاء الماضي: "البنية التحتية للمطار غير مناسبة مؤقتاً لإقلاع الطائرات الأكبر والأثقل".
وأضاف: "لم يطلب مشغل المطار إذناً للخروج عن قواعد السلامة الدولية، ما يمكن أن يشكل مخاطر أمنية".
وأوضحت شركة لوفتهانزا لـ"سي إن إن" أنه عند هبوط الطائرات الست من طراز بوينغ "747" خلال الصيف، كان يسمح للطائرات الأكبر حجماً بالإقلاع لأسباب غير تجارية وأسباب التخزين.
وبرفع دعوى قضائية بين "أي إل تي" ومركز المطار، تم التوصل إلى حل وسط أخيراً، حيث مُنحت هيئة التفتيش "استثناءً لمرة واحدة" يسمح للطائرات بالمغادرة.
وقالت "أي إل تي " إن هناك بعض متطلبات السلامة التي يجب أن تُستوفى، وهي أن طائرات "747" يجب أن تكون خفيفة وتحمل القليل من الوقود.
وفي بيان يوم الخميس، قالت هيئة التفتيش: "يتفق الطرفان على أنه لا يمكن تكرار الوضع الحالي.. وهكذا يمكن لطائرات لوفتهانزا أن تقلع من مطار توينتي".
وقال متحدث باسم لوفتهانزا لـ"سي إن إن" يوم الخميس: "نرحب بهذا الاتفاق".
وكانت العديد من شركات الطيران تخطط لتقاعد الأسطول التابع لها من طائرات "بوينغ 747"، والتي يطلق عليها اسم "ملكة السماء"، قبل تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا.
وعلى سبيل المثال، عمدت الخطوط الجوية البريطانية إلى تقاعد طائرتها الأخيرة من طراز "بوينغ 747"، في أكتوبر، قبل أشهر من الموعد.
ويتم استبدال "بوينغ 747" على نطاق واسع بطائرات أحدث وأكثر كفاءة.