توجس وإشارات غير مريحة من "الدوحة".. هل تدفع إيران لقصف قطر؟

بنَت قاعدة أمام ساحل "طهران" وتخلّت عن أقرب حلفائها
توجس وإشارات غير مريحة من "الدوحة".. هل تدفع إيران لقصف قطر؟
تم النشر في

أثارت التهديدات الإيرانية بقصف قطر استهدافًا لقاعدة العديد التي تقع جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، الكثير من الأقاويل حول مدى مصداقية التهديد الإيراني لتابعها الموثوق في الخليج، كما أثارت التساؤلات حول علاقة الطرفين ومدى موثوقيتها.
بادئ ذي بدء لم تكن فرضية قصف طهران للدوحة ببعيدة يومًا، ولن تكون؛ فعلاقة الطرفين ببعضهما لم تك يومًا وثيقة، فهي علاقة تربطها المصالح الضيقة، ووجهات النظر العدائية والتآمرية ضد جيرانهما في الخليج العربي، فهي لا تقف على أرضية صلبة، ولا تعتبر طهران الدوحة ندًّا مكافئًا لها؛ ففي تصريح سابق في بداية المقاطعة العربية، سخر نائب وزير الصناعة الإيراني، مجتبي خسروتاج، من حجم قطر بشكل غير مباشر، حينما قال إن محافظة واحدة من محافظات إيران يمكنها سد احتياجات قطر بالكامل.

استهزاء متواصل
الاستهزاء الإيراني بالإمارة الخليجية الصغيرة يظهر عيانًا بيانًا في تصريحات المسؤولين الإيرانيين المستمرة حول استعدادهم لقصف أهداف أمريكية داخل قطر أكثر من مرة، دون اعتبار لعلاقتهم الجيدة بالدوحة، ودون اهتمام بالحرج الذي سيتعرض له النظام القطري على إثر هذه التصريحات أمام شعبه، وهو (النظام القطري) مَن استنجد بقوات من الحرس الثوري لحماية القصر الأميري، ودافع عن علاقته مع إيران المعادية لدول مجلس التعاون الخليجي.

وكان آخر تلك التصريحات ما صرّح به العميد أمير علي حاجي زاده لوكالة "مهر" الإيرانية؛ بأن بلاده كانت جاهزة للرد على الولايات المتحدة بعدما أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة مسيرة أمريكية في منطقة مضيق هرمز، وأنها حددت أهدافًا أمريكية داخل الدوحة؛ ومنها قاعدة العديد؛ لقصفها داخل العاصمة القطرية.
وسبق ذلك التصريح بنحو شهر، إطلاق القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسين دهقان، تهديدات بضرب قواعد أمريكية على الأراضي القطرية، ولم تجد هذه التصريحات وغيرها صدى لدى وسائل الإعلام القطرية، ولا موقفًا حكوميًّا رسميًّا.

شعور بالتوجس
يشعر الحليف الإيراني بالتوجس من ناحية النظام القطري المارق، فغدره بجيرانه وحلفائه في الخليج يمثل أمامه، كما جاء تدشين قطر لقاعدة "الظعاين" البحرية قبل نحو شهرين كإشارة تنبيه لنظام الملالي باحتمالية غدر الدوحة به.

فقد جاء تشدين القاعدة التي تستقطع نحو 6% من مساحة قطر الإجمالية قبالة دولة إيران، عقب زيارة رأس الإمارة الخليجية الصغيرة "تميم" للولايات المتحدة الأمريكية؛ وهو ما حدا بالمراقبين للقول إن السبب الحقيقي غير المعلن وراء تدشينها؛ هو وضع حد للأنشطة الإيرانية في الخليج، وإحكام السيطرة الأمريكية على السواحل المقابلة لطهران، وتضييق الخناق على إيران ومحاصرتها؛ إذ ينظر الكثيرون لـ"ظعاين" كقاعدة أمريكية جديدة إلى جانب "العديد".

فيما رأى البعض أن سماح قطر ببناء القاعدة قبالة السواحل الإيرانية هو تخلٍّ قطري جديد عن صديق آخر، ومداراة ظهرها لحليف؛ وذلك بعد تنامي الأقاويل حول تخليها عن حليفها التركي، بعد أن أخلّت بوعودها بضخ 15 مليار دولار في شريان الاقتصاد التركي، وتقليص الدوحة حصتها في بورصة إسطنبول؛ فضلًا عن هجوم ذراعها الإعلامية شبكة "الجزيرة" الإخبارية بنسختها الإنجليزية على الرئيس التركي، وبثها تقريرًا شديد اللهجة حول حالة القمع التي ينتهجها "أردوغان" ضد الصحفيين.
وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام، ويثير التساؤل حول ثوابت "الدوحة"، وما يحكم مواقفها وتحالفاتها وصداقاتها، وعلى ما يبدو فقد استقبلت طهران تلك الرسالة، وأرسلت في المقابل رسالة شديدة اللهجة بمقدرتها على إطلاق نيرانها صوب الدوحة الحليف غير الموثوق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org