ضجت المنصات الاجتماعية العراقية بفيديوهات وصور شاب عراقي جالس على جسر عالٍ في مدينة الديوانية جنوبي العراق. كان الشاب يحاول الانتحار بالقفز من فوق الجسر وسط تجمهر حشود كبيرة من المواطنين بهدف ثنيه عن الإقدام على القفز، وبينهم والدته التي أجهشت بالبكاء متوسلة إياه أن لا يُنهي حياته.
الموقف الصادم دفع مجموعة من الموجودين والمارة في المكان إلى فرش قطع ضخمة بلاستيكية وبوسترات إعلانية كبيرة أسفل الجسر؛ كي يسقط عليها في حال قفز من فوق الجسر.
وينقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن شاهد العيان قاسم الهلالي قوله: "كنت موجودًا قرب المكان، وعندما رأيت التجمع الحاشد توجهت نحوه، وحاولنا جميعًا -وكنا بالمئات- حض الشاب على التراجع وعدم الانتحار".
لكن فِرق النجدة والدفاع المدني المختصة التي وصلت لمكان التجمع تمكنت من إنقاذ الشاب، ومنعه من الانتحار، عبر الاستعانة برافعات عملاقة، وسط تهليل الحاضرين تعبيرًا عن الفرح بإنقاذ الشاب الذي حاول الانتحار.
هذا، وأصدرت شرطة الديوانية بيانًا حول الواقعة، جاء فيه: "نتيجة لسرعة الاستجابة من قِبل السيطرة المركزية (عمليات الشرطة) تمكنت قوة من قسم شرطة النجدة بالاشتراك مع مفارز الدفاع المدني، فضلاً عن عدد كبير من المنتسبين، من إنقاذ مواطن من محاولة انتحار، عندما حاول رمي نفسه من أعلى جسر أبي الفضل بسبب خلافات عائلية، وذلك في محاولة استمرت وقتًا ليس بالقصير، بذل فيه أبطال شرطة النجدة جهدًا مميزًا، أسفر عن إقناع المواطن، وثنيه عن تنفيذ محاولة الانتحار".
وقد عبّر المعلقون على الحادثة عن تعاطفهم الكبير مع الشاب، مؤكدين أن هذه الحادثة تعبير عن حالة اليأس التي يعيشها الشباب العراقي بسبب واقعهم الحياتي المزري الذي لا يتناسب مع طموحاتهم وأحلامهم المشروعة في بناء ذواتهم، وتأمين مستقبلهم.
وذهب معلقون آخرون إلى أن فساد الطبقات السياسية الحاكمة والمتسلطة لم يترك للعراقي في مواجهة المعاناة والعذاب والفقر سوى خيار التفكير في اللجوء للانتحار.
لكن تعليقات معاكسة رفضت التهويل من الموضوع، وتحليله وفق خلفيات سياسية، وأن الأمر ربما مرتبط بخلاف أسري، أو بحالة انهيار نفسي. (فيديو)